لم تشأ المطربة إليسا أن تدع الذكرى السادسة والسبعين لعيد الاستقلال اللبناني تمر من دون أن تشارك الجماهير الثائرة والمنتفضة "العرس" الذي أحيته في ساحة البرج، فأطلقت سريعا فيديو كليب لأغنية جديدة لها بعنوان "عم ثور" من تأليف سهام الشعشاع وتلحين محمد رحيّم. ودأبت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة منذ أمس بث فيديو كليب هذه الأغنية الوطنية الحماسية، التي تناقلتها مواقع اليوتيوب وسجلت نسبة عالية من الاستماع أو الرواج. وبدت الجماهير تنتظر أغنية من فنانة في حجم إليسا الشعبي وفي شهرتها، فجاءت الأغنية لتحتل موقعاً أول في سياق الأغنيات الوطنية الجديدة والتي كانت بعدد أصابع اليد. وأعلنت إليسا عن أغنيتها الجديدة بتغريدةٍ عبر حسابها الرسمي على تويتر كتبت فيها: "وتا ما وطننا ينحني... صار الشعب ثوار!" وأرفقت التغريدة بهاشتاغ "عم ثور".
أما الفيديو كليب فكان عبارة عن لقطاتٍ تُوثّق التظاهرات الشعبية المستمرّة في كافة المناطق اللبنانية منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وقد خضعت اللقطات المصورة لعملية مونتاج جميلة جعلت منها فيلماً غنائياً وشبه وثائقي في آن واحد. فيلم واقعي وحيّ طالع من قلب الشوارع والساحات، أبطاله أناس شاركوا في التظاهرات هاتفين ورافعين الأعلام اللبنانية ومنادين بالحرية والعدالة والحقوق المدنية وكرامة العيش ومحاربة الفساد والفاسدين. وكانت إليسا شاركت الانتفاضة الشعبية منذ اليوم الأول سواء عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر النزول إلى ساحتي البرج ورياض الصلح والانضمام مباشرة إلى المتظاهرين هاتفة معهم وحاملة العلم اللبناني. لم تخل الأغنية من الحماسة والطابع الوجداني ومن مديح الثورة وحض الثوار على مواصلة مشروعهم حتى تحقيق حلمهم الكبير بوطن يتمتع بالحرية والعدل والكرامة والحياة اللائقة. وأدت إليسا الأغنية بصوتها الرقيق وبحته الجميلة. وجاء في كلمات الأغنية:
"عم ثور تا قلك أنا يا هالوطن امك
اختك أنا ورفيقتك وبقلبي عم ضمك
... ومنثور تانقلك خلص عن جد بكفي
جايين تحساب الظلم بقلوبنا نصفي
بدنا وطنا يكون ع قياس كل الناس
وولادنا بقلب الوطن مشوارها تكفي".
وبينما حضرت إليسا في الحراك الشعبي بقوة شخصياً وعبر كتاباتها الجميلة في وسائل التواصل الاجتماعي، غابت زميلتاها المطربتان نانسي عجرم وهيفا وهبي عن الحراك تماماً ولم تطلا بتاتاً ولم تظهرا على الشاشات ولا في الشارع ولا عبر وسائل التواصل. وطرح غيابهما أو تغيّبهما عن الحراك في هذه المناسبة الوطنية النادرة أسئلة كثيرة، وقيل إن هيفا التي أعلنت قبل فترة تأييدها للسيد حسن نصرالله و"حزب الله" والمقاومة التزمت بموقف الحزب وقراره رفض الحراك. أما في شأن نانسي عجرم فقيل إنها قررت التزام الحياد لتحافظ على جمهورها في شتى المناطق والانتماءات والأحزاب، فلا تخسر جزءاً منه. ومعروف أن فنانين كثراً لم يشاركوا في الحراك خوفاً على مصالحهم المادية، خصوصاً أولئك الذين يحيون حفلات في سورية.