تشير أرقام أوردتها "وكالة الفضاء البرازيليّة" إلى أنّ زوال غابات الأمازون بلغ أعلى معدلاته منذ عقد ونيف من الزمن. والحال أنّ معدل فقدان تلك الغابات المطيرة بين أغسطس (آب) 2018 ويوليو (تموز) من العام الحالي ارتفع بنسبة 30 في المئة مقارنةً مع الفترة نفسها من السنة السابقة، ذلك وفقاً لبيانات رسميّة صدرت يوم الاثنين الماضي من "معهد أبحاث الفضاء البرازيليّ" (إنبي).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبلغ المعدل الإجماليّ المسجّل لاجتثاث الغابات 9762 كيلومتراً مربعاً (المساحة الأكبر من الغابات المطيرة التي تتعرّض للإزالة منذ عام 2008)، أيّ ما يزيد على مساحة 2000 ملعب كرة قدم يوميّاً.
غير أنّ البيانات المذكورة تغطي فترة تنتهي مباشرة قبل وصول الحرائق غير المسبوقة التي اندلعت خلال العام الحالي إلى أوجها.
ووصف جايير بولسونارو، رئيس البرازيل اليمينيّ المتطرّف، سابقاً التقارير الصادرة عن "إنبي" بالـ"كذبة". وغادر ريكاردو غالفاو المدير السابق لـ"معهد أبحاث الفضاء البرازيليّ" منصبه "قسراً" في أغسطس (آب) الفائت بعد نشر تقارير تنتقد طريقة تعاطي الحكومة مع إزالة الغابات.
يُذكر في هذا المجال أنّ سياسات بولسونارو تشمل قوانين وتدابير حماية مخفَّفة تنظّم المحميّات الطبيعيّة وأراضي السكان الأصليين بوصفها وسيلة لتحفيز النمو الاقتصاديّ.
ولكن قال مسؤولو وزارة البيئة في البرازيل إنّهم سيجتمعون مع حكام ولايات منطقة الأمازون في وقت لاحق من هذا الأسبوع من أجل مناقشة سبل الحدّ من إزالة الغابات.
في شهر يوليو الماضي، بلغ معدل الغابات التي تتعرّض للإزالة يومياً ما يساوي مساحة مانهاتن الأميركيّة تقريباً (59.1 كيلومتراً مربعاً)، فيما يحذِّر الخبراء من أنّ الغابات المطيرة ذات الأهميّة الحيويّة تقترب من "مرحلة حرجة" يمكن أن يتضرّر عندها ثلث نظامها الإيكولوجيّ بشكل لا رجعة فيه، لدرجة أن الجفاف سيطيح بالمنطقة بصورة نهائيّة.
وفي بيان لها، ذكرت كريستيان مازيتي الناشطة في "غرينبيس" البرازيليّة المنظّمة المدافعة عن البيئة أنّ "أجندة الرئيس بولسونارو المدمِّرة للبيئة تؤثر أولئك الذين يرتكبون الجرائم في حقّ البيئة، وتشجّع العنف ضدّ سكان الغابات. تطيح إدارته فعلاً بكل العمل الذي أُنجز في العقود الأخيرة في سبيل حماية البيئة ووضع حدّ لاجتثاث الغابات... يحصد ارتفاع معدلات إزالة الغابات وغياب الإدارة الحكوميّة السليمة أرواح كثيرين ويضعان البلد في مواجهة مكافحة تغيّر المناخ. علاوة على ذلك، يضران باقتصاد البلاد، لأن السوق الدوليّة لا ترغب في شراء منتجات ملوّثة بالدمار البيئيّ والعنف".
تذكيراً، تشكِّل أكبر غابة مطيرة في العالم مستودعاً ضخماً للكربون، الذي يعود إلى الجو مجدداً عندما تُقطع الأشجار وتُحرق.
وغالباً ما تُحرق الأشجار بعد إزالة الغابات، إذ تُترك الأشجار المقطوعة حتى تجف قبل إشعال النار فيها.
وتأتي الأرقام الأخيرة بعد فترة وجيزة من صدور بحث حول الحرائق المدمِّرة حمل نتائج تناقضت مع مزاعم إدارة بولسونارو بأن الحرائق كانت "دون متوسط معدلاتها المسجّلة تاريخيّاً".
رُصد 72 ألف حريق ويزيد في جميع أنحاء البرازيل بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب)، وهو الرقم الأعلى منذ بدء عمليات التسجيل في عام 2013، ويشمل زيادة 83 في المئة مقارنةً مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة "غلوبال تشينج بيولوجي ديفورستيشن"، رأى العلماء أنّ إزالة الغابات في يوليو الماضي كانت أعلى بأربع مرات من المتوسط في السنوات الثلاث السابقة. علاوة على ذلك، وجدوا أنّ عدد الحرائق النشطة أعلى بثلاثة أضعاف مما كان عليه في عام 2018، إذ وصل إلى أعلى معدلاته منذ عام 2010.
وقال البروفيسور جوس بارلو، الباحث الرئيس في الدراسة "إنّ الارتفاع الملحوظ في تعداد الحرائق النشطة وإزالة الغابات كلاهما في عام 2019 يدحض أقوال الحكومة البرازيليّة بأن الحرائق التي حدثت في أغسطس 2019 في الأمازون لم تتخطَّ المعدل المعتاد".
© The Independent