أفاد أحد المحامين إنّ الأمير آندرو "عرضة للتسليم الى القضاء" على خلفية ارتباطه بجيفري إبشتاين، في أعقاب مقابلة لقيت إدانة واسعة.
وترتفع الأصوات التي تطالب أحد أفراد العائلة المالكة الذي يبلغ من العمر 59 عاماً بالإدلاء بإفادة طوعية أمام "مكتب التحقيقات الفدرالية" الذي يواصل النظر في الاعتداءات الجنسية للمتمول السابق [ابشتاين] على فتيات مراهقات، على الرغم من وفاته داخل السجن.
وفي مقابلة للأمير آندرو مع قناة "بي بي سي"، نفى دوق يورك إقامة علاقة جنسية مع إحدى ضحايا إبشتاين زاعماً أنّه لم يشكّ يوماً في سلوك صديقه السابق. ولمّح الأمير أيضاً إلى أنه أكثر قرباً إلى جيزلين ماكسويل سيدة المجتمع البريطانية التي نفت إحضارها ضحايا صغيرات السن لإبشتاين.
وأشار سبنسر كوفين، المحامي الذي يمثّل عدداً من ضحايا إبشتاين المزعومات اللواتي لم تُعلن أسماؤهن أنّ السلطات الأميركية ربّما تستخدم اعترافه في استجواب لاحق.
وناشد السيد كوفين الأمير بالتقدّم طوعاً للاستجواب وبالاعتذار عن "علاقته الواسعة النطاق بهذا الرجل المقيت".
وأفاد المحامي إن ممثلين عن مكتب المدعي العام الأميركي التقوا بعض ضحايا إبشتاين الشهر الماضي ليخبروهن أنهم يحققون في شأن متواطئين مزعومين معه.
وأخبر السيد كوفين برنامج "توداي" على إذاعة "بي بي سي" الرابعة أن "(الأمير آندرو) ذكر إنه أقرب إلى السيدة ماكسويل، وأعتقد أنها حالياً رهن التحقيق باعتبارها متواطئة (مع إبشتاين)... موكلاتي غير متفائلات للأسف. فقد ظلمهنّ النظام طوال 12 أو حتى 13 عاماً إلى الآن. وتلقين وعداً بأن العدالة ستنتصر، لكن النظام خذلهن في كلّ مرّة".
وأشار خبراء في القانون إلى إن الأمير ليس مخوّلاً الحصول على الحصانة من التحقيق الأميركي، بسبب موقعه كفرد من العائلة المالكة. واستطراداً، إذا وجّه المدعون العامّون في الولايات المتحدة تهمة رسمية إلى نجل الملكة بارتكابه جريمة تتعلق بالقضية، فلربّما يقدمون طلباً لتسليمه إليهم.
وفي نفسٍ مُشابِه، بيّنت المحامية في "مكتب كوركر بينينغ للمحاماة" آنا روثويل "إن "مكتب التحقيقات الفدرالية" ينظر في صداقته [الأمير آندرو] مع إبشتاين المُدان بإعتداءات جنسية، وبالتالي يصبح عرضة للتسليم [إلى ذلك المكتب]... إن إدلاء الأمير بتصريحات للإعلام يشكل بالتالي قراراً غير حكيم أبداً، ولا سيّما إذا كان يفضح مدى قربه من إبشتاين، ويبيّن مرة ثانية عن قصور فادح في التقدير السليم".
وأفادت غلوريا آلريد المحامية التي تمثّل ضحايا مزعومين آخرين، أنّ الأمير أكّد زيارته إلى ثلاثة من منازل إبشتاين في نيويورك و"بالم بيتش" و"الجزر العذراء".
وأخبرت برنامج "غود مورنينغ بريتن" التلفزيوني، "يصدف أنني أعلم بتواجد فتيات قاصرات في تلك الأماكن كلها". وبشأن الأسئلة التي ترغب في طرحها، أوردت السيدة آلريد إنها تريد أن تعرف "من ساعد على استقدام القاصرات إلى إبشتاين كي يتعرضن للإعتداءات الجنسية، ومن كان ضمن المجموعة، ومن ساعد، ومن تواطأ مع إبشتاين كي يجري تهريب هؤلاء الأطفال، تهريبهنّ بهدف جنسي، إلى إبشتاين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خلال مقابلته مع "بي بي سي"، شدّد الأمير على أنه لم يكن يعلم عن اعتداء إبشتاين مشيراً إلى أنّ "الناس يتصرفون بطريقة مختلفة" بجوار أعضاء العائلة المالكة. ولدى سؤاله كيف أقام إلى جانب إبشتاين من دون أن يدرك ما يحصل، أجاب أنه افترض "أن عديداً من الناس الذين يتجولون في منزل إبشتاين" موظفون لديه، لأنّه معتاد على هذا الأمر في قصر باكنغهام. ولدى سؤاله عن مدى استعداده لإعطاء إفادته تحت القسم أجاب الدوق، "إن اقتضى الأمر وتلقيت مشورة قانونية تؤيّد هذا الإتجاه فسيكون من واجبي أن أفعل ذلك".
وتعرّض الأمير إلى انتقادات شديدة بسبب عدم انتهازه الفرصة للاعتذار من الضحايا، وإصراره في المقابل على أنه غير نادم على صداقته مع إبشتاين لأنها "حملت نتائج مفيدة للغاية" ومنها أنه تعرّف على أشخاص ساعدوه في التحضير لدوره المستقبلي كمبعوث تجاري.
وفي ذلك السياق، اعتبرت جو سوينسون، زعيمة حزب "الديمقراطيين الأحرار" أن عدم تعبير الأمير عن تعاطف مع ضحايا إبشتاين يشكل مشهداً "مخيباً للآمال".
وأضافت، "لم أستطع أن استوعب كيف يمكن لشخص أن يتحدث عن علاقته بذلك الرجل، من دون أن يعترف أو يتفهّم أو يتحدث عن شعوره تجاه هؤلاء الضحايا... شعرت أنهن استحقّين أن يتركّز الحديث عليهنّ بشكل أكبر".
ومن ناحية اخرى، نفى الأمير آندرو ممارسته الجنس مع فيرجينيا جوفر، إحدى النساء الـ16 اللواتي زعمن أنّ إبشتاين اعتدى عليهنّ، في ثلاثة مناسبات مختلفة. وأضاف أنّ إحدى هذه اللقاءات المزعومة في العام 2001 ليس ممكناً حدوثها لأنه اصطحب ابنته إلى مطعم "بيتزا إكسبرس" في منطقة "وكينج" في ذلك التاريخ.
وبحسب الدوق، يكون ذلك اللقاء الجنسي المزعوم نفسه الذي ذكرت السيدة الأميركية إنه بدأ بتعرّق الأمير الشديد أثناء رقصهما في نادي ترامب الليلي في لندن، مغايراً للحقائق لأنّه عانى في ذلك الوقت من حالة طبية ولم يكن ممكناً له أن يتعرّق. كما شكّك الدوق في صحة صورة يظهر فيها مطوّقاً خصر السيدة جوفر بذراعه في بيت السيدة ماكسويل اللندني، لافتاً إلى أنّه "لا يتذكّر" لقاءه بها. وأضاف الأمير "إنها صورة عن صورة عن صورة. لذا، يكون إثباتها صعب جداً... لكنني لا أذكر التقاط هذه الصورة". كما أشار إلى إنه لم يكن "قريباً للغاية" من إبشتاين بل مكث في منزله فقط "بسبب صديقته" السيدة ماكسويل.
وتذكيراً، شُطبت ادّعاءات السيدة جوفر من سجلات المحكمة المدنية الأميركية في 2015 بعد أن اعتبرها أحد القضاة "غير جوهرية وخارج الموضوع". وقد أوضح الأمير أنه لم يعلم بأن إبشتاين متهم باعتداءات جنسية قبل دعوته إلى عيد الميلاد الثامن عشر للأميرة بياتريس في قصر "ويندسور" في 2006.
وأضاف أنه في ذلك العام نفسه قطع علاقته بالمتموّل لمدة أربع سنوات، عندما علم أنه رهن التحقيق. وكذلك برّر الدوق زيارته لإبشتاين في 2010 عند إطلاق سراح الرجل البالغ من العمر 66 عاماً بعد قضائه عقوبة 18 شهراً في السجن بتهمة تشغيل القاصرات بالدعارة، مشيراً إلى إنه فعل ذلك بنيّة وضع حدٍ لصداقتهما.
لم تتلق "اندبندنت" جواباً بعد من وزارة العدل الأميركية ولا "مكتب التحقيقات الفدرالية" حول طلبها التعليق على اعتبار الأمير موضع اهتمام في التحقيق الجاري [بشأن إبشتاين].
© The Independent