صعدت أسعار النفط بنحو 2.5% خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع ترقب نتائج اجتماع منظمة "أوبك" وبالتزامن مع بيانات إيجابية.
وينظر المستثمرون باهتمام إلى اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، على أن يعقبه لقاء آخر مع منتجي الخام الحلفاء من غير الأعضاء في أوبك وذلك في اليوم التالي، وسط توقعات بتمديد اتفاقية كبح الإمدادات حتى منتصف 2020.
ويقوم منتجو النفط المشاركون في اتفاقية خفض مستويات إنتاج الخام بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً حتى مارس (آذار) المقبل. واستفاد الذهب الأسود من البيانات الإيجابية بشأن تعافي النشاط الصناعي في الصين بعكس المتوقع خلال الشهر الماضي ليسجل التحسن الشهري الثالث على التوالي.
في الوقت نفسه، يركز المستثمرون على التطورات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم خاصة بعد المأزق السياسي بين الولايات المتحدة والصين في الأسبوع الماضي .
وفي بداية تعاملات اليوم، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم شهر فبراير (شباط) المقبل بنحو 2.3% مسجلاً 61.88 دولار للبرميل. كما زاد سعر العقود المستقبلية لخام "نايمكس" الأميركي تسليم شهر يناير (كانون الثاني) المقبل بأكثر من 2.4% مسجلاً 56.52 دولار للبرميل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خسائر عنيفة خلال الأيام الماضية
انخفضت العقود الآجلة، يوم الجمعة الماضي، لخام غرب تكساس عند التسوية 5.1%، بينما هوى برنت 4.4% بفعل مخاوف من أن المباحثات الهادفة لإنهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط في العالم، ستتعطل بفعل دعم أميركي للمحتجين في هونغ كونغ.
لكن النفط صعد اليوم بعد أن زادت أنشطة المصانع خلال نوفمبر (تشرين الثاني) في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم ، للمرة الأولى في سبعة أشهر بسبب ارتفاع الطلب المحلي في ظل إجراءات تحفيز من جانب الحكومة.
وتلقت الأسعار الدعم أيضا بعد أن قال وزير النفط العراقي أمس الأحد إن منظمة "أوبك" وحلفاءها من المنتجين سيبحثون رفع تخفيضاتهم الحالية للإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا إلى 1.6 مليون برميل يوميا.
ومن المتوقع أن تمدد منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، على الأقل التخفيضات القائمة لإنتاج النفط حتى يونيو (حزيران) من العام المقبل حين يجتمعون هذا الأسبوع.
توقعات بزيادة خفض الإنتاج حتى يونيو المقبل
في سياق متصل، قال مصدران مطلعان إن منظمة "أوبك" وحلفاءها يعتزمون زيادة تخفيضات إنتاج النفط وسريان الاتفاق حتى شهر يونيو (حزيران) من العام المقبل على الأقل، إذ تريد السعودية القيام بمفاجأة إيجابية للسوق قبل إدراج أرامكو السعودية.
ومن المقرر أن يضيف الاتفاق الذي تناقشه منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون آخرون، في إطار ما يعرف باسم أوبك+، ما لا يقل عن 400 ألف برميل يوميا إلى التخفيضات القائمة بواقع 1.2 مليون برميل يوميا. وينتهي الاتفاق الحالي في مارس (آذار).
ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال أحد المصدرين، إن السعوديين "يريدون أن يفاجئوا السوق".
فيما أظهرت بيانات حديثة لوزارة الطاقة الروسية أعلنتها اليوم الاثنين، أن إنتاج البلاد النفطي ارتفع إلى 11.244 مليون برميل يوميا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لتضخ موسكو نفطا يزيد على المتفق عليه بموجب صفقة مع أوبك وحلفائها الذين يجتمعون هذا الأسبوع لبحث سياسة الإنتاج.
كانت روسيا وافقت على تقليص إنتاجها 228 ألف برميل يوميا ليصل إلى نحو 11.18 مليون برميل يوميا في 2019 في إطار تخفيضات مجموعة "أوبك+" التي اتفقت على تقليص إنتاجها مجتمعة 1.2 مليون برميل يوميا أو 1.2% من الطلب العالمي.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها في فيينا يومي الخميس والجمعة. وأظهرت بيانات حديثة أن روسيا تنتج 64 ألف برميل يوميا في المتوسط زيادة على حصتها المقررة بموجب الاتفاق العالمي.
ارتفاع نسبة التزام "أوبك" بقرار خفض الإنتاج
وأظهرت نتائج مسح حديث، ارتفاع نسبة التزام أعضاء "أوبك" بالتخفيضات المقررة في الإنتاج إلى 1525 في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ارتفاعا من مستوى 135% في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يعني أن إنتاج أوبك كان أقل مما تستطيع إنتاجه بموجب الحصص الحالية.
وبلغ إنتاج روسيا من النفط 11.229 مليون برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال وزير الطاقة في روسيا، ألكسندر نوفاك، إن بلاده ستهدف إلى الوفاء بالتزاماتها في نوفمبر (تشرين الثاني).
ودعت موسكو إلى تعديل طريقة حساب مستوى إنتاجها كي تستثني إنتاج مكثفات الغاز، التي تمثل ما يتراوح بين 7 و8% تقريبا من إجمالي إنتاج روسيا النفطي أو ما يعادل نحو 800 ألف برميل يومياً. وبالأطنان، بلغ إنتاج النفط 46.019 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مقابل نحو 47.49 في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وكان إنتاج الغاز الشهر الماضي 64.04 مليار متر مكعب، بما يعادل 2.13 مليار متر مكعب يوميا، مقابل 61.97 مليار متر مكعب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.