لم تكد تمرّ دقائق قليلة على رفض أعضاء اليمين في مجلس فينيتو الإقليمي في البندقية إقرار إجراءاتٍ لمواجهة التغيّر المناخي حتى فاضت قاعة المجلس جرّاء موجة مدٍّ تاريخية من القناة الكبرى في المدينة.
وشهدت البندقية أسوأ فيضان منذ 50 عاماً مع بلوغ مستويات المياه أنذاك 1,87 متراً (6 أقدام) في ما اعتُبر ثاني أعلى موجة مدّ في التاريخ المعاصر يتعرّض لها الموقع المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
ويُذكر أنّ خمس أعلى موجات مدّ وجزر حدثت خلال السنوات العشرين الماضية إذ شهد العام الماضي الموجة الأحدث منها.
ووصف عمدة البندقية، لويجي بروجنارو، الفيضان الأخير بالنتيجة المباشرة للتغير المناخي.
وكتب عضو الحزب الديمقراطي، أندريا زانوني، نائب رئيس لجنة البيئة في المجلس على صفحته على فيسبوك أنّ المياه بدأت تتسرّب إلى قاعة المجلس حيث كانت تتمّ مناقشة الإجراءات المناخية في قصر فيرو فيني قرابة الساعة العاشرة صباحاً أثناء قيام أعضاء المجلس بمناقشة الميزانية الإقليمية للعام 2020 . وأضاف أنّه "من المفارقة أن مياه الفيضانات غمرت المجلس بعد دقيقتين من رفض ممثلي أحزاب عدة كحزب الرابطة اليميني المتطرف وإخوة إيطاليا وفورتسا إيطاليا تعديلاتنا بشأن مواجهة التغير المناخي." وأردف قائلاً إنّ المجلس كان يقترح إجراءات لتمويل مصادر الطاقة المتجددة والأعمدة الكهربائية ولاستبدال الحافلات التي تعمل بالديزل بأخرى أكثر كفاءة وأقل تلويثاً، وكذلك إلغاء الأفران الملوثة وتمويل اتفاقيات رؤساء البلديات في سبيل الطاقة المستدامة والتغيّر المناخي فضلاً عن تقليل تأثير المواد البلاستيكية...
ولكن مع استمرار النقاش، "كان كلّ الأثاث والسجاد والكراسي وبشكلٍ خاص العديد من الأجهزة الكهربائية كالمقابس مغمورة بالمياه" حسب قوله.
وقال زانوني بأنّ موجة المدّ هذه "سببها العديد من العوامل بما فيها التغيّر المناخي وسط توقعات بارتفاع مستويات مياه البحار جرّاء ذوبان الجبال الجليدية بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية."
واتهم زانوني رئيس إقليم فينيتو، لوكا زايا، العضو في حزب الرابطة اليميني المتطرف الذي يرأسه ماتيو سالفيني، بتقديم ميزانية لا تتضمن أي إجراءات ملموسة لمواجهة التغير المناخي.
وتركت الفيضانات أجزاء كبيرة من البندقية مغمورة بالمياه خلال هذا الأسبوع. ومع توقّع حدوث المزيد من الفيضانات الشديدة يوم الجمعة، تمّ إقفال ساحة كاتدرائية سان مارك كتدبيرٍ احترازيّ.
وغرّد العمدة بروجنارو قائلاً إنّ الفيضانات التاريخية "ستترك آثاراً دائمة. يتوجّب على الحكومة أن تصغي إلينا. إنّها تأثيرات التغيّر المناخي... ستكون التكاليف مرتفعة للغاية."
© The Independent