ملخص
قدّم تيم كوك، الرئيس التنفيذي لـ"أبل"، هدية ذهبية فريدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء في البيت الأبيض، ضمن جهود شركات ومسؤولين أجانب لاستمالته. ترمب، المعروف بحبه للبذخ، تلقى أيضاً دعوات وزيارات وهدايا من زعماء دول، بينهم رئيس وزراء كمبوديا الذي رشّحه لنوبل، ورئيس "فيفا" الذي أهداه كأساً ذهبية، وقطر التي قدمت له طائرة "بوينغ 747" بقيمة 400 مليون دولار.
قدم الرئيس التنفيذي لمجموعة "أبل" تيم كوك هذا الأسبوع هدية ذهبية "مميزة" لدونالد ترمب الذي لم يخفِ إعجابه بها، في مشهد بات يتكرر في البيت الأبيض مع سعي مسؤولين في كبرى الشركات لاستمالة الرئيس الأميركي.
كان اللقاء الذي جرى في السادس من أغسطس (آب) في المكتب البيضاوي، واحداً من محطات تدل على الجهود التي يبذلها زعماء أجانب ومسؤولون تنفيذيون نافذون في كبرى شركات العالم، للتقرب من الرئيس الأميركي الذي عاد إلى البيت الأبيض في مطلع العام الحالي.
يعشق الثري الجمهوري الذي كسب شهرته وثروته من عالم العقارات والتلفزيون، كل ما يلمع، وهذا ما يبدو جلياً من تعديلات أجراها على المكتب البيضاوي الذي بات مزخرفاً بلوحات وقطع ذهبية.
لم تغفل هذه التفاصيل عن كوك الباحث عن كسب ودّ الرئيس الذي يشكو على الدوام، وصولاً إلى حد التهديد بعواقب، لأن مجموعة "أبل" العملاقة لا تُصنّع هواتف "آيفون" في الولايات المتحدة.
وبعدما قطع وعداً باستثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، قدّم رئيس الشركة للرئيس هدية تحمل شعار "صنع في الولايات المتحدة".
والهدية هي قطعة زجاج على شكل قرص مدمج، صنعت في كنتاكي، قاعدتها من الذهب 24 قيراطاً مصدرها يوتا. وهذه الهدية "فريدة من نوعها" صمّمها جندي سابق في الجيش الأميركي، بات يعمل حالياً لدى "أبل".
زعماء الدول
لا تقتصر محاولات استمالة ترمب على مسؤولي الشركات الأميركية. فقد رشّحه رئيس وزراء كمبوديا هون مانيت لنوبل السلام، وهي الجائزة التي يعتبر ترمب أنه يستحقها أكثر من أي شخص آخر بسبب جهوده للتوصل إلى حلّ نزاعات عدة.
ونوّه مانيت في رسالته إلى لجنة جائزة نوبل بـ"سياسة تنم عن رؤية ثاقبة" ينتهجها الرئيس الجمهوري.
واعتمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحريص على الحفاظ على دعم واشنطن لحكومته، النهج نفسه، وكذلك فعلت باكستان إثر مساهمة ترمب في وقف النار بينها وبين الهند.
ويأتي ذلك في ظل حرب تجارية واسعة النطاق يشنها ترمب على العديد من دول العالم، ولم يسلم منها شركاء بلاده التجاريون أو جيرانها.
ويبدو أن قادة أجانب أدركوا مفاتيح "التعامل" مع الرئيس البالغ 79 سنة.
خلال اجتماعهما في البيت الأبيض نهاية فبراير (شباط)، نقل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رسالة موقعة من العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث، يدعو فيها ترمب للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة.
كما التقى الزعيم العمالي البريطاني الرئيس الأميركي خلال زيارته الأخيرة لاسكتلندا، واغتنم الفرصة لزيارة اثنين من منتجعات الغولف المملوكة لعائلة ترمب.
وتخضع غالبية السلع البريطانية المصدّرة إلى الولايات المتحدة لرسوم جمركية بنسبة 10 في المئة، وهي نسبة أقل من تلك المفروضة على الاتحاد الأوروبي (15 في المئة).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الهدية الأكبر
كانت سويسرا من أكثر الدول تأثراً بالتعريفات الأميركية، إذ باتت 60 في المئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة، تخضع لرسوم نسبتها 39 في المئة.
ولم يتح لرئيسة سويسرا كارين كيلر سوتر لقاء ترمب خلال زيارتها الأخيرة إلى واشنطن، والتي هدفت للبحث عن تسوية تخفف عبء التعريفات عن بلادها.
وتطرق ترمب إلى سويسرا في مداخلة هاتفية مع قناة "سي أن بي سي" الثلاثاء، قائلاً "تحدثتُ إلى رئيسة الوزراء. هي امرأة لطيفة لكنها لم تكن ترغب في الإنصات".
من ناحية أخرى، يحظى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو الذي يحمل الجنسيتين السويسرية والإيطالية دائماً بحفاوة في البيت الأبيض.
في مارس (آذار)، قدّم إنفانتينو لترمب كأس العالم للأندية المصنوعة من الذهب، وبقيت في مكتبه لأسابيع.
لكن الهدية الأكثر إثارة للجدل والدهشة كانت تلك التي قدمتها قطر للرئيس الأميركي، وهي عبارة عن "بوينغ 747" ليستخدمها كطائرة رئاسية. وتجاهل الرئيس اتهامات المعارضة الديمقراطية بالفساد، واعتبر أن رفض مثل هذه الهدية التي تُقدر قيمتها بـ 400 مليون دولار، "ضرباً من الغباء".