ما زالت أصداءُ تصريحات القائم بأعمال السفارة الإماراتية في دمشق، المستشار عبد الحكيم إبراهيم النعيمي تترددُ محلياً وعربياً في حفل استقبال أقامته سفارة بلاده في دمشق بمناسبة الذكرى الـ48 للعيد الوطني.
رسالة النعيمي
حديث النعيمي أنبأ عن إشارات عدّها مراقبون بالنوعية ومثّلت انعطافةً ثانية في تاريخ العلاقات بين البلدين إبان الحرب السورية عام 2011 بعد عودة المياه إلى مجاريها في 27 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي من باب الدبلوماسية خلال فتح أبواب السفارة.
وتمنيات القائم بالأعمال الإماراتي للسوريين أن ينعموا بالأمن والاستقرار بقيادة رئيس النظام السوري بشار الأسد قابلها السوريون في الداخل من الفريق الموالي للسلطة بكثير من الإيجابية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العرفان السوري
وعدت مصادر دبلوماسية مطلعة "أن آفاق تطور العلاقات بين البلدين ستكون واسعة وبكل المجالات، ولم تكتف المصادر من إبداء الشعور بإيجابية الرسائل الإماراتية، بل عدّت أن الانفتاح بين دمشق وأبوظبي سينعكس بالتالي على علاقات دمشق مع الدول المقاطعة لسوريا، خصوصاً بعد خروجها من الجامعة العربية في 26 مارس (آذار) 2013".
من جهته، دعا نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في كلمة ألقاها في هذه المناسبة، إلى التعاون العربي في مواجهة ما وصفها "بمخاطر تتعرض لها المنطقة"، مشيداً في الوقت ذاته بدولة الإمارات "لن تنسى سوريا أنها وقفت إلى جانبها في حربها على الإرهاب من خلال استقبال الإمارات السوريين حتى تنتهي الحرب على بلادهم".
التعاون لم يتوقف
وبينما يرى مراقبون بأنه يخطئ من يظن العلاقات السورية الإماراتية توقفت حتى في أقسى ظروف سنوات الحرب التي مرت بها البلاد، وحتى إن بدت أن أبواب السفارة الإمارتية مغلقة، إلا أن التعاون والتنسيق قائمان، وحتى الأمني، ولو كان في أضعف أحواله. أمرٌ يؤكده إعلان توقيف الإمارات للسوري مهند المصري، مواليد 1984عن طريق شرطة (الانتربول) الدولي، وتسليمه إلى دمشق، وهو إحدى شخصيتين متهمتين بتمويل الإرهاب، وصادرة بحقه مع شخص ثانٍ مذكرة توقيف غيابية.
وتعرب مصادر سياسية مطلعة، أن وقائع التطورات الدبلوماسية، ومنذ ديسمبر العام الماضي، في ذكرى افتتاح السفارة الإماراتية، كانت الآمال معقودة على جملة من التطورات التي كادت أن تحصل، لكنها بالنتيجة لم تفلح بسبب تطورات لم تفسر بعد منها "افتتاح سفارات عربية ومن أبرزها سفارة السعودية لكن الأمر تغير".
على خطى أبوظبي
وفاجأت دولة الإمارات الوسط الدولي في ديسمبر العام الماضي 2018 حين أعلنت عودة افتتاح سفارتها في العاصمة دمشق بعد سبع سنوات من التوقف، وقتها، عدّت الأوساط المتابعة، ومنها المعارضة السورية ذلك انقلاباً لموقف الإمارات الذي اصطف حينها مع تطلعات شعبية في تغيير نظام البلاد لكنها، في الحقيقة، وقفت بعدها محايدة ومراقبة للتطورات الحاصلة، حسب متابعين.
وتترقب الأوساط السياسية في بلد يمر بأصعب الأزمات المالية والاقتصادية التي عصفت به خصوصاً مع انهيار الليرة إلى أدنى مستوياتها في مواجهة القطع الأجنبي (800 ليرة سورية) مقابل الدولار الأميركي الواحد، تترقب انفتاحاً خارجياً كبيراً ينعش الأوضاع الاقتصادية ويكسر حدة الحصار.
إلى الخليج العربي
العيون السورية ما زالت تترقب فتح المزيد من أبواب السفارات ومد جسور التواصل بين الدول العربية بما فيها الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية لا سيما بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وترجح السياسة السورية، أن تقارباً لا بدّ أنه سيحصل مع الدول الخليجية، يعيد دفء العلاقات كما سابق عهدها، في حين يعيد السوريون السبب إلى الضغط الأميركي للانكفاء عن عودة هذه العلاقات مجدداً، إلا أن انسحاب واشنطن من شرق البلاد، عدا الآبار النفطية، وتلويحها بانحسار قواتها، وعدم الالتفات إلى الساحة السورية، يرى مراقبون أن ذلك سيترك تأثيراً إيجابياً على حلفائها من الدول العربية بعودة المياه إلى مجاريها.