لم يحمل معه أي ملابس أو أمتعة حين نزح من مدينة سري كانيه (رأس العين) إلى الحسكة، بعد قصفها بطائرتين تركيتين من نوع F16 في التاسع من الشهر الجاري.
يقول الخمسيني محمد أبو جوان لـ "اندبندنت عربية"، "عندما قررنا الخروج من المدينة، اعتقدنا أنها مجرد ساعات وسنعود، شعرنا بأن التهديدات التركية كسابقاتها ولن تهدد استقرار حياتنا، الآن مدينتنا تقصف بالطائرات والمدافع بقوة ولا نستطيع دخولها لإحضار بعض أمتعتنا".
عشرات المدارس في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر، اكتظت بآلاف النازحين الذين فروا جراء القصف والغارات التركية، وتقول سيدة سبعينية بتجاعيد داكنة، "أحوالنا سيئة جداً، نقيم في مدرسة للأطفال في تل تمر، ندعو الله أن ينتقم من أردوغان".
ميدان ساخن
تحاول فصائل المعارضة المدعومة من تركيا الالتفاف حول مدينة سري كانيه (رأس العين) وفرض طوق حصار عليها، وبهذا تستمر الاشتباكات في أحياء المدينة الشمالية والغربية والشرقية وسط تقدم لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في المحور الشرقي والصوامع، كما جرت أعنف الاشتباكات في محور تل حلف لتستعيد "قسد" زمام المبادرة في ميدان سري كانيه، وسط أنباء عن مقتل ما لا يقل عن عشرين عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا في المحور الشمالي للمدينة.
وتمكن مقاتلون من الفصائل التسلل إلى الريف الجنوبي من سري كانيه (رأس العين) بعد قصف الطائرات التركية حاجزاً لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) في قرية ليلان، وجرت اشتباكات في قرية المناجير والأهراس عندما حاولت الفصائل قطع الطريق بين تل تمر وسري كانيه (رأس العين).
أدت هذه الاشتباكات إلى موجة نزوح جديدة في قرى الريف الجنوبي لسري كانيه (رأس العين) لا سيما في ساعات مساء أمس الاثنين لتشمل هذه الموجة بلدة تل تمر حيث سكنها النازحون خلال الأيام الماضية لاسيما في المدارس والمنازل والساحات.
جيش النظام
في سياق متصل، وصلت مجموعة من جنود الجيش الحكومي إلى نقطة في بلدة تل تمر ورفعت علمها عليه من دون التوجه إلى مدينة سري كانيه (رأس العين) ما يشير إلى أن قوات الحكومة السورية تتجنب المواجهة المباشرة مع القوات التركية والفصائل، بل تسعى لأخذ نقاط في المناطق التي غادرها أواخر عام 2012 وأنها لن تتدخل في مدينة سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) لتبقى هذه المنطقة وصولاً إلى الطريق الدولي M4 جيباً ساخناً ومنطقة العمليات التركية في هذه المرحلة والعمليات المضادة من قبل "قسد".
وقال آلدار خليل القيادي البارز في الإدارة الذاتية، إنهم طلبوا من الحكومة السورية نشر قواتها من ديريك على الحدود مع كردستان العراق، وصولاً إلى سري كانيه (رأس العين) ومن كري سبي (تل أبيض) حتى منبج. وأضاف "إذا ما تحقق ذلك فإن الاشتباكات ستبقى محصورة بين سري كانيه وكري سبي".
وأرسلت الإدارة الذاتية تعميماً إلى مؤسساتها يفيد بأن الاتفاق مع النظام هو اتفاق عسكري بحت وأن المؤسسات تستمر بعملها كالمعتاد من دون أي تغيير.