تشهد محافظة صعدة أقصى شمال البلاد تقدماً عسكرياً متسارعاً لقوات الجيش اليمني مسنوداً بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في أعقاب تمكنها أمس الأربعاء، من استعادة عدة مناطق بمحيط منطقة الملاحيط التابعة لمديرية الظاهر وتكبيد ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، خسائر كبيرة على صعيدي الأرواح والعتاد.
محاولة التفاف
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، "سبأ"، عن قائد محور مران، وقائد ألوية العروبة، في الجيش الوطني اليمني، اللواء عبد الكريم السدعي، قوله إن "الحوثيون حاولوا الالتفات والتسلل عن طريق محورين من جبل "تويلق" في ميمنة جبهة الملاحيط شمالا، وجبل "القمامة" في الميسرة جنوبا، وقاموا بتعطيل كافة أجهزة الاتصالات والتشويش عليها".
موضحاً أن "القوات مسنودة بطيران ومدفعية التحالف، أحبطت محاولة الحوثيين، وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
حقيقة الانسحاب
وسبق ذلك، ما أوضحه الجيش اليمني، مساء الثلاثاء، ازاء حقيقة الأنباء المتداولة عن انسحابه من جبهة الملاحيط بمحافظة صعدة، نافيا في بيان له، أن يكون ما روّج له الحوثيون صحيحاً.
وجاء توضيح الجيش اليمني، رداً على ما تداولته وسائل إعلامية محلية تحدثت عن انسحابه من جبهة الملاحيط، وسيطرة ميليشيات الحوثي عليها، معتبراً إياه، محاولة من الحوثيين لـ"صناعة انتصارات وهمية لاقتياد المغرر بهم من عناصرها إلى محارق الموت".
كمين للاستدراج
وكانت قوات الجيش اليمني مسنودة بالقوات المشتركة للتحالف العربي، قد استعادت الإثنين، عدة مواقع من قبضة ميليشيا الحوثي، بمحيط منطقة الملاحيط، إثر قيام الميليشيا بمحاولة التفاف وصفها الجيش اليمني ب"الفاشلة".
وفي مديرية رازح، أكد بيان نشره الموقع الرسمي للجيش اليمني، أنه تم تحرير مناطق "بيت حشران" و"معتق" و"العتم" و"العريشة"، وسط انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي المتمردة التي لاذت بالفرار باتجاه منطقتي آل علي وبني معين.
موضحاً أن قوات الجيش الوطني نارياً على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي، في مناطق بآل زاهر وآل شرقة ومواقع أخرى في منطقة بني معين الاستراتيجية.
فيما قال موقع 26 سبتمبر الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية، إن قوات الجيش "نفذت كميناً استدرج من خلاله مجاميع من العناصر المسلحة في المليشيات الحوثية".
وأكد "تقدم القوات وسيطرتها على تبة البروكية على مشارف مركز مديرية الظاهر (جنوب غربي صعدة."
كما ذكر أن الميليشيا تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد في كل من جبهتي كتاف والبقع (شمالي المحافظة) إثر محاولتها "على مدار الثلاثة الأيام الماضية اختراق قطاعات رشاحة والمليل والبقع، إلا أن قوات الجيش أفشلت تلك المحاولات".
محارق الموت
وفي وقت سابق، نقلت الوكالة الروسية للأنباء "سبوتنيك" عن مصدر عسكري يمني (لم تسمه) نفيه سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، على مناطق ومواقع تابعة للجيش اليمني، في جبهة الملاحيط بمديرية الظاهر، إثر عملية واسعة متعددة المحاور.
معتبراً الأمر محاولة من الحوثيين لـ"صناعة انتصارات وهمية لاقتياد المغرر بهم من عناصرها إلى محارق الموت".
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "لا" المقربة من جماعة أنصار الله (الحوثيين) تقريراً في عددها الصادر اليوم يؤكد "سقوط أربعة ألوية" قالت الصحيفة إنها من ألوية الجيش التابعة للحكومة اليمنية (الشرعية).
ويتداول عدد من الناشطين المعروفين بولائهم للحوثي، أخباراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن ما وصفوه " انتصار كبير"، في الملاحيط.
وفي رد على هذه المزاعم الحوثية، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يستعرض صوراً لقتلى ميليشيا الحوثي خلال المعارك التي شهدتها جبهة الملاحيط في محافظة صعدة شمال البلاد .
وكشف المقطع عن مصرع عدد من القيادات الحوثية البارزة في لواء الصماد 2 منهم العميد رياض الشرعبي، والعميد مجاهد الوصابي، وقبلهم مصرع قائد عمليات اللواء، الشعباني.
في حين أكدت وسائل إعلامية متطابقة أن القيادي الحوثي حمزة الشعباني، قائد عمليات ما يسمى ب"لواء الصماد 2"، قتل مع عشرات من عناصر الميليشيات خلال مواجهات مع قوات الجيش الوطني في جبهة الملاحيط.
ونقلت مواقع تابعة للجيش اليمني عن المتحدث باسم المنطقة العسكرية الخامسة، قوله إن قوات الجيش، وبمساندة طائرات تحالف دعم الشرعية، تمكنت من استدراج عناصر ميليشيات الحوثي بعد رصد تحركات لها في محاولة لشن هجمات على مواقع الجيش.
وتشهدت جبهات محافظة صعدة تصاعداً ملحوظاً في حدة المواجهات الميدانية بين قوات الجيش اليمني، مسنوداً بقوات التحالف العربي من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، فيما يرى مراقبون أن المحاولات الحوثية المستميتة تأتي في إطار بحثها المستمر عن انتصار معنوي تعزز به موقفها لدى أنصارها والمغرر بهم لدفع المزيد منهم للقتال في صفوفها التي تشهد انهيارات متسارعة على وقع الضربات المتلاحقة التي تتكبدها، بهدف الحفاظ على معقل الميليشيا بمحافظة صعدة، ذات الطبيعة الجغرافية الجبلية الوعرة، والمقر المفترض لتواجد زعيمها، عبدالملك بدر الدين الحوثي.