نصيحة خاصة من سيدة الشاشة فاتن حمامة حوّلت الفنانة الاستعراضية لوسي إلى ممثلة من طراز خاص، احترفت لوسي الأدوار الصعبة فقدمت "كرسي في الكلوب"، و"ليه يا بنفسج"، و"الوعد"، وغيرها من الأعمال المهمة مع كبار المخرجين. لوسي عادت بعد غياب سينمائي طويل بفيلم "ورقة جمعية" الذي حقق نجاحا كبيرا في مهرجان الإسكندرية الأخير، ارتدت فيه ثوب الأمومة وعكست معاني ورموزاً كثيرة. وفي حوارها مع "اندبندنت عربية" تحدثت عن تجربتها في الفيلم، وعملها مع مخرج في أولى تجاربه، كما حكت عن أبرز محطاتها الفنية، وتأثرها بفاتن حمامة وماجدة وحكايتها مع السيناريست الكبير وحيد حامد.
"ورقة جمعية"
عن تفاصيل فيلم "ورقة جمعية"، ودور أم عبد الله، المرأة الشعبية البسيطة التي تحمل هموم أهل حارتها وبوفاتها يتعرض الجميع لأزمة، قالت لوسي، "لم أكن أتوقع أن أعود للسينما في هذا الوقت، أو أجد سيناريو جيدا، وفجأة أرسل إلي المخرج الشاب أحمد البابلي رسالة أخبرني فيها أن لديه فيلما ويتخيلني في دور أم عبد الله، ويراني في كل مشهد، فطلبت منه أن يرسل إلي السيناريو وقرأته في نفس اليوم من شدة إعجابي بالعمل، وتناقشت معه في كل شيء، فأعجبني المنطق الذي يتحدث به، وشعرت باطمئنان كبير، وأنه سينفذ الفيلم بأفضل طريقة، وما أسعدني حقا أن السيناريو رائع لدرجة جعلتني أشعر أنه لا يمكن أن يكون هذا المنتج أول سيناريو لشاب، وتحمست للعمل على الفور، وبدأنا في التنفيذ، وكان أفضل مما تخيلت".
السيناريو البطل الأول
وبسؤالها عما إذا كانت قد غامرت ببطولة فيلم مخرجه يقدم أولى تجاربه، أجابت، "لدي خبرة كبيرة، وأفهم في الناس والمواهب، وأنا من مدرسة السيناريو هو البطل الأول في العمل، ولذلك شعرت بالطمأنينة في البداية للعمل، ثم تحدثت مع المخرج ووجدته متمكنا، وأقنعني فوثقت به، وعموما أنا ممثلة لا تخاف المغامرة، بالعكس أعشق التحدي والعمل مع المدارس الإخراجية الجديدة، وسبق وتعاونت مع مخرجين كانوا جددا وقت أن تعاونت معهم، ثم أصبحوا من أهم المخرجين مثل رضوان الكاشف في فيلم "ليه يا بنفسج"، وسعيد حامد في "الحب في الثلاجة"، وسامح الباجوري في "كرسي في الكلوب"، كما تعاونت مع المخرج الكبير داوود عبد السيد في ثاني تجاربه الإخراجية "البحث عن سيد مرزوق".
دور "أم عبد الله" في فيلم "ورقة جمعية" عبارة عن 15 مشهدا فقط، فهل وافقت بسبب تعطشها للسينما ورغبتها في العودة أم أن هناك أسبابا أخرى، أجابتنا لوسي، "طوال حياتي الفنية لم أبحث عن الوجود ولا الكم، كل ما كان يهمني هو الكيف وإثبات الوجود، ولهذا لم أسرف في الوجود حتى في مرحلة الرغبة بالانتشار، وقدمت أعمالا أعتقد أن لها ثقلا معترفا به حتى الآن، وحقيقي كنت أتمنى أن يحصل فيلم "ورقة جمعية" على جائزة بمهرجان الإسكندرية، لأنه كان الفيلم الوحيد الروائي الطويل المصري، لكن للأسف لم يحدث على الرغم من توقعات الجميع بحصوله على جائزة ولو تقديرية، تشجيعا للسينما المصرية واسم مصر في المهرجان".
18 عاما من الغياب السينمائي
وحول غيابها 18 عاما عن السينما قالت، "قررت ألا أقبل إلا بمستوى معين وبأدوار تضيف لرصيدي، وطبعا خلال فترة غيابي عرض عليّ كثير من السيناريوهات لا تناسبني، وتحصرني في أدوار معينة وطبعا كل هذا غير قابل للنقاش".
خلال غياب لوسي قبلت بالمشاركة في فيلم "الوعد"، كضيفة شرف، وكان لها قصة مع المؤلف الكبير وحيد حامد قالت عنها، "فوجئت بمنتج فيلم "الوعد" محمود بركة بترشيحي بدور قوادة، وكان الدور صغيرا، وعندما قرأته شعرت أنه يمكن أن يكون أصغر من ذلك، وأكثر فاعلية فاتصلت بالكاتب الكبير وحيد حامد وكنت خائفة، لأني أعرف أنه لا يمكن أن يقبل بتغيير أي شيء كتبه، وعندما تحدثت معه وافق على اختصار الدور من 7 صفحات إلى صفحة ونصف الصفحة فقط، وقدمت المشهد ونال إعجاب الجميع".
النجوم الشباب وجيل الكبار
يرى البعض أن جيل الكبار من الممثلين يعانون نقصا شديدا في العروض والأدوار، فالسينما لا تهتم إلا بجيل الشباب، وهم فقط أصحاب الأولوية عند المنتجين والجمهور وصناع السينما، وعن رأيها في الفكرة، قالت، "الأزمة الحقيقة في السينما المصرية والعربية أزمة السيناريوهات المتاحة، أو الأدوار التي تكتب للممثلين الذين تعدوا مرحلة الشباب، بينما في السينما العالمية يظل الممثل الجيد مطلوبا، وتكتب له أعمال، ويظل بطلا حتى سن الثمانين وربما أكثر. الأزمة أيضا ليست أزمة أن الجمهور يرغب في رؤية النجوم الشباب، فالجمهور يحب أي عمل مصنوع بشكل جيد، ويمس إحساسهم ويحترم ذكاءهم، لكن للأسف المنتجين لدينا يخشون على أموالهم ولا يجازفون، ويلعبون على المضمون، والقليل جدا منهم يجازف ويغامر بوجوه جديدة أو بإنتاج أعمال لنجوم كبار".
وعن تقييمها للسينما المصرية في الوقت الراهن، وما وصلت إليه من تقدم وطفرة في عالم الإيرادات التي كسرت حاجز الـ100 مليون جنيه (نحو 6 ملايين دولار)، أجابت، "بالطبع السينما تشهد تطورا كبيرا، والوضع أفضل من ذي قبل في مستوى الأفلام والإيرادات والصناعة، والأجمل أن الأفلام عادت للبطولات الجماعية والمشتركة، فنجد هناك أفلاما ضخمة مليئة بالنجوم الكبار والمهمين وكل دور لا يقل أهمية عن الآخر، مثل فيلم (ولاد رزق) و(الفيل الأزرق) وأيضا (الكنز)، وهذه الظاهرة تذكرنا بزمن السينما الجميل الذي كان عشرات النجوم يلعبون دور البطولة في الفيلم الواحد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشارت لوسي إلى "أن السينما حاليا تخلو مما يسمى سينما المرأة، فالبطولات معظمها للرجال، والمرأة تقاسم البطل في المساحة، لكن لا يتم إنتاج أفلام تعبر عن قضايا المرأة، وتخص المرأة من حيث البطولات، أتمنى أن يعود الانتعاش والانتباه لسينما المرأة أيضا".
"المراهقات"... سر الفتنة
لوسي تحولت من فنانة استعراضية إلى ممثلة مهمة، استحوذت على ثقة صناع السينما والدراما، بشأن هذا التحول تقول، "أحب الفن منذ طفولتي، وحلمت أن أكون ممثلة مهمة، وتأثرت زمن الطفولة بالفنانة ماجدة الصباحي، وتحديدا بعد أن رأيت مشهدا من فيلم المراهقات وكنت صغيرة، من وقتها وراودني (شبح الفن) ، وظل داخلي بل التبس بي، وعندما دخلت الفن شاركت في فيلم بعنوان (حالة تلبس) وكان تصويره قبل مسلسل "ليالي الحلمية"، وصادف أن عرض المسلسل في البداية، ولفت نظر الجميع لدرجة أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة أشادت بي ولم أصدق نفسي من الفرحة، وتمنيت أن أقابلها، وذات مرة قابلتها بالصدفة وقالت لي (أنتِ هايلة، في الرقص والغناء والتمثيل)".
وأوضحت "على الرغم أني تخيلت أنها ستطلب مني صقل موهبتي بالدراسة فاجأتني بقولها: بلاش تدرسي التمثيل خليكي كده، لكن أنصحك بقراءة الروايات والكتب السينمائية ومشاهدة الأفلام. وفعلا سمعت نصيحتها وحتى أطور من قدراتي حرصت على مشاهدة الأفلام السينمائية من كل العالم بكل اللغات حتى أصقل قدراتي في التمثيل، وربما نصائح فاتن حمامة وحرصي أن أكون ممثلة جيدة السبب فعلا في أن يحدث هذا".