عكست الرسالة التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في العاصمة البرتغالية لشبونة، موقفاً تجمع عليه المؤسستان السياسية والأمنية في إسرائيل ويدعمه عسكريون، إذ أكد نتنياهو على ضرورة تكثيف الجهود الإسرائيلية والدولية لمواجهة إيران واستغلال الاحتجاجات التي تشهدها دول في الشرق الأوسط، وإيران بشكل خاص، لإضعاف النظام فيها، مهددا باستخدام كل الطرق المتوفرة لمنع أي وجود إيراني أو لحزب الله في سوريا، وقرب الحدود مع إسرائيل بشكل خاص. وكان نتنياهو، شدد قبل لقائه بومبيو، على أن المواضيع الثلاثة التي سيطرحها في اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي هي "إيران، إيران وإيران".
ويحرص نتنياهو كما يحرص القادة العسكريون والأمنيون على استغلال التظاهرات ضد إيران لتشديد الضغط عليها، معتبراً أن "التظاهرات في لبنان والعراق وإيران تشكل تربةً خصبة لإضعاف النظام الإيراني وبالتالي قدراته العسكرية والجهات الداعمة له في المنطقة، وفي مركزها حزب الله".
وكان نتنياهو أشار الى ثلاث مكالمات هاتفية أجراها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إحداها حول اخراج القوات الأميركية من سوريا، والثانية عن التظاهرات في كل من إيران، والعراق ولبنان. وقال نتنياهو "توجد الآن فرصة مهمة لإضعاف إيران. مقدراتها الاقتصادية بدأت تضعف في الوقت الذي تحاول فيه توسيع امبراطوريتها، كما تسمي ذلك. وهذا يخلق مشاكل سياسية ومشاكل سيطرة، في إيران ايضاً. أنا أجري باستمرار اتصالات مع الرئيس ترمب حول الموضوع، وأوصيت بممارسة الضغوط على إيران بشدة. كما تحدثت قبل اللقاء مع بومبيو عن التظاهرات في بغداد، بيروت وفي طهران. لا يوجد ما يدعونا إلى مساعدتهم بل ممارسة مزيد من الضغط. علينا أن نفهم بأننا في مفترق هام".
العراق بوابة الى سوريا
من جهة أخرى، حرصت الأجهزة الأمنية في إسرائيل على متابعة التطورات في المنطقة، في موازاة بحثها كيفية مواجهة استمرار التموضع الإيراني في سوريا. كما تضع إسرائيل على رأس قضاياها انعكاس الاحداث التي يشهدها العراق. وفي تقدير تل أبيب، فإن طهران تسعى جاهدة الى استغلال الوضع في العراق. وبحسب مسؤول أمني يُعتبر العراق "بوابة الهيمنة الايرانية في الهلال الخصيب، ولبنان هو القاعدة لحرب فتاكة ضد اسرائيل. في هذين المكانين الحرجين توجد معارضة محلية للرعاية الايرانية، إسرائيل وروسيا على حد سواء تمنعان إيران حالياً، من التموضع العسكري بشكل مكثف".
وأفاد المسؤول الأمني ذاته بأن "الإسرائيليون يعتبرون هذا الوضع بمثابة لعبة في مصلحتهم، لكنهم قلقون. من الصعب التصديق بأن إيران سترفع يديها. بل على العكس، ستعمل بوحشية في العراق كي تسيطر على البوابة لمواصلة تموضعها في سوريا".
دور روسيا حاسم
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في موازاة ذلك، خرج بحث لمعهد أبحاث الأمن القومي، باستنتاج مفاده أن "الوضعية الحالية في إيران تشكل فرصةً لا تُعوَض لإبعاد إيران والموالين لها من سوريا"، لكن قدرة إسرائيل على تنفيذ ذلك مشكوك فيها، بحسب مُعدة البحث بنينا شوكر، التي اعتبرت أن "ما طرحه وزير الأمن، نفتالي بينت، عن خطة إسرائيلية لإبعاد ايران عن الحدود الإسرائيلية، غير مضمونة التنفيذ، والسبيل الى ابعاد إيران عن سوريا يمر عبر الكرملين ومن الصعب تصور أن تختار إسرائيل الاحتكاك مباشرةً مع روسيا".
وأظهر البحث أن الردع الاسرائيلي آخذ في التآكل، وعليه تقترح الباحثة "السعي إلى ابطاء تعاظم قوة إيران قدر الإمكان من خلال استئناف الهجمات على مواقعها العسكرية في سوريا، والذي وإن كان لن يؤدي إلى القضاء على التواجد الايراني في سوريا، الا أن فيه ما يعرقله".
في الموازاة، يرى الإسرائيليون انه يتوجب استغلال الشراكة الأيديولوجية بين إسرائيل وإدارة ترمب حول السياسة الحازمة تجاه إيران، وعدم تأجيل ذلك "فمن غير المستبعد أن يصبح الوضع أكثر صعوبة بعد انتخابات 2020 لناحية الحصول على دعم أميركي للعمل". ويوصي البحث الإسرائيلي باتخاذ خطوات في لبنان وفي سوريا، "رغم الثمن الذي من شأنه أن يُجبى من إسرائيل، إثر اتخاذ خطوات كهذه هامة وضرورية، ولكن من الأفضل أن ندفعها الآن، لان ثمن التجلد يرتفع فقط".
جهاز الأمن يستعد للمواجهة
وأعلن جهاز الأمن الإسرائيلي صباح الجمعة، انه يستعد لأي تطور من ناحية إيران، بظل تقديرات تشير إلى احتمال أن تطلق إيران صواريخ موجهة أو طائرات من دون طيار مفخخة من العراق وسوريا واليمن باتجاه إسرائيل.
وادعى الجهاز أنه أجرى تجربة ناجحة على إطلاق نظام دفع صاروخي من قاعدة "بلماحيم" الإسرائيلية العسكرية (وسط). ونقل عن مسؤولين امنيين أن هذه التجربة تأتي على خلفية التوتر المتواصل بين إسرائيل وإيران وتبادل التهديدات بين الجانبين.