أكدت مصادر مطلعة، أنه سيتم الإعلان عن النطاق السعري لاكتتاب شركة "أرامكو" السعودية، في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فيما سيتم إدراج أسهم الشركة في سوق السعودية 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وذكرت المصادر وفقاً لوكالة "رويترز"، أن العروض الترويجية ستبدأ في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وأكدت أن الشركة ستقوم بإدراج 2% من أسهمها في البورصة.
وذكرت أن فترة الاكتتاب للمستثمرين الأفراد ستنتهي في 26 نوفمبر الحالي، فيما تنتهي فترة الاكتتاب للمستثمرين من المؤسسات في 4 ديسمبر والتسعير في 5 ديسمبر المقبل، على أن يبدأ التداول على أسهم "أرامكو" في 11 ديسمبر المقبل.
وقالت المصادر إن الحكومة السعودية ستخضع لقيد مدته عام على بيع أسهم إضافية من شركة أرامكو للنفط بعد الطرح العام الأولي المزمع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الحماس يشعل مشاركة السعوديين في اكتتاب "أرامكو"
ومن الاقتراض وحتى بيع الأصول الشخصية، يحاول مواطنون سعوديون جمع الأموال اللازمة للاستثمار في أسهم عملاق النفط السعودي أرامكو، بعد إعلان الشركة عزمها بيع جزء من أسهمها في السوق المحلية.
وبعد سنوات من التأجيل، أكّدت أرامكو الأحد أنّها تنوي بيع عدد لم تحدّده من الأسهم في سوق المال المحلية في الرياض، واصفة الحدث بالعلامة الفارقة في تاريخ الشركة التي تضخ وحدها نحو 10% من نفط العالم.
ويبدو الحماس واضحا لدى المستثمرين الذين يحاولون امتلاك جزء من أكثر شركة تحقيقا للأرباح على مستوى العالم. ويؤكد ابراهيم أحمد، وهو محلل في قطاع الطاقة السعودي، يفكر في استثمار مدخراته في عملية الاكتتاب لوكالة "فرانس برس"، أن "البعض بدأ ببيع أسهمه الأخرى تحضيرا لشراء (أسهم) أرامكو".
وأضاف، "الناس يعتبرونه استثمارا صحيحا. ولكن أنا مدرك أن هذا استثمار طويل الأمد. وليس بطاقة يانصيب".
نقلة كبيرة للاقتصاد السعودي
والاكتتاب العام هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي الجديد، وفق "رؤية 2030". ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشروعات ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.
وينظر إلى شركة "أرامكو" على أنّها الدعامة الرئيسة لاقتصاد السعودية ولاستقرارها الاجتماعي.
وحاولت السلطات السعودية تحفيز السوق المحلية على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح، عبر دعوة العائلات الثرية إلى شراء حصص، بينما روّجت وسائل إعلام محلية لعملية الشراء على أنّها عمل وطني.
وأكد فهد الهاشمي، مدير محافظ استثمارية في شركة "الشرق الأوسط للاستثمار المالي"، أن شركته لديها "نية قوية" للمشاركة.
وتسعى السعودية إلى تسهيل قيود الاقتراض على المواطنين العاديين لشراء حصة في الشركة، في استراتيجية وصفها مراقبون بأنها خطرة.
ونقلت "بلومبيرغ" عن عيد الشمري الرئيس التنفيذي لبنك "إثراء"، قوله إن بعض السعوديين يفكرون في بيع منازلهم أو اقتراض الأموال لشراء الأسهم.
وأضاف، "هذا بالتأكيد حدث ضخم سيسجل في تاريخ السعودية" موضحا أن "الكثير من الناس يتحدثون عن الموضوع. ولكن إلى أي درجة سيشارك الناس؟".
وتحدثت الشركة عن "استثمار فريد من نوعه" في إعلانها عن الاكتتاب المرتقب الذي يعد الأكبر عالمياً وليس عربياً.
وذكرت وسائل الاعلام السعودية أن الشركة وضعت نظام حوافز للمشاركين، والحصول على أسهم مجانية للسعودية المطلقة والأرملة.
طلب كبير من قبل صغار المستثمرين
وحقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، متفوقة على "آبل" و"غوغل" وغيرها.
ويقول الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد ستيفن هيرتوغ، "أعتقد أنه سيكون هناك طلب محلي كبير في أوساط صغار المستثمرين، بينما قد تكون الشركات العائلية الكبرى مترددة". وبحسب "هيرتوغ"، فإن "أرامكو ستكون شركة عملاقة ذات أرباح مضمونة". وأكد المحلل السعودي إبراهيم أحمد "نحن متحمسون ومنذهلون من الطرح الأولي".
أين تكمن نقاط القوة في "أرامكو"؟
وتبرز نقاط القوة لدى أرامكو بوصفها أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم مسؤولة عن إنتاج برميل من بين كل ثمانية براميل نفط في الأسواق.
وتشكل مخزونات أرامكو المؤكدة من السوائل خمسة أضعاف تلك التابعة لأكبر خمس شركات نفط دولية مجتمعة. وتبلغ احتياطيات أرامكو المؤكدة من النفط 268.5 مليار برميل، بحسب دراسة لمدقق خارجي أعلن عنها مؤخرا.
وأنتجت أرامكو عام 2016 مستوى قياسياً من النفط الخام بلغ نحو 10.5 مليون برميل يومياً، لتنتج عام 2017 نحو 10.2 مليون برميل يوميا، ومن ثم 10.3 مليون برميل يوميا عام 2018.
وتراجع معدل الإنتاج في النصف الأول من العام الحالي إلى 10 ملايين برميل يومياً في ضوء اتفاق أوبك بلس وسعي السعودية لإعادة التوازن إلى السوق النفطية.
كم تبلغ تكاليف الإنتاج؟
تمتلك أرامكو السعودية نقاط قوة استثنائية تجعل منها الشركة الأولى عالميا من حيث التنافسية في مجال النفط، فهي تتمتع بإحدى أدنى نسب كثافة الكربون في الصناعة.
وتبلغ كثافة الكربون لدى أرامكو حوالي 10.2 كيلو غرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من النفط الخام، إضافة إلى أن كثافة غاز الميثان لدى الشركة تبلغ 0.06 % فقط، وذلك يمثّل أحد أدنى المستويات في هذا القطاع.
هذا بالإضافة إلى تحضّر الشركة لمستقبل منخفض الكربون من خلال تطوير أنظمة محركات للمركبات أقل انبعاثا للكربون، إضافة إلى تطوير تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.
لكن تبقى إحدى مميزات أرامكو هي تكاليف الإنتاج والإنفاق الرأسمالي، حيث تعد الأدنى عالميا لكل برميل نفط مكافئ.
وتقدر تكلفة الإنتاج بنحو 4 دولارات للبرميل الواحد كما تواصل أرامكو السعودية استثماراتها في عمليات المنبع للمحافظة على قدراتها في تلبية حاجات عملائها من النفط وإبقاء قدرتها الإنتاجية القصوى عند 12.5 مليون برميل يوميا، رغم نسب التراجع الطبيعية في الإنتاج من الحقول الناضجة.
كما تبقى القدرة الإنتاجية الفائضة وسرعة استحضارها أحد أبرز نقاط القوة الاستراتيجية لأرامكو بل للسعودية ككل.