استغل اليهود من مختلف أرجاء العالم، ومن إسرائيل بشكل خاص، القانون البرتغالي الجديد الذي يتيح لهم الحصول على جواز سفر برتغالي والعيش هناك، مع الحصول على الكثير من المغريات. وخلال فترة قصيرة، لا تتجاوز نصف السنة، تقدم 45 ألفاً و86 يهودياً من مختلف أرجاء العالم بطلبات للحصول على الجواز، بينهم 32 إلفاً و622 يهودياً من إسرائيل، وهم يشكلون 72 في المئة من مجمل الطلبات.
وعلى الرغم من المساعي الحثيثة لجهات إسرائيلية ويهودية عالمية، من أجل الحصول على جواز سفر برتغالي لليهود، انطلاقاً مما يعتبره اليهود تصحيحاً للغبن التاريخي لدى طردهم من إسبانيا والبرتغال، إلا أن النسبة المرتفعة جداً ليهود إسرائيل أثارت قلقاً بين سياسيين وأمنيين، خصوصاً أن الهجرة من إسرائيل أخذة بالارتفاع وتغلبت على الهجرة إليها، لتفشل المخطط الصهيوني برفع نسبة اليهود بما يضمن أكثرية مطلقة لهم مقابل أقلية مطلقة للعرب.
عدم الاستقرار الأمني – السياسي والاقتصادي
وبحسب شركة "باسبوتغو" الإسرائيلية، فإن النسبة المرتفعة لليهود من المقدمين والحاصلين على جواز سفر من دول أجنبية، لا تقتصر على البرتغال إنما على دول أخرى كثيرة. وفي تقديرات إسرائيليين، فإن حوالى نصف مليون إسرائيلي قد يتمكنون من الحصول على جوازات سفر من لاتفيا وبولندا وألمانيا.
وبعد فحص دوافع اليهود الإسرائيليين للحصول على جواز سفر برتغالي تبين أن الدافع الأساسي هو مجرد استغلال القانون البرتغالي ثم الدافع الأمني وزيادة التهديدات، سواء في أعقاب الخوف من تصريحات وتحذيرات المسؤولين السياسيين أو التهديدات الخارجية، التي أوصلت الإسرائيليين إلى قناعة بأن الحرب المقبلة حتمية لكن توقيتها غير معروف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانعكست الدوافع الأمنية والسياسية مع المعطيات التي تشير إلى ارتفاع كبير في الهجرة خلال السنوات الأربع الأخيرة. إذ تبين أنه في العام 2015، قدم 466 يهودياً من أنحاء العالم طلبات كهذه، بينهم 149 إسرائيلياً ويشكلون 32 في المئة. في العام 2016، قدم 5.100 يهودي بينهم 2021 إسرائيلياً ويشكلون 40 في المئة، لترتفع النسبة عام 2017 إلى 57 في المئة حيث تقدم 3999 إسرائيلياً من بين 7044 يهودياً من مختلف دول العالم.
واستمر الارتفاع السنة الماضية، حيث تقدم 10953 إسرائيلياً بطلب من أصل 13872 يهودياً من مختلف أرجاء العالم، أي بنسبة 79 في المئة. ومنذ مطلع هذه السنة وحتى اليوم، تم تقديم 18 ألفاً و604 طلبات من أنحاء العالم، بينها 15 ألفاً و500 طلب من إسرائيل ليشكلوا نسبة 84 في المئة.
الارتفاع مستمر
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المحامي موطي كوهين، من شركة "باسبوتغو" الإسرائيلية، أن التوقعات تشير إلى احتمال حصول ارتفاع أكبر في الفترة المقبلة.
وأشار كوهين إلى أن عدم وجود أي مخاطر لأي إسرائيلي بسبب حصوله على الجواز البرتغالي سيدفع كل من يحق له إلى الحصول عليه.
ووفق جهات إسرائيلية متخصصة، فإن البرتغال وإسبانيا صادقتا على قوانين تمكن اليهود، الذين عاشوا في الدولتين منذ زمن بعيد، وتمت ملاحقتهم خلال محاكم التفتيش، من الحصول على الجنسية. ويمنح القانون الإسباني نسل اليهود ثلاث سنوات للحصول على جواز سفر إسباني، مع حق العمل والعيش في 28 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.