بصفتي طبيباً، أعتقد أنّ مسؤولية جليلة تقع على عاتق المجتمع الطبيّ تجاه التمسّك بالحقائق والأدلة، والتعالي على الدعاية والإثارة. يصحّ ذلك خصوصاً عندما تتعلّق المسألة بالصِّحة العامة، لأنّها جزء لا يتجزأ من "قَسَم أبقراط" الذي يؤديه كل طبيب، ويرد في بداية نصه "أولاً، لا تُحدِث ضرراً". على الرغم من ذلك، مع بالغ الأسى أرى المجتمع الطبيّ في الصحافة السائدة ووسائل التواصل الاجتماعيّ، يلجأ إلى تأجيج الخوف وتقديم أكباش الفداء غوغائياً عندما يتعلّق الأمر بالتعقيدات الدقيقة لوباء التدخين باستنشاق البخار أو ما يُعرف بـ"فابينغ" (vaping) في الولايات المتحدة. وصل الأمر إلى حد أنّ غرد أستاذ في الطب في "جامعة كاليفورنيا" بـ"سان فرانسيسكو"، مع مدير "مركز مكافحة التبغ" في أميركا، عبر "تويتر" متحدثين عن أنّ أولئك الذين يستنشقون البخار "سيكونون أفضل حالاً إذا اكتفوا بتدخين التبغ".
أن يتجاهل الأطباء الأدلة الفعليّة، يعني أنّنا نستغلّ المصداقية التي تعطينا إياها صفتنا كأطباء من أجل الترويج لأجنداتنا الخاصة، التي يمكن أن تسبِّب في النهاية ضرراً كبيراً للمرضى.
سنوياً، يموت أكثر من 480 ألف أميركي من جراء تدخين سجائر التبغ في مقابل وفاة ما يزيد على 41 ألفاً بأثر من التدخين بطريقة غير مباشرة. يعني ذلك أنّه في كل ساعة، يتوفّى في أميركا نتيجة دخان التبغ أكثر من ضعفي الذين فقدوا أرواحهم بعد مكابدتهم إصابات في الرئة مرتبطة بـ"الفابينغ". على الرغم من أنّنا يجب أن نأخذ وباء الـ"فابينغ" بجديّة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالأطفال والشباب، يُشبه عقد مقارنة بين أضرار نوعي التدخين، تلك المقارنة المعروفة بين آلاف الوفيات الناتجة من حوادث السيارات وتلك الناتجة من حوادث تحطّم الطائرات النادرة إنما المثيرة للانتباه، التي تستحوذ على الأخبار من وقت لآخر. في ما يخصّ الحدّ من الضرر، يبقى السفر جواً أكثر أماناً من السفر براً بالسيارة بأشواط، لذا فإنّ إقناع الناس بخيار السيارة بدلاً من الطيران يمكن أن يسبِّب وفيات وإصابات إضافية، بغضّ النظر عن الخوف الذي يثيره فينا حادث تحطّم طائرة.
تجوز المقاربة نفسها على السجائر الإلكترونيّة. قصص المرضى الشباب الذين كانوا أصحاء وظهرت لديهم أمراض فجأة بعد اللجوء إلى الـ"فابينغ"، الذين تستلزم حالتهم وصلهم بالأنابيب ووضعهم تحت أجهزة التنفّس، مؤلمة جداً وتدمي القلب. ولكن عندما يتعلّق الأمر بالصحة العامة، تكتسب الأدلة أهمية أكثر من العواطف. ومثلاً، صحيح أنّ الآثار المترتبّة على "الفابينغ" على المدى الطويل غير معروفة، غير أنّ السجائر الإلكترونيّة ربما تكون أقلّ ضرراً بنسبة 95 في المئة بالمقارنة مع التدخين التقليديّ، وفقاً لـ"وكالة الصحة العامة" في المملكة المتحدة. ولكن حتى بعد ذلك، يبدو أنّ المجتمع الطبيّ والسياسيين يمكن أن يُصوِّبوا أصابع الاتهام إلى المكان الخطأ. وبحسب "مراكز السيطرة على الأمراض"، قد تكون مواد تستعمل في التدخين باستنشاق البخار محتوية على القنب وتُباع في السوق السوداء، هي السبب الرئيس لإصابات الرئة الحادّة التي أودت بحياة 26 شخصاً أخيراً بشكل مأساويّ، وليس السجائر الإلكترونيّة المشروعة والتي تُخضع إلى الاختبار. ومع ذلك، فإن قرارات حكومات محليّة في أنحاء الولايات المتحدة من نيويورك مروراً بماساتشوستس وصولاً إلى إلى كاليفورنيا، قضت بحظر السجائر الإلكترونيّة المشروعة، وقد تحمل مستنشقي البخار إلى استخدام السجائر التقليديّة الأكثر فتكاً بالصحة.
نظراً إلى أنّ الماريجوانا غير مشروعة بموجب القانون الفيدرالي، انخرطت سوق سوداء بأكلمها في صناعة "الفابينغ" على طريقة "افعلها بنفسك" تلبيةً للطلب غير المشروع. ويذكر ذلك بصعود شعبية المشروب الكحوليّ "مون شاين" الذي كان يُنتج بطريقة غير قانونية خلال حقبة حظر الكحوليّات في الولايات المتحدة إبّان حقبة العشرينيات من القرن العشرين. وعلى غرار مشروب "مون شاين" الذي تضمّن آنذاك ملوِثات تؤدي إلى العمى والموت من بينها الرصاص والميثانول من جراء استخدام مبردات (= ردياتورات) السيّارات في عملية التقطير، تُثبت تلك العبوات التي تحتوي مادة "تي. آتش. سي" (المكوّن الأساسي المؤثر نفسياً في القنب) المتوافرة في السوق السوداء، أنّها مضرة ومميتة.
عِبر تقنية استنشاق بخار النيكوتين نفسها المعتمدة في السيجارة الإلكترونية، تستخدم أبخرة "تي. آتش. سي" بطارية الليثيوم أيون لإرسال التيار الكهربائي عبر أسلاك ملتفة تتولى عملية التسخين. وتعمل الفتيلة الماصّة التي تكون من القطن عادة، على إيصال السائل الإلكترونيّ إلى السلك المسخّن، فيتحوَّل إلى رذاذ ويستنشقه المُستخدم. في الحقيقة، تختزن خطوات انتاج ذلك البخار كارثةً محتملة.
ومثلاً، ثمة تطبيقات للهواتف الذكيّة، من بينها "بوكيت فابور كالكوليتر" Pocket Vapor Calculator، تُوجِّه المستخدمين إلى عدد اللفات المطلوبة في سلك التسخين. ولكن، إذا حدث خطأ ما في الحسابات كأن يؤدي إلى صنع سلك فيه لفات كثيرة أو رفيع جداً، يصبح ممكناً أن يبخِّر الأنبوب الإلكترونيّ معادن سامة كثيرة وجزيئات نانوية تلحق الضرر بالرئتين، وربما تتسبَّب في التهاب رئويّ حاد. وفي الحالة الأخيرة، يكون الالتهاب من نوع معين، بل أنه نادر، يتمثّل في تدفق نوع مضر من الخلايا المناعيّة إلى الرئتين، ما يتسبب بأضرار فادحة فيها. وفعلاً، لوحظ هذا الداء لدى بعض المرضى الذين يعانون حالات متعلقة بالـ"فابينغ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل، تبرز مسألة السوق السّوداء الخاصة بسوائل السيجارة الإلكترونية نفسها. في الواقع، يشير تقارير متضاربة إلى أنّ إصابات الرئة المرتبطة بالـ"فابينغ" تشبه نوعاً نادراً من الالتهاب الرئويّ له طابع متصل بتراكم الشحوم، ومن الممكن أن يُصاب به المرء عندما يستنشق مادة دهنية فتدخل في الأكياس الهوائية الدقيقة للرئتين، ثم تتراكم على هيئة زيوت في الرئتين ما يحدث التهابات وأضرار جسيمة. رأينا ذلك لدى أطفال مصابين بشلل دماغيّ ومرضى مسنين استنشقوا أو تنفسوا عن طريق الخطأ مسهلات تحتوي أساساً على زيوت معدنيّة. ولكن نظرياً، من المحتمل أن يحدث ذلك عند استعمال أدوات الـ"فابينغ" التي تُباع في السوق السوداء أيضاً، خصوصاً إذا جرى التلاعب بها مع إضافة قدر كبير من الزيت إلى السائل الإلكترونيّ الذي يتحوَّل رذاذاً ويستنشقه المستهلك.
في هذه المرحلة، ما زال غير معروف تقريباً إذا كان المذنب يتمثّل في الزيت المعدنيّ أو الزيت النباتيّ أو حتى بعض مشتقات الفيتامين "ه" (E) وفق ما تشير إليه تقارير عدّة. لكنّ الاشتباه بأن الـ"فابينغ" يسبِّب الالتهاب الرئويّ الشحميّ مصدره أنّه أثناء نهوض الأطباء بعملية غسل القصبات والأكياس الهوائية (من مصابين بالالتهابات شحمية) كي يحصلوا على خلايا من الرئة المُصابة ويحللوها في المختبر، جرى اكتشاف خلايا مناعيِّة من النوع يتولى مهمة التهام المكوّنات المؤذية للجسم بغية حمايته منها. ولاحظ الأطباء أيضاً أن بعض تلك الخلايات كانت مملؤة بكميات كبيرة من الزيت. ما زال يتعيَّن علينا أن نعرف إذا كان السبب في ذلك هو الزيت الذي استنشقه المستخدمون من أبخرة مادة الـ"تي آتش سي" التي تباع في السوق السوداء، أو أنّ التدخين بالـ"فابينغ" أتلف مادة زيتية تكون موجودة بشكل طبيعي في الرئة، ما جعل خلايا المناعة تندفع إلى "التهام" تلك المادة الزيتية لأن تركيبتها لم تعد طبيعية. ويكفي القول إنّنا ما زلنا نحاول تحديد السبب، ربما على غرار ما حدث في عشرينيات القرن العشرين حين احتار الأطباء بشأن مرضى عانوا اضطرابات صحيّة متنوعة تأتت من تصنيع مشروب "مون شاين" في ردياتورات سياراتهم.
في ذلك الصدد، يُعتبر استغلال الوفيات الناجمة عن أبخرة مواد تباع في السوق السوداء بهدف التضحية بصناعة السجائر الإلكترونيّة برمّتها، نوعاً من اللجوء إلى كبش فداء، وذلك أمر غير أخلاقيّ. كذلك يبقى الوضع معقداً لأنّ صناعة الـ"فابينغ" مذنبة بأخطائها الفظيعة. مثلاً، استخدمت شركات كـ"جوول" Juul، إحدى أشهر شركات صناعة السجائر الإلكترونيَّة في الولايات المتحدة، ممارسات تسويقيّة مضلِّلة طمعاً في استهداف المراهقين وتلاميذ المدارس. وفي سياق ذلك، أرسلت مندوبين لها إلى المدارس ومخيمات الشباب، وأحياناً لم يكن المدرس حاضراً في غرفة الصف، من أجل الترويج للـ"فابينغ" بنكهات مغرية كالمانغو والنعناع والخيار.
نظراً إلى أنّ عقول المراهقين تكون في طور النمو ومعرّضة بشكل خاص لالتقاط سلوكيات الإدمان والنيكوتين، يبدو أنّ شركات التبغ مثل "ألتريا" التي تمتلك 35 في المئة في "جوول"، حمت نفسها من خسائر محتملة في السجائر الإلكترونيَّة عِبْرَ الاستحواذ على جيل جديد مدمن تماماً على النيكوتين. واستطراداً، يُفترض أن يُعوِّض ذلك الجيل عن خسارة الشركات جميع العملاء الذين فقدتهم بسبب، كما تعلمون، وفاتهم نتيجة تدخينهم التبغ. لذا، بدلاً من أن يكون الـ"فابينغ" أداة قليلة الأضرار هدفها إقناع المدخنين بالإقلاع عن التبغ، وصل الأمر أن الـ"فابينغ" جعل من تدخين النيكوتين أمراً "ظريفاً" مرّة أخرى، أو "منعشاً" مثل نكهة الخيار لجذب الصغار.
برز "الفابينغ" باعتباره الوباء الأسرع انتشاراً بين المراهقين في المدارس، فأولئك الذين لم يسبق لهم التدخين أبداً، أصبحوا الآن مستخدمين جدداً للسجائر الإلكترونيّة. ووفقاً لـ"الدراسة الوطنيّة للتبغ بين الشباب"، استخدم ما يزيد على 3.6 ملايين من تلامذة المدارس المتوسطة والثانويّة السجائر الإلكترونيّة في عام 2018، ما يتجاوز ضعف الـ1.5 مليون في 2017. لسوء الحظ، يعتقد كثيرون من القصّر أنّ السجائر الإلكترونيّة غير ضارة بالمقارنة مع التدخين، ما يُسهم في تعزيز هذا الوباء الهائل.
واستناداً إلى ذلك، من المتوجب علاج هذا الوباء الخطير المتمثِّل في انتشار التدخين باستنشاق البخار في صفوف المراهقين. ولا علاقة لذلك الأمر مع الإصابات الغامضة التي يسببها الـ"فابينغ" والوفيات الناجمة عن تدخين الأبخرة المحتوية على مواد تباع في السوق السوداء. لا يشكّل الخلط بين الأمرين مجرد تصرف غير نزيه، نظراً إلى محدودية الأدلة المتوفرة، بل إنّه أيضاً ضار للمرضى.
في الجوهر، نحن إزاء ثلاث قضايا رئيسة متزامنة. أولاً، ثمة وباء تدخين التبغ الذي يودي بحياة معظم الناس حتى الآن، ويشكّل ذلك الخطر الأكثر وضوحاً على الصحة العامة حاضراً. ثانياً، ثمة وباء متزايد من جراء انتشار التدخين باستنشاق بخار النيكوتين في أواسط المراهقين، من من شأنه أن ينتج جيلاً جديداً مدمناً بأكمله على النيكوتين. ثالثًا، ثمة أشخاص يصابون بمرض مميت بسبب التدخين باستنشاق بخار مادة الـ"تي آتش سي" التي تُباع في السوق السوداء. يمكن حلّ المشكلات الثلاث إذا تعاملنا مع كل منها بشكل منفصل عن الأخرتين، إنّما من دون تأجيج الخوف والتلاعب بالحقيقة.
أولاً، بخصوص التدخين، يمكن أن تشكّل السجائر الإلكترونيّة أداة قوِّية قليلة الضرر تساعد مستخدمي التبغ في الإقلاع عنه. وفقاً لتجربة عشوائيّة كبيرة نُشرت في مجلة "نيوإنغلند" الطبيّة، تبقى تلك السجائر أكثر فاعليّة في الإقلاع عن التدخين بالمقارنةً مع العلاج ببدائل النيكوتين. بناء عليه، يكون مضراً بالأفراد والمجتمع أن توجه نصيحة إلى مَن يستنشقون أبخرة النيكوتين بالعودة إلى التدخين التقليدي، أو إقناع المدخنين بالإبقاء على التدخين وعدم إعطاء الـ"فابينغ" فرصة. وينبغي أن يتوقّف ذلك فوراً. علينا تشجيع السبل الممكنة كافة لحمل المدخنين على الإقلاع عن التدخين أو التحوّل إلى سبل أقل ضرراً في استهلاك النيكوتين.
ثانياً، بخصوص وباء انتشار التدخين باستنشاق أبخرة النيكوتين بين المراهقين، تحتاج الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضدّ ممارسات التسويق الخادعة التي تستهدف القُصّر في المدارس. بينما يستمتع الراشدون بالنكهات التي لا تذكرهم بالتبغ، لا بدّ من توفّر توازن كي لا تحفِّز الشركات الأولاد على بدء استنشاق مواد طعمها كالمانغو أو حلوى القطن. يبدو أن "جوول" أقرّت بذلك عبر إعلانها أخيراً أنها ستتوقّف عن بيع كل السجائر الإلكترونية المنكّهة في الولايات المتحدة، بما في ذلك نكهات "المانغو والكريما والفواكه والخيار"، وذلك قبل حظر محتمل ربما يصدره "مكتب الغذاء والدواء".
في الوقت نفسه، من غير المعقول والخطير حتى بالنسبة إلى الحكومات المحليّة أن تحظر صراحة منتجات السجائر الإلكترونيّة كلها في جميع المجالات. في الحقيقة، ربما يفضي ذلك إلى عودة مستنشقي البخار الحاليين إلى التدخين، من بينهم ملايين المراهقين المدمنين على النيكوتين للأسف. كذلك قد تسفر عن ذلك زيادة إنتاج منتجات استنشاق بخار النيكوتين التي تباع في السوق السوداء، مع ما يمكن أن يترتّب عليه من عواقب مميتة.
ثالثاً وأخيراً، بخوص التدخين باستنشاق بخار مادة الـ"تي آتش سي" التي تباع في السوق السوداء وتسفر عنها على الأرجح إصابات الرئة الغامضة التي حملت قضية "فابينغ" برمّتها إلى صدارة الأخبار، هناك حل ربما يكون الأبسط بين الحلول على الإطلاق. إذ لا يتوفّر سبب طبيّ أو علميّ كي تكون الماريجوانا غير مشروعة في وقت تُباع أدوية أشدّ خطورة وإدماناً مثل الكحول والتبغ عبر ماكينات عمومية. شخصياً، أرى أنّ العنصرية هي السبب الوحيد لذلك.
عندما وصل دفق كبير من المهاجرين المكسيكيين إلى الولايات المتحدة بين عامي 1910 و1920 هرباً من الحرب الأهلية المكسيكيّة، عرّفوا كثيراً من الأميركيين إلى الماريجوانا. وفي ثلاثينيات القرن الماضي، شنّ هنري أنسلينجر، رئيس "المكتب الفيدرالي لمكافحة المخدرات" آنذاك، حرباً ضدّ الماريجوانا وألصق بهذا العقار صبغة شيطانية باعتباره مرتبطًا بمن لقّبهم بـ"الأجناس المنحطة". وقد ساعد أنسلينجر أيضاً في تمرير قانون ضريبة الماريجوانا في 1937 الذي حظر المخدرات في الولايات المتحدة.
حسناً. نحن في عام 2019. وقد وصلنا منذ زمن طويل إلى مرحلة نؤثر فيها الحقائق والأدلة على الترويج للخوف. في الواقع، على عكس الكحول والتبغ لم يمت شخص في تاريخ الحضارة الإنسانية بسبب جرعة زائدة من الماريجوانا. كذلك تمتلك تلك العشبة استخدامات علاجية، بما في ذلك علاج اضطرابات النوبات النادرة من بينها متلازمتا "لينوكس- غاستو" و"درافت".
إضافة إلى ذلك، يقضي ما يزيد على 70 شخصاً، معظمهم من العِرق الملوّن، عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب جرائم غير عنيفة مرتبطة مع الماريجوانا. في المقابل، جمع جون بوينر رئيس مجلس النواب الأميركي السابق، ثروة من طريق بيع الماريجوانا لأغراض صناعيّة. في المحصلة، وبصفتي طبيباً أميركيّاً، أعتقد بشدة أنّ إنقاذ الأرواح ومنع إصابات الـ"فابينغ" المرتبطة باستنشاق بخار مواد تباع السوق السوداء، وحتى من أجل تعزيز العدالة عبر خفض الآفة الفادحة المتمثّلة في أعداد المساجين الهائلة... استناداً إلى تلك الأمور كلها، يجب السماح قانونيّاً بتدخين حشيشة الكيف.
© The Independent