شنت ريهانا هجوماً صارخاً على رفض دونالد ترمب التصدي للعنف المسلح، مشيرة إلى أن الرئيس ربما يكون "أكثر شخص مضطرب عقلياً في أميركا".
المغنية البالغة من العمر 31 عاماً، والتي يقال إن ألبومها التاسع شارف على الانتهاء، انتهزت تعليقات أدلى بها الرئيس في أعقاب عمليات إطلاق النار الجماعية التي حدثت هذا الصيف في إل باسو، بتكساس، وفي دايتون بأوهايو.
يشار إلى أنه في في كلتا الحادثتين، قام شاب أبيض، مسلح بسلاح نصف آلي، بمهاجمة أشخاص أبرياء خلال أعمال قتل امتدت ليومين وخلفت أكثر من 30 قتيلاً، ما أثار الجدل مرة أخرى حول العنف بالأسلحة النارية.
ووصف السيد ترمب عمليات إطلاق النار بأنها مأساة، لكنه قال أيضاً: "إن المرض العقلي والكراهية هما من يضغطان على الزناد - وليس السلاح". في حادثة إل باسو على الأقل، يزعم أن التعصب العنصري هو الذي ألهم المُهاجِم للقيام بإطلاق النار.
في ذلك الوقت، كتبت المغنية على وسائل التواصل الاجتماعي: "حسناً ... دونالد، لقد تهجّيت كلمة "إرهاب" بشكل خاطئ! تعرض بلدك لهجومين إرهابيين متتاليين تفصل بينهما ساعات وسببا مقتل ما يقرب من 30 إنساناً بريئاً."
وفي مقابلة مع مجلة "فوغ"، علقت المغنية على الموضوع الذي أثارته هذا الصيف. وقالت الفنانة الحاصلة على جائزة غرامي: " إنه أمر مروّع. يتم قتل الناس بأسلحة حربية يشترونها بشكل قانوني. ليس هذا طبيعياً. لا يجب أن يكون طبيعياً أبداً... وحقيقة أنه يتم تصنيف الأمر على أنه شيء مختلف بسبب لون بشرة [المعتدين]؟ إنه صفعة على الوجه. إنه عنصري تماماً."
وأضافت: "ضع رجلاً عربياً يحمل السلاح نفسه في متجر وولمارت ذاته وسيكون من المحال أن يخرج ترمب ويصف الحادث على الملأ بأنه مشكلة عقلية مرضية. يبدو أن أكثر شخص مضطرب عقلياً في أميركا الآن هو الرئيس."
من المحتمل أن تثير تعليقات المغنية غضباً عارماً.
يذكر أن كلاً من دعاة الصحة العقلية ومكافحة السلاح أشاروا إلى أنه في حين أن السياسيين غالباً ما يلقون بلائمة إطلاق النار الجماعي على الاضطرابات العقلية، هناك القليل من الأدلة على أن المصابين بأمراض عقلية مسؤولون عن هذه الأعمال. وقد يشعر البعض أن [ريهانا] كانت مخطئة كذلك في وضع جميع المصابين بأمراض عقلية في نفس المقام مع الرئيس.
وقال كريس براون، رئيس مجموعة برادي لمراقبة الأسلحة، عقب تصريحات السيد ترمب في أغسطس (آب): "لقد خذل الرئيس ترمب مرة أخرى أميركا من خلال إقحام روايات خطيرة ثبت عدم صحتها منذ فترة طويلة حول جذور العنف المسلح، ومردداً النقاط التي يتحدث عنها الاتحاد القومي الأميركي للأسلحة، بدلاً من الإشارة إلى الحلول المنطقية القائمة على الأدلة التي نعلم أنها ستضع حداً لعنف الأسلحة النارية... من الواضح أن الرئيس يسيء تمثيل العلاقة بين الصحة العقلية والعنف المسلح بشكل خطير. لا يتنبأ المرض العقلي بالعنف. في الواقع، تثبت الدراسات أن العكس هو الصحيح: فالأشخاص الذين يعانون من الأمراض العقلية هم عرضة لأن يكونوا ضحايا أكثر من ارتكابهم أعمال عنف."
وعند سؤالها عن النصيحة التي قد تسديها للمهاجرين في البلاد، أجابت ريهانا التي تنحدر أساساً من باربادوس: "ماذا ستقول؟ ماذا يمكنك أن تقول؟ هل ستتحسن الأوضاع؟ أكاد أشعر بالغثيان. لا أستطيع تصديق أن هذا يحدث فعلياً في الحياة ... أمام عيني. وأمام العالم. إنه ليس خفياً. إنه صارخ."
كما أكدت المغنية أيضاً تقارير تفيد بأنها رفضت عرض الرابطة الوطنية لكرة القدم للغناء في حفل نصف نهائي بطولة "سوبر بول"، وذلك تضامناً مع اللاعب كولين كيبرنيك.
يشار إلى أن كيبرنيك، الذي لم يلعب في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية منذ عام 2017، أثار جدلاً عندما بدأ بالركوع أثناء تقديم النشيد الوطني الأميركي قبل المباريات، وذلك احتجاجاً على التمييز والظلم العنصري.
وقالت ريهانا: "لم تكن لدي الجرأة للقيام بذلك؟ من أجل ماذا؟ من المستفيد من ذلك... إنه ليس شعبي. لا يمكنني أن أكون سلعة للبيع فقط. لم أستطع أن أكون قوة دعم."
© The Independent