سُمعت، فجر الثلاثاء 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، انفجارات قرب مطار دمشق، وفق التلفزيون الرسمي السوري. ولم تتوافر بعد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة الانفجارات ومصدرها.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أنظمته الدفاعية أسقطت أربعة صواريخ انطلقت من سوريا.
ترافق ذلك مع انطلاق صافرات الإنذار في هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي "تم تحديد أربع عمليات إطلاق من سوريا نحو الأراضي الإسرائيلية التي اعترضتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية. ولم يتم رصد استهداف التجمعات الإسرائيلية".
وشنت إسرائيل مئات الغارات في سوريا منذ بدء النزاع هناك عام 2011 معظمها ضد أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني الذي يدعم الرئيس بشار الأسد، على حد قولها.
وذكر الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي أن نحو 450 صاروخاً أطلقت في اتجاه إسرائيل من قطاع غزة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية ضد قيادي في حركة الجهاد الإسلامي. لكن لم يتم إطلاق أي صواريخ من سوريا.
توقيع ترمب
وقد عادت مرتفعات الجولان إلى الواجهة بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 25 مارس (آذار) 2019، على قرار يعترف رسمياً بسيادة إسرائيل علي المنطقة التي استولت عليها من سوريا في عام 1967.
ووصف نتانياهو القرار الأميركي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترمب في البيت الأبيض، بـأنه "عدالة تاريخية" و"نصر دبلوماسي"، معتبراً أنه يأتي بينما تحاول إيران بناء قواعد في سوريا لاستهداف إسرائيل. وفي ظل توتر متصاعد بين إسرائيل وقطاع غزة.
وتبعد العاصمة السورية دمشق نحو 50 كيلومتراً عن مرتفعات الجولان.
ومرتفعات الجولان هضبة صخرية في جنوب غربي سوريا لها أهمية إستراتيجية كبيرة. ومنح جبل الشيخ الواقع قرب خط الهدنة والبالغ ارتفاعه 2800 متر إسرائيل موقعاً ممتازاً لمراقبة التحركات السورية كما شكلت طبيعتها الجغرافية حاجزاً طبيعياً ضد أي تحرك عسكري سوري.
وحاولت سوريا استعادة الهضبة في حرب عام 1973، ولكن القوات الإسرائيلية التي تكبدت خسائر كبيرة صدت الهجوم المفاجئ ووقع البلدان هدنة عام 1974 وتم نشر قوة مراقبة دولية على خط وقف إطلاق النار منذ 1974. بعد ذلك شرعت إسرائيل في عمليات الاستيطان. وتوجد نحو 30 مستوطنة إسرائيلية في تلك المنطقة، ويعيش فيها نحو 20 ألف مستوطن ونحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدورز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد أعلنت إسرائيل من جانب واحد، في 14 ديسمبر (كانون الأول) 1981، ضم الجولان. ولم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة(القرار رقم 497 في 17 ديسمبر 1981. وتشير وثائق الأمم المتحدة إلى منطقة الجولان باسم "الجولان السوري المحتل".
وأكد مجلس الأمن في قراره أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة، واعتبر قرار إسرائيل لاغياً ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي، وطالب إسرائيل بأن تلغي قرارها فوراً. مع ذلك لم يفرض مجلس الأمن العقوبات على إسرائيل بسبب القرار.
عملية السلام
وتعد المنطقة مصدراً مهماً للمياه، فأمطار مرتفعات الجولان تغذي نهر الأردن، وهي تمد إسرائيل بثلث احتياجاتها من المياه.
وتعد أراضي المنطقة من أخصب الأراضي وتنتشر فيها أشجار التفاح وكروم العنب. ويوجد في المنطقة المنتجع الوحيد للتزحلق على الجليد الذي تستخدمه إسرائيل.
وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان كجزء من أي اتفاق سلام، وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن عام 2003 إنه مستعد لإحياء محادثات السلام مع إسرائيل مقابل استعادة مرتفعات الجولان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك قد عرض إعادة معظم المنطقة لسوريا مقابل إحياء عملية السلام غير أن دمشق كانت قد أكدت في محادثات عامي 1999 و2000 إصرارها على استعادة المنطقة بالكامل، وهو الأمر الذي لو حدث لمكن سوريا من السيطرة على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في إسرائيل.
وتريد إسرائيل الإبقاء على سيطرتها على بحيرة طبريا مشيرة إلى أن الحدود تقع على بعد مئات الأمتار عن الشاطئ.