غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) توصّلها إلى اتفاق مع شركة "لوكهيد مارتن" لتصنيع 478 هيكلاً لمقاتلات "أف-35" (F-35) بكلفة 34 مليار دولار، أظهرت بيانات جديدة أن انخفاض سعر هذه المقاتلات لم يبلغ المستوى الذي رغب به البنتاغون.
فعلى الرغم من انخفاض سعر محرّكات مقاتلات "أف-35"، إلاّ أنّ هذا الانخفاض لم يعادل الانخفاض المحقّق في سعر هيكل الطائرات، وفق ما قال الجنرال في القوات الجوية ومدير برنامج مقاتلات "أف-35" إريك فيك للصحافيين الثلاثاء 30 أكتوبر (تشرين الأول).
غير أن المسؤولين في شركة "برات آند ويتني"، المصنّعة لمحرّكات "أف-35"، قالوا إن سعر المحرّكات انخفض لأكثر من النصف بين عامي 2009 و2018. وأوضح المتحدّث باسم الشركة جون توماس أن "برات آند ويتني" تخفّض أسعارها بنسبة مئوية مكونة من رقم واحد عند كل طلب، مضيفاً أن أي تخفيض إضافي للأسعار مرتبط حصراً بإدخال تحديثات تكنولوجية كبيرة على هذا الطراز من المقاتلات.
وكانت وزارة الدفاع أعلنت في يونيو (حزيران) الماضي توصّلها إلى اتفاق مع "لوكهيد مارتن" لشراء 478 مقاتلة من طراز "أف-35"، في صفقة هي الأكبر من نوعها حتى اليوم، قائلةً إنها تتوقّع انخفاض الكلفة الحدية للطائرة، وهي تشمل سعر الهيكل والمحرّك، بنسبة 15 في المئة تقريباً، إلاّ أنّ الانخفاض الفعلي للكلفة الحدية لم يتجاوز الـ12 أو 13 في المئة كحد أقصى، وفق الجنرال فيك.
وفي تصريح صحافي الثلاثاء عقب إبرام الاتفاق مع شركة "لوكهيد مارتن"، قالت مساعدة وزير الدفاع إلين لورد إن الاتفاقية تمثّل "التزامنا المستمر بالتخفيض الحاد لتكلفة مقاتلات إف-35، وبتحفيز هذه الصناعة لتحقيق الأداء المطلوب وتقديم الآلات المتطورة لمقاتلينا، وذلك بأفضل سعر ممكن لدافعي الضرائب".
ومن المتوقّع أن يستمر سعر التصاميم الثلاثة من هذه المقاتلات بالانخفاض في الأعوام الثلاثة المقبلة. إذ يرجّح أن ينخفض سعر كل من المقاتلة "F-35A" من 89,2 مليون دولار إلى 77,9، والمقاتلة "F-35B" من 115,5 مليون دولار إلى 101,3، والمقاتلة "F-35C" من 107,7 مليون دولار إلى 94.4.
وتعدّ مقاتلات "أف-35" من مقاتلات الجيل الخامس الأكثر تطوراً عالمياً، وهي أحادية المقعد والمحرّك ولديها قدرة على التخفي والمناورة والمراقبة والاستطلاع. وتمتلك كذلك قدرات للتشويش على الرادارات عن بعد، وضرب أهداف أرضية عبر صواريخ موجّهة. وتستطيع هذه المقاتلات تفادي صواريخ الدفاع الروسية "أس-300" و"أس-400" الروسية.
وفي هذا السياق، ألغت الولايات المتحدة الأميركية هذا العام صفقة لبيع تركيا مقاتلات "أف-35"، بعدما رفضت أنقرة التخلي عن شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية "إس-400"، إذ تخشى واشنطن أن تُستخدم المنظومة الروسية لاختراق الأسرار التكنولوجية لمقاتلات "أف-35".