"لعلّهم تلقّوا تدريبات مكثفة للتعامل مع المسافرين، فالمطارات واجهة الدول للزائرين"، هكذا دار بذهني في مطار الملك خالد بالرياض. فالشباب من الجنسين، سعودي الجنسية واللهجة والمظهر، والمعاملة مختلفة عن تلك التي كان يلاقيها المسافر قبل سنوات قليلة فقط.
في استقبال الفندق، شباب سعودي جميل من الجنسين بأشكالهم وأخلاقهم وملابسهم، كيف وصلوا إلى هذه الدرجة من المهنية العالية بالتعامل مع النزلاء؟
طاقات شبابية سعودية تفجرت لأنها أُعطيت فرصة، فُتحت أمامها أبواب إثبات الذات والمساهمة الفعالة في الإنتاج في مناحي الحياة كافة.
تجوب شوارع الرياض، فترى صورة لم يسبق أن شاهدتها من قبل. الأسواق في حركة نحلية لا تهدأ، والشوارع منضبطة المرور، مع ازدحام يتمنى من يعاني منه أن يخف بانتهاء مشاريع القطارات الداخلية، التي ستؤمن النقل الجماعي لمدينة هائلة الحجم والمكانة.
تعيش المملكة العربية السعودية هذه الأيام خصخصة لأكبر شركة نفط في العالم- أرامكو. المساهمة فيها، كأكبر عملية من نوعها، حديث المدينة، بل حديث المنطقة. ولا أبالغ إن قلتُ إنه يطغى على أحاديث أسواق المال والنفط والأسهم العالمية.
البلاد تتأهب لتنظيم ورئاسة مجموعة العشرين الاقتصادية في العام المقبل، وتعيش تغيرات ونهضة اقتصادية غير مسبوقة- هكذا تقول الأرقام.
ومن هنا، كان لا بد من المنتدى السعودي الأول للإعلام، الذي عُقد في الرياض يومي 2 و3 ديسمبر (كانون الأول) من هذا الأسبوع. آلاف المشاركين من كل مكان في العالم، جاؤوا إلى الرياض للمشاركة في هذا المنتدى الأول من نوعه في السعودية، المملكة التي انطلقت منها أهم وسائل الإعلام العربية: المرئية والمسموعة والمقروءة. وهي التي ينشد المُعلن ودّها ورضاها، إذ تستحوذ على حصة الأسد في السوق الإعلانية العربية، ومنها خرج أهم الكتّاب والإعلاميين العرب والخليجيين.
المنتدى الإعلامي كان ضرورة ليساير الإعلام هذا الكم الهائل من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والنهضوية التي تعيشها المملكة، وهي تغيرات حثيثة تسابق الزمن لتحقيق رؤية 2030.
من المحاور التي أُثيرت في هذا المنتدى، مسألة "تسويق" المملكة وما يجري فيها من وثبات سريعة وغير مسبوقة. فكان ثمة إجماع على أن المنتديات الإعلامية هذه كفيلة بنقل الصورة، "لا بد من أن تقترب الصورة من الأصل، فلا تستطيع اليوم أن تنقل صورة مغايرة تماماً للواقع، فقد ولّى عهد الاحتكار الإعلامي، وبفضل الثورة الرقمية، أصبح كل شيء معلوماً ومتاحاً"، هكذا كان بعض مشاركتي في المنتدى.
تساءل البعض: كيف سيكون مستقبل الإعلام السعودي: فكان الرد من وزير الإعلام السعودي –تركي الشبانة- مخاطباً الجمهور أثناء مشاركته "أنتم مستقبل الإعلام السعودي".
بدأ حفل تقديم جوائز المنتدى بغناء أوبرالي لمؤدية سعودية وأخرى أجنبية، فقال لي صديق صحافي عربي يجلس بجانبي "أقرص يدي، هل أنا في المملكة؟".
إيماءة: أهنئ الزميل عضوان الأحمري، رئيس تحرير "اندبندنت عربية"، على نيل جائزة المنتدى للعمل الصحافي السياسي. كان لقائي الأول مع الأحمري، ولعلّ هذا واحد من حسنات المنتدى الإعلامي السعودي وما أكثرها.