بعد إلقاء القبض على المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي تسيفي كوغان الأحد الماضي، نتجه إلى تداعيات الحادثة السياسية وآثارها على التحديات الأمنية في المنطقة، وسط الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان.كوغان الذي اختفى أثناء توجهه للإشراف على إجراءات "الكوشر" في متجر محلي، وعُثر على جثته بعد أن تقدمت عائلته بالإبلاغ عن اختفائه، أثار استهدافه حالاً من الاستنكار بين الجاليات اليهودية، وقد ردت السلطات الإسرائيلية على الحادثة بوصفها عملاً إرهابياً، مشيرة إلى أنها تعكس جريمة من جرائم "معاداة السامية". وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده ستتخذ جميع الوسائل المتاحة لمحاسبة القتلة ومن يقف وراءهم، معبراً عن تقديره للتعاون الإماراتي في سير التحقيقات.
ويرى الباحث في الشؤون السياسية باسل الحاج جاسم أن تداعيات الحادثة "تضع إسرائيل أمام مجموعة من التحديات الأمنية التي تحتم عليها اتخاذ خطوات عملية لمنع تكرارها، بما في ذلك تعزيز التعاون الأمني مع الدول التي تربطها بها علاقات جيدة، وزيادة التنسيق الاستخباراتي حول الأنشطة المشبوهة، خصوصاً تلك المتعلقة بالجماعات المتطرفة".
العلاقة مع طشقند
وأوضح الحاج "أهمية التواصل مع أوزبكستان، إذ يتوقع من إسرائيل طلب تحقيقات أمنية ودبلوماسية لجمع معلومات حول خلفيات الأفراد المشتبه فيهم الذين يحملون الجنسية الأوزبكية، وتعتبر العلاقات بين تل أبيب وطشقند والتي تعود لأوائل التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، عاملاً مهماً في هذا السياق".
الحاخام الذي كان يبلغ من العمر 28 سنة يمثل "منظمة حباد Chabad "في الإمارات ويعيش في أبوظبي، بوصفه يحمل الجنسيتين المولدوفية، مع كبير الحاخامات في الإمارات ليفي دوشمان، ومبعوثين آخرين من "حباد"، للعمل على توعية أرباب الديانة المقيمين هناك.وتتوالى تساؤلات المراقبين حول دلالات هذه الجريمة، وخصوصاً حول معاني اغتيال مواطن إسرائيلي داخل الإمارات العربية المتحدة، والرسائل السياسية التي قد تنجم عن هذه الحادثة في سياق العلاقات الإقليمية والدولية.وفي هذا السياق رجّح باسل أن "نشهد الضغط على دول عدة لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب ومنع استغلال مواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مغزى اتهام إيران
وفي ظل الأنباء التي تشير إلى احتمال وجود صلات بين الحادثة وإيران، يشير باسل إلى أن التهم قد تستخدمها إسرائيل كفرصة لزيادة الضغوط الدولية على الأنشطة الإيرانية في المنطقة، وتكثيف الجهود ضد الشبكات الموالية لإيران التي تستهدف الإسرائيليين، على رغم نفي طهران تلك التهم بشدة.
ولفت الحاج إلى أن "ربط بعض وسائل الإعلام بوجود صلات بين الحادثة وإيران يعكس نطاق القلق المتزايد"، مؤكداً أن إسرائيل قد تعزز تعاونها مع جمهوريات آسيا الوسطى والدول الأخرى التي تربطها بها علاقات جيدة لمتابعة أنشطة الجماعات المتطرفة، وبخاصة تلك التي تتبنى خطاباً مناهضاً لإسرائيل، مثل "حركة أوزبكستان الإسلامية" التي تتناغم في بعض الأحيان مع خطاب "القاعدة" و"داعش".