يشارك مسؤول بارز من وزارة الخارجية الإسرائيلية، الاثنين 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، في مباحثات تجري في العاصمة البحرينية المنامة، تتمحور حول الأمن البحري والطيران المدني. وتعتبر مشاركة المسؤول الإسرائيلي خطوة جديدة صوب التقدم في توثيق العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية. وفرضت الرقابة العسكرية في إسرائيل عدم ذكر اسم المسؤول المشارك في هذه المباحثات لأسباب أمنية، لكن ما علم أنه مسؤول في مجال الأمن القومي ومكافحة الإرهاب.
حاجة التنسيق الأمني
وكانت إسرائيل قد بذلت جهوداً كبيرة لضمان وجودها في هذا التحالف الدولي، انطلاقاً من الحاجة للتنسيق الأمني البحري في المنطقة، نظراً للخطورة التي تواجهها منشآتها البحرية والحساسة والتي تقع في قائمة الأهداف الإيرانية. وأبرز ما يبحثه اللقاء "حماية السفن في الخليج من الهجمات الإيرانية، ومنع تهريب الأسلحة القتالية وأسلحة الدمار الشامل وحماية الطيران المدني".
وحصلت إسرائيل على موافقة من الجهات المشاركة في هذا التحالف، خصوصاً الولايات المتحدة، بأن يكون لها "دور في تأمين حركة الملاحة في باب المندب"، وسيتاح لها نشر سفن حربية إسرائيلية مزوّدة بالصواريخ في مضيق باب المندب، موجهة ضد القراصنة في البحر الأحمر".
مصلحة إسرائيلية
وتعتبر إسرائيل أمن الملاحة البحرية في الخليج مصلحة إسرائيلية. وفي اجتماع سابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أصدر الوزير يسرائيل كاتس تعليمات لطواقم وزارة الخارجية، للعمل مع الجهات كافة ذات الشأن والتنسيق مع الإدارة الأميركية، لضمان ليس فقط مشاركة إسرائيل في أي تحالف يُشكل لحماية أمن الملاحة البحرية في منطقة الخليج، وإنما أن يكون لها دور مركزي، معتبراً أن مصلحة تل أبيب الإستراتيجية تندرج ضمن مصالحها لكبح الخطر الإيراني.
وإزاء هذا الخطر، الذي تتخوف منه إسرائيل، جرى الاتفاق على أن يكون لها دور بارز وفاعل في الجانب الاستخباراتي، والهدف من هذا ليس فقط ضمان أمن الملاحة وإنما أيضاً منع انتقال التوتر الحاصل في الخليج إلى المنطقة، والحؤول دون زيادة الخطر الأمني على إسرائيل.
اللقاء وعملية وارسو
اللقاء الذي يعقد في البحرين، بدعوة من الولايات المتحدة وبولندا، يعتبر استمراراً للمؤتمر الذي عقد في العاصمة البولندية في فبراير (شباط) الماضي، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بهدف "تعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط".
وفي سياق الدور الإسرائيلي "ما بعد وارسو"، سبق والتقى مسؤولون إسرائيليون مع آخرين من البحرين حيث بحثوا مختلف القضايا وكيفية توثيق العلاقات بين بلدين، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والبحرين. لكن قبل أربعة أشهر عقد في البحرين مؤتمر قادته الولايات المتحدة، وناقش القضايا الاقتصادية التي تشملها خطته للسلام وحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وجرى دعوة عدد من رجال الأعمال والصحافيين الإسرائيليين.
تشكيل التحالف
وتداول اقتراح تشكيل التحالف الأمني عقب الهجمات على ناقلات نفط وإسقاط طائرة استطلاع أميركية قرب مضيق هرمز. وقتها اقترح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، تشكيل هذا التحالف وجرى التواصل مع 62 دولة لمناقشة فكرة تشكيله كتحالف عسكري أمني لتأمين حرية الملاحة الدولية في الخليج والبحر الأحمر.
ووفق ما اتفق عند تشكيل التحالف، تتولى الولايات المتحدة قيادة عمليات المراقبة البحرية والاستطلاع، مع توفير سفن حربية لمهمات القيادة والسيطرة، بينما تتولى الدول الشريكة في التحالف مهمة مرافقة السفن التجارية وناقلات النفط التي ترفع أعلام تلك الدول.