كان محظوظاً بعض الشيء في هدفه الأول، حيث مرت الكرة من تحت باولو غازانيغا قُرب القائم، لكن القوة والدقة وعدم القدرة على التنبؤ التي تمكن ماركوس راشفورد من توليدها من التسديدة تعني أنه يصنع حظه الخاص.
والثانية كانت ركلة جزاء، يعتقد جوزيه مورينيو أنه لا ينبغي احتسابها، لكن راشفورد فاز بها بذكاء، وحتى ذلك الحين كان يحتاج لتحويلها إلى هدف، وهو من أهدر اثنتين من ركلاته الخمس السابقة، لكنه الآن سجّل أربعا من آخر ست له.
وكان هناك بعض التوفيق في هدفي راشفورد الحائز على لقب مباراة مانشستر يونايتد مساء الأربعاء، لكن الهدفين جعلا اللاعب يصل للهدف 12 في آخر 13 مباراة له على مستوى النادي والمستوى الدولي، وهذا مستوى مميز لا يُمكن السؤال عنه.
وقال أولي غونار سولسكاير عن نجم المباراة "الفتى يبلغ من العمر 22 عاماً، ولعب اليوم كما لو كان يلعب في الفناء الخلفي أو في الحديقة أو في الملعب مع زملائه، لقد استمتع بنفسه".
في الدوري الإنجليزي الممتاز، يجد راشفورد نفسه متساوياً تهديفياً مع هدافي ليفربول ومانشستر سيتي، ساديو ماني وسيرخيو أغويرو، بتسعة أهداف. وبهدف واحد خلف بيير إميريك أوباميانغ لاعب أرسنال، وبهدفين فقط خلف تامي أبراهام لاعب تشيلسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويمتلك راشفورد مُعدلا مبهرا للتسديدات بمتوسط 3.3 تسديدة لكل 90 دقيقة، وهو أعلى من ماني وأوباميانغ وهاري كين وهدّاف البطولة جيمي فاردي، ويتفوق في مُعدلات الأهداف المُحتملة على كين ومحمد صلاح، إنه ينضج كواحد من النخبة في الخط الهجومي.
وتابع سولسكاير "يمكنك تحديد اللاعبين عن طريق انتظار حدوث الأشياء وتوقع حدوث الأشياء أو حدوث الأشياء، لقد جعل الأمور تحدث من خلال حركته، من خلال صنع القرار، كونه مباشرا وإيجابيا، إنه لأمر رائع أن نراه".
وعلى الرغم من أن سولسكاير قد اتخذ العديد من القرارات الخاطئة أو المشكوك فيها خلال فترة توليه المنصب في "أولد ترافورد"، فإن قراره إظهار الصبر والمثابرة مع راشفورد - الذي وجد نفسه أخيراً – كان أفضل قراراته، والآن هو بالفعل قرار يستحق الثناء.
وبعد كل شيء، لم يبدُ الأمر واضحاً تماماً لسلفه.
وكان مورينيو يُقدر دائماً أن راشفورد كان لاعباً موهوباً للغاية، لكنه شعر أنه يحتاج إلى وقت ومساحة وراحة حتى يتطور، وتم تضمينه دائماً في قوائم المباريات، وكثيراً ما كان يلعب كبديل، ولكنه لم يلعب كثيراً كلاعب أساسي.
وعلى سبيل المثال، بدأ راشفورد 17 مباراة فقط من أصل 38 في الموسم الثاني لمورينيو في يونايتد، وثلاثا من مبارياته الثمانية في دوري أبطال أوروبا، على الرغم من كونه لم يتعرض لإصابات.
وأنهى راشفورد 90 دقيقة في الدوري مرتين فقط قبل رحيل مورينيو في العام التالي، وقد لعب أساسياً في آخر مباراتين لمورينيو، وقال البرتغالي إن الادعاءات بأن راشفورد لم يكن يحصل على ما يكفي من الفرص كانت أكاذيب، لكن كان هناك نواة للحقيقة.
وعلى الرغم من أن مورينيو زعم مساء الأربعاء أنه يتفق مع سولسكاير على أن أفضل مكان لراشفورد هو اليسار، إلا أنه كان معتاداً على تحريكه حول هجوم يونايتد ذي الثلاثة محاور ونشره بانتظام باعتباره لاعب وسط تقليدي.
وغالباً ما كان سولسكاير يفعل الشيء نفسه، لكن هناك إدراكاً الآن بأن راشفورد أصبح أفضل حالا عندما وضع كجناح، مثلما يفعل غاريث ساوثغيت، واعترف راشفورد بنفس الأمر خلال جولة النادي قبل الموسم، ويبدو أن الرسالة وصلت إلى الإدارة.
وحتى مساء يوم الأربعاء، مع تهميش أنتوني مارسيال، أبقى سولسكاير راشفورد على الجناح ليُهاجم إلى الداخل ووضع واسون غرينوود بديلاً لمارسيال، الذي لعب مباراتين فقط كأساسي.
وبعد فترة وجيزة من صافرة النهاية، شارك أحد أعضاء الدائرة الداخلية لراشفورد صورة على إنستغرام لمورينيو ينظر إلى حشد "أولد ترافورد" في فزع مسرحي بعد أن أهدر مهاجمه الشاب فرصة واضحة أمام يونغ بويز العام الماضي.
وتلقى مورينيو الكثير من الانتقادات لرد الفعل هذا، الذي كان الكثير منه غير عادل، وقد كانت استجابة فورية للحظة شعور بالضعف، وهو نوع نراه من المديرين الفنيين في جميع أنحاء العالم كل أسبوع.
لكنه أشار أيضاً إلى عدم سعادة وعدم يقين أكثر بشأن راشفورد، والذي أثبت افتقاره للبدايات، لكن هذا تغير مع وصول سولسكير، الذي جعل راشفورد شخصية مركزية وجعل يونايتد يحصد الفوائد.
© The Independent