استبشر العالم بمباغتة قوات أميركية خاصة، زعيم تنظيم داعش إبراهيم بن عواد السامرائي الملقب بأبي بكر البغدادي، ثم سريعاً ما أعلن التنظيم خلفاً له يدعى أبا إبراهيم الهاشمي القرشي في غضون أسبوع، رداً من المسيطرين على المشهد على الآمال بأن ما يسمى "الدولة" قُضي أمرها.
لكن البشارة المستحقة؛ إن تجاوزت الثأر من قاتلٍ قلّ أن يجود التاريخ الحديث له بمثيل، فإن الربط بين هلاك البغدادي وبين زوال شرور تنظيمه لا يستند إلى معطيات على الأرض خصوصاً بعد العمليات التركية في شمال شرقي سوريا، التي أعادت إلى داعش وشقيقتها الكبرى القاعدة نفَس الحياة من جديد، يساندها في ذلك البطش بالمتظاهرين العراقيين من جانب قوات حكومة بغداد والميليشيات المحسوبة عليها وعلى طهران، وجولات قاسم سليماني في عاصمة الرشيد، فلكل هذا مفعوله المهم في تفخيخ الأدمغة وإثارة السخط الذي كان لبنة داعش الأولى، بعد الأيديولوجيا المتشددة القابعة في بطون مدونات التراث، ولا تحتاج سوى نفض الغبار عليها من جانب ذوي الميول المتطرفة أمثال الأب الروحي للتكفيريين الفلسطيني أبي محمد المقدسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
البغدادي ليس بن لادن
ولئن كان البغدادي تراه آلته الإعلامية تكفيه المزاعم بأنه من نسل نبي المسلمين ليكون مؤهلاً للخلافة حسب التنظيمات الإرهابية لا المدونات الفقهية، فإنه من حيث التأثير العسكري لا قيمة له إلا بالنظر إلى موقعه كرئيس للتنظيم ليس استثناء مثل أسامة بن لادن أو عبدالله عزام أو حتى الزرقاوي، أما ربط أيديولوجيا الإرهاب والخلافة به، والظن بأن مقتله سينهيها في منطقة العراق والشام والعالم، فهو شبيه بالقول إن قتل الزرقاوي وبن لادن وموت صدام حسين والخميني وهتلر قاضية على الأفكار التي يحملونها، حتى وإن ضعفت فترة بزوالهم، وتعيين القرشي بعده ربما أحد رسائل داعش لإثبات أنها "حية تسعى".
فبالنظر إلى الوقائع على الأرض، نجد أن تنظيم داعش اليوم أخطر منه من أي يوم مضى، إذ كان التنظيم، وإن ازدهر في المثلث السوري العراقي التركي، أول ما نشأ فإنه آنذاك قبل سقوط دولته المزعومة كانت رقعته الجغرافية محدودة إذا ما قورنت بانتشاره الراهن ونهج العصابات الذي تبناه مجدداً، فهو موجود أينما وجدت عناصره في كلٍ من أفريقيا وأوروبا وأميركا والشرق الأوسط.
لذلك يجمع كثير من المراقبين على وجاهة ألا تأخذ سكرة الاحتفال بمقتل البغدادي جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم إلى الاعتقاد أن الحرب وضعت أوزارها، على نحو ما حدث أيام الإرهاب الأفغاني وبعثرة قادته وعناصره في الآفاق، في الفترة ما قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول).
وتشير التقديرات المستندة إلى معطيات عملياتية إلى أن التنظيم الأم (القاعدة) ينتظر مثل هذه اللحظة للقيام بإعادة تنظيم صفوفه التي عانت بأسباب لوجيستية، كانت جاذبية داعش أيام بريق خلافتها أشدها وطئاً على القاعدة التي ظلت تنظر للداعشيين باعتبارهم سرقوا مشروعها في عولمة الغرهاب ولم يزيدوا عليه سوى هالة من العنف وبريق من الإعلام ومصطلح "الخلافة" الذي أخذ بسحره منذ عقود ليس فقط التيار الإرهابي ولكن أيضاً مجموعات تنظيمات الإسلام السياسي التي لم ترفع سرادق عزائها بعدُ وهي تبكي انقضاء الخلافة متوهمة أن بوسع زعماءٍ لهم مثل مرسي وأردوغان والغنوشي أن يلبسوا بردتها ويعيدوا إحياءها مجدداً.
أوان ثأر القاعدة من "داعش"؟
وإذا ما تجاوزنا ما يمكن لشتات التنظيم بين الدول والقارات أن تحدثه ذئابه المنفردة من رعب واستمساك بأيديولوجية قطع الرؤوس ودهس الأبرياء والطعن بالسكاكين، فإن تنظيم القاعدة أعلن موقفه فيما تردد من بعض منسوبيه ممن تمنوا لو أن مقتل البغدادي كان على أيديهم، على الرغم من تشكيك متابعين للجماعات الإسلامية في جدية الخلاف بين القاعدة وداعش إلا على سبيل التنافس على المواقع والغنائم.
وقال أحد المحسوبين على التيار الإرهابي، محاولاً إبراز التناقض بين أفعال داعش وأفعالها على "تويتر" معلقاً على إشهار خليفة البغدادي "الطائفة الضالة المعروفة باسم داعش يعينون خليفة!! خليفتهم السابق قتل غير مأسوف عليه في مناطق من يحكمون بردتهم، ثم قتل أحد كبار قادتهم في مناطق "درع الفرات" التي يسمونها درع الصليب، ثم يقولون لك دولة وخلافة، ألا يستحون؟ ألا يعتبرون؟".
لكن على الرغم من ذلك فإن عنصراً يُعرف نفسه بأنه عضو في القيادة العامة للقاعدة قال في إجابات عن أسئلة "اندبندنت عربية" عبر منصة "تليغرام" إن القيادة العامة للقاعدة تنظر لداعش بوصفها خطراً عليها.
وذكر أن داعش "له أثر سيئ وتسبب في إحداث كوارث خطيرة في بنية التنظيم وشق الصفوف داخل أفرع التنظيم، كما تبين لنا مقدار الهشاشة في قبول بعض الوافدين على التنظيم وسرعة التراجع لديهم، كما صنع ردود فعل عنيفة لدى جماعات كانت مع القاعدة ثم انفصلت عنها بسبب ذلك، وإن كانت هناك أسباب أخرى هي الأصل في ذلك لكن تنظيم الدولة كان الأثر السيئ في الاختباء وراءه، وهو الشماعة التي علق عليها معظم الناس الأخطاء". ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل التأكد من هوية المتحدث المزعومة.
إلا أن المتحدث أقر بأن خطر داعش على القاعدة "لم يكن في التركيبة البنيوية لدى الجماعات المنتظمة مع القاعدة فقط، بل حتى على مستوى القيادات فهناك من تأثر بذلك ومنهم من كانت له مساهمات خطيرة في انفصال جماعة ما عن التنظيم الأم بحجج واهية، وكذلك النخب العلمية فهي أيضا لم تسلم من انتكاسات وتقلبات، ولهذا نحن نستغل الفرصة لإعادة البناء بشكل صحيح وتقييم البنية التنظيمية داخل الصف الأول لدى التنظيم وإدارة الملفات وكيفية التعامل معها".
ولا يخفي التنظيم أسفه نحو ما وصفه بضياع جهوده في مناطق مثل العراق وسوريا بسبب خلل في إسناد المسؤولية إلى من قالت إنها كان يتخبط، قائلة "نحن لا نخجل من الاعتراف بوجود خلل ما في التعامل مع الأحداث خصوصا في العراق وسوريا، وما نتج عنهما من ضياع جهود وتضحيات جسام بسبب تولي بعض القيادات غير القادرة على معالجة المسائل الحاسمة والتوسع في الصلاحيات أو ادعائها، وهذه نقطة مهمة لعلها تجد عن الشيخ الظواهري حفظه الله تعالى ورعاه دواء يحسم هذا التخبط والاضطراب"
مثلث جديد في الصحراء الافريقية
وفي غرب وشمال افريقيا حيث تدور المعارك الأشد ضرارة بين التنظيمات الإسلامية المسلحة خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال سيناء فإن داعش والقاعدة يتنافسان في حشد الأتباع وتجنيد الأنصار، فبينما تبسط القاعدة ممثلة في جماعة نصرة الاسلام والمسلمين على المثلث الواقع بين مالي والنيجر والجزائر نفوذها، تهيمن داعش من جهتها على المثلث المقابل من جهة الجنوب أي بين النيجر ومالي وبوركينافاسو. وكانت هذه الأخيرة لم تأت عرضاً في خطاب البغدادي المصور في نيسان (أبريل) الماضي عندما طالب أنصاره فيها بقيادة عدنان ابو الوليد الصحراوي بالثأر لهزيمة مجاميع داعش في الباغوز السورية من جهته (في المثلث الافريقي) الذي تقع فيه مجموعة من اكثر بلدان غرب افريقيا هشاشة، فقراً وتصحراً.
وهذ ما قام به الصحراوي بالفعل عندما قاد جناحه عمليات دموية ضد مدنيين وجنوداً ورعايا غربيين في المنطقة، مما جعل برنامج "المكافحة من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يصنفه اخيراً بين المطلوبين لواشنطن، وخصص ٥ ملايين دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تسمح بمعرفة مكانه بغية استهدافه، بوصفه زعيماً لما يعرف بتنظيم داعش في الصحراء الكبرى.
سجال لغته "الدم"
وفي حديث مع أحد الاختصاصيين في التنظيمات المسلحة في دول الساحل الافريقي، وهو الحسين أغ عيسى قال ان "التنظيمين يمارسان السجال في المنطقة، فكلما قام أحدهما بعملية يسميها جهادية يحاول الآخر الرد عليها بأكبر منها على نحو يشبه المبارزة، فيما يتحاشان المواجهة في ما بينهما خصوصاً وأن قائدي التنظيمين الصحراوي وإياد أغ غالي زعيم القاعدة في المنطقة، ينتميان كلاهما إلى ساكنة الصحراء التي ينشط فيها التنظيمان"، على الرغم من محاولة القاعدة شيطنة داعش باعتبارها رسولة الأجانب، معتبراً أنه الأحق بالنفوذ في المنطقة، جراء سبقه إليها، وانتماء معظم عناصره إليها.
وكانت تنظيم القاعدة فرض أحكامه المتشددة على مناطق شمال مالي بعد طرد الثوار الطوارق والعرب منها2012 وأعلنوا إقامة إمارة فيها، قبل أن تتدخل فرنسا بتفويض من الأمم المتحدة، لإعاقة تقدم مجاميع القاعدة نحو الجنوب، حيث الحكومة المركزية في باماكو، عاصمة مالي.
ولفت عيسى إلى أن ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى أعلنت مسؤوليتها عن هجوم إضيلمان (قرية شمال مالي) يوم الجمعة وتؤكد مقتل حوالي 70 جنديا مالياً، بينما الحصيلة الرسمية تقف عند 54 قتيلا من بينهم مدنيا، وذلك بعد شهر فقط من الهجوم القاتل الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 40 جنديا في بولكسي وموندورو (جنوب غرب) وتبنته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ليأتي في الإطار الذي تحدثنا عنه سابقا بأن التنظيمين متنافسون في تنفيذ العمليات بمنطقة الساحل المكتظة بالقوات الأجنبية".
تقاسم النفوذ بين "أبو الوليد" وإياد
وينتمي أبو الوليد إلى عرق العرب في الصحراء في الصحراء المغربية، باعتباره من انفصالي "بوليساريو" قبل أن تستقطبه التنظيمات الجهادية، ويركز في تجنيده حسب ما تابعت "اندبندنت عربية" على عرب المنطقة وزنوجها خصوصاً من عرقية "الفولان – فولاته" والفارين من بلدانهم كالباكستانيين والهنود والأفغان والنيجيريين، بينما تتركز قاعدة أغ غالي زعيم جناح القاعدة هنالك على الطوارق والجزائريين ومواطني النيجر، وفلول التنظيم الآتين من تشاد وليبيا. لكن في هذه الأخيرة لا تزال داعش هي صاحب اليد الطولى، على الرغم من أقدمية القاعدة ورجالاتها في الأراضي الليبية، وقيام عناصرهم ببعض الأدوار المهمة في أفغانستان.
وتفيد مصادر في المنطقة بأن كلا التنظيمين يحاول استغلال قربه من أوروبا، في تجهيز العناصر القادرة على اخترق الحدود لتشكيلها خلايا نائمة في القارة العجوز، سواء عبر التسلل بين المهاجرين في قوارب الهجرة غير الشرعية، أو تجنيد العناصر المحلية في تلك الدول من خلال المعرفة الوثيقة بالشؤون المحلية لتلك الدول الممكّن من التأثير على المهمشين فيها والناقمين، وجاء هذا صراحة في تهديد زعيم التنظيم الجديد القرشي، في إشارته إلى أنهم "على أبواب أوروبا" سواء من ناحية الصحراء أو عبر الحدود التركية، التي يوظفها الزعماء الأتراك ورقة سياسية، يحكمون عليها الإغلاق حين يرضون عن جوارهم الأوروبي ويغضون الطرف عن المتسللين عبرها حين تسوء العلاقة.
وكان الكاتب الليبي محمود شلقم حذر قبيل انهيار القاعدة في الباغوز، من تحول كابوس داعش عندما يتم الإجهاز عليه في العراق وسورية إلى استراتيجية الدخول في الثقوب بعد إجهاد أنظمة في المنطقة وإشاعة الفوضى فيها.
واعتبر أن المكان جزء من عقيدة «الدولة الإسلامية». تنظيم القاعدة لم يقف عند موضوع المكان، أي أن يقيم له دولة، عكس تنظيم داعش الذي هدف إلى تأسيس دولة الخلافة. لقد دفع تنظيم القاعدة ثمناً هائلاً جراء وجوده كحليف لدولة «طالبان» في أفغانستان، في الحرب التي شنتها أميركا وحلفاؤها. حسب ما أوردت الزميلة "الشرق الأوسط".
وأضاف " قامة دولة الخلافة أول أهداف «داعش»، وبعد انهيارها في العراق وسوريا، هل سيلجأ من يبقى على قيد الحياة من أعضاء التنظيم إلى استراتيجية أخرى، كنشر الفوضى والرعب الدموي العنيف في بلدان معينة لإجهاد الأنظمة بما يخلق من ثقوب يستطيعون عبرها الولوج إلى مفاصل الفعل في تلك البلدان؟ هذا السؤال اللغز، يحتاج أن نقف عنده طويلاً عندما يتم الإجهاز الكامل على عناصر التنظيم في سوريا والعراق".
وضرب على ذلك مثلاً بمنطقة الساحل والصحراء، التي رجح أن تكون "هي الأرض التي سيتجه إليها آلاف الإرهابيين الهاربين من العراق وسوريا". ثم ختم بالتساؤل عما إذا كانت دولة مالي (غرب افريقيا) "ستصبح الرقة الأفريقية التي يعيد فيها «داعش» تأسيس دولته التي زالت في العراق وسوريا"؟ ليجيب بأن ما شهدته مالي في الأيام الماضية من مذابح مرعبة "لا يمكن اختزاله في صِدام قبلي على خلفية خصومات قديمة موروثة أو نزاع على مساحات المراعي وثارات قبلية. الدم في هذه الأرض ستتعدد ألوانه مثلما كان في أرض أطلق عليها الإرهابيون في المشرق العربي الدولة الإسلامية".
وليست مناطق شمال وغرب إفريقيا وحدها مواطن النشاط المتجدد للقاعدة ومحاولتها ركوب موجة خسائر داعش، ولكن في اليمن أيضاً كثفت "القاعدة" رسائلها إلى "أهلنا في الشام" بأن سيجعل الله بعد عسر يسراً، في مغازلة بثها التنظيم على لسان أميره في الجزيرة العربية قاسم الريمي. كما عاد التصعيد بين الجانبين في الشهر الماضي إلى أشده، فيما يمكن تفسيره بمحاولة التنظيم الأم أن يفرض هيمنته، في وقت يعيش فيه منافسه لحظات ضعف لا تنكر.
"زيد أخو عبيد"
وهكذا يمكن القول، أن داعش حتى وإن حاول لعق جراحه وأقر المراقبون بوجوب الحذر من هجماته الانتقامية، إلا أن الخرق أكبر من الرقع. غير أن ما يقلق أكثر أن المناطق المضطربة حيث تضعف الحكومات المركزية، هي بين خيارين أحلاهما مر بين "داعش والقاعدة"، وهما كما يقول المثل الخليجي "زيد أخو عبيد". وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لاحظ (ومعه الحق في ذلك) أن أسوأ ما جاءت به داعش، بروز القاعدة كما لو أنها بديل أفضل، يمكن اعتباره أهون الشرين.
وفي تقدير الاستراتيجيين، أن هذا البعد يجعل القاعدة أخطر على المدى البعيد، فهي تحاول توظيف تاريخ زعمائها في الجهاد الأفغاني والعمليات الإرهابية التي تحظى بشعبية بين عدد من الشعوب مثل 11 سبتمبر ودموية داعش، لتظهر (القاعدة) كم هي مخلصة لـ"حمل راية الجهاد" حسب زعمها. بينما هي في الواقع كما مل الاختصاصيون في تنظيمات الإسلام السياسي والحركات المسلحة أن يقولوا "هي جماعات يجر بعضها بعضا، وخطوة الألف ميل هي داعش، لكنها تبدأ بخطوة الانتماء للإخوان المسلمين والحركات الأصولية المتناسلة منها".
وعلى الرغم من تنصيب القرشي سريعاً للإيحاء بأن تنظيمه لا يزال مسيطراً على المشهد، إلا أن الطريقة التي جرى ترميزه بها من دون الكشف عن هويته وتهاوي داعش في مناطق نفوذه الأولى وانصراف جهود مكافحة الإرهاب إليه، وأسر وقتل مجاميع من رجالاته وعائلاته وقياداته، كلها عوامل من شأنها أن توفر للقاعدة فرصة ذهبية للبروز، بعد أن التقط أنفاسه الفترة الماضية.