اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن التخفيضات الهائلة التي أقدم عليها حزب "المحافظين" في مجال تمويل إجراءات "الافراج المشروط"، لم تكن "خاطئة". وأصر على أن هذا الخفض لم يلعب أي دور في الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع على جسر لندن.
ويقول أحد كبار المدّعين العامّين السابقين إنه حذّر شخصياً رئيس الوزراء من الخطر الذي يمثله إطلاق سراح إرهابيّين لم يتم العمل بما يكفي على ثنيهم عن التطرف، لكن قيل له إنه "لا تمويل لبرنامج من هذا النوع".
لكن بعد ضغط بالأسئلة من "برنامج أندرو مار"، الذي تبثّه شبكة "بي بي سي"، القى رئيس الوزراء باللوم على قواعد الإفراج المبكّر عن المجرمين التي وضعها حزب "العمّال" البريطاني، معتبراً أنها هي وحدها المسؤولة عن الفظاعة التي حصلت يوم الجمعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان الخفض الحادّ في تمويل نظام العدالة الجنائية، "خاطئاً"، ردّ جونسون "كلا"، مجادلاً بان حزب "العمّال" ترك المالية العامّة "في حال خراب تام". وأكد أن "لا علاقة لما حصل بالإفراج المشروط، ولا علاقة له أيضاً بإجراء المراقبة ووقف العقوبة"، في إشارة إلى الهجوم الدموي الذي قام به عثمان خان.
وخلال المقابلة التي بدا فيها بوريس جونسون مكدراً تحدّث عن الجوانب الآتية:
كشف عن أن نحو 74 شخصاً دينوا بارتكاب جرائم إرهابية، أُفرج عنهم في وقت سابق في ظروف مماثلة للإفراج عن منفذ هجوم جسر لندن.
أصر على أنه لا يتحمّل أي مسؤولية عن التخفيضات السابقة في الإنفاق التي أجراها حزب "المحافظين" قائلاً "أنا رئيس جديد للوزراء ونتّبع نهجاً مختلفاً".
ألقى لائمة إغلاق مئات المكتبات العامّة بعد خفض الانفاق العام، على "بعض" المجالس المحلية التي قال إنها كانت قادرة على إبقائها مفتوحة.
وزعم أنه كان لديه "سجل حافل بالنضال ضد الأحكام المسبقة" حين ذًكر بما كتبه في السابق واعتباره أن "الخوف من الإسلام هو ردّة فعل طبيعية".
وعد "بإصلاح أمر الأزمة في جهاز الرعاية الاجتماعية" على الرغم من أن البيان الانتخابي
لحزب "المحافظين" تعرّض لانتقاداتٍ واسعة بسبب غياب أي خطة لديه في هذا المجال.
زعم زوراً أن دعوته إلى الانتخابات التي "حظرها البرلمان" في الاقتراع، جاءت بعد خطاب الملكة.
عجز عن التزام إجراء مقابلة مع أندرو نيل، بعدما أتاحت له شبكة "بي بي سي" الظهور في "برنامج أندرو مار" بدلاً من ذلك.
ويوم السبت، كشف نظير أفضال، كبير المدّعين العامّين السابقين في شمال غرب إنجلترا، عن حديث خاصّ أجراه مع جونسون في شان الفشل في التدخل بشكل صحيح في قضية السجون. وكان قد أثار في عددٍ من الاجتماعات الحكومية مشكلة إطلاق سراح الإرهابيّين "الذين أُعيد تأهيلهم ظاهرياً من دون اقتلاع فعلي لتطرّفهم"، قبل تحذير جونسون نفسه في يونيو (حزيران) العام 2016.
ورأى المدّعي العام السابق أنه "في ذلك الوقت، لم يعثر جونسون على مصادر تمويل كاف، فأعلن محبطاً إنه لم يكن لديه تمويل". لكن في المقابلة، ردّ رئيس الوزراء معلّقاً بأن "خان كان في مقدوره أن يمارس القتل في الشوارع، بسبب إجراءات اتّخذتها حكومة يسارية".
وأضاف أن "الإفراج عنهم كان ضرورياً بحسب القانون بسبب خطة الإفراج المبكّر التلقائي التي تم بموجبها إصدار أحكام عليهم، وكان هذا الواقع أرساه حزب العمّال بدعم من جيريمي كوربين وبقية أعضاء حزبه".
وكان جونسون صد مقدّم البرنامج أندرو مار أكثر من مرّة عندما سأله عمّا قام به حزب "المحافظين" المتربّع على السلطة "منذ عشرة أعوام" والذي فشل خلالها في تغيير قواعد إصدار الأحكام والعقوبات، قائلاً "يجب أن تعتذر من المشاهدين".
© The Independent