حذّر إدغار لونغو رئيس جمهوريّة زامبيا في جنوب القارة الإفريقيّة من أنّ شلالات فيكتوريا، التي تُصنّف واحدة من عجائب الدنيا الطبيعيّة في العالم، يمكن أن تجفّ يوماً ما في حال لم تُتخذ إجراءات عاجلة للتصدِّي لأزمة المناخ.
وقال إنّ الجفاف قلَّل منسوب مياه الشلالات إلى مستوياته الأدنى منذ 25 عاماً.
يُذكر أن الشلالات تقع على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي اللذان عانيا انقطاعاً في التيار الكهربائيّ لأنّهما يتّكئان بشدّة على الطاقة الكهرومائيّة التي توفرها محطات توليد الطاقة على سدّ كاريبا على نهر زامبيزي منبع الشلالات.
وعلى الرغم من أنّ الشلالات تمر بحالات شحّ في المياه من حين إلى آخر خلال مواسم الجفاف، قال مسؤولون إنّ العام الحالي شهد انخفاضاً غير مسبوق في مستويات المياه. وقد انخفض متوسط تدفّق المياه نحو الشلالات في العام الحالي 2019 قرابة 50% عن المستوى الطبيعي، وفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة البيئة والمناخ والسياحة في زيمبابوي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرئيس لونغو في مقابلة أجرتها معه قناة "سكاي نيوز" في لوساكا عاصمة زامبيا "هل نريد أن نخلِّف وراءنا زامبيا من دون شلالات فيكتوريا العظيمة؟. هل نريد أن نرحل عن إفريقيا والجيل المقبل وقد اختفت هذه الشلالات الرائعة؟ هل هذا ما نريده؟ ثمة ممارسات وإجراءات يمكننا اتخاذها الآن".
في سياق متصل، نشر الرئيس الزامبي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صوراً عبر "تويتر" تظهر فيها شلالات فيكتوريا وقد أصابها الجفاف ما عدا مياه قليلة تنساب من أعلى سطحها الصخريّ الجاف. غير أنّ الشلالات تشتهر بأنّها جدار من المياه المتساقطة، يصل عرضها إلى كيلومتر واحد، وتجذب مئات الآلاف من السياح سنوياً.
وأرفق الرئيس الصورة بتعليق جاء فيه "تمثّل هذه الصور لشلالات فيكتوريا تذكيراً صارخاً بالأضرار التي يلحقها تغيّر المناخ في بيئتنا وسبل عيشنا.. لا شكّ في أنّ البلدان النامية، ومن بينها زامبيا، تُعتبر الأكثر تضرّراً من تغيّر المناخ والأقل قدرة على تحمل تبعاته في الوقت نفسه".
ولكن خلافاً لكلام رئيس زامبيا، نفت هيئة السياحة في زيمبابوي في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنّ الشلالات تتعرّض لخطر الزوال، وسط مخاوف من أنّ الحديث عن الصعوبات التي تواجهها الشلالات قد يحمل السيّاح على صرف النظر عنها كوجهة سفر محتملة.
وقال بليسنغ مونيينيوا عضو مجلس إدارة الهيئة، في تعليقات نشرتها صحيفة "ذي كرونيكل"، إن "من الطبيعي أن يكون منسوب المياه منخفضاً في هذا الوقت من السنة، لكنّ الشلالات لن تجفّ أبداً خلال حياتنا. صحيح أنّنا لم نشهد المعدل المرتفع من المياه على عكس السنوات الماضية، لكن في الحقيقة الشلالات لم تجفّ".
في المقابل، قال إليشا مويو الباحث الرئيس المعنيّ بتغيّر المناخ في وزارة البيئة في البلاد، إنّ زوال الشلالات كان فعلاً "احتمالاً شديداً". وذكر الشهر الماضي في مقابلة مع برنامج "هارد توك" الذي تبثه "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، أنّ "احتمال جفاف الشلالات يبعث على القلق. ربما في سنة واحدة سنفقد الشلالات إلى الأبد، إذ لن تتوفّر أيّ مياه لها". وأضاف أنّ "جفاف الشلالات سيعني خسارة "ورقة السياحة الرابحة" في زيمبابوي، ولكنّه سيؤثر أيضاً في الحيوانات التي تعتمد على إمدادات المياه في نهر زامبيزي".
كذلك أضرّ الجفاف في الجنوب الأفريقي بالمحاصيل، ما ترك ملايين الناس يعانون نقصاً في الغذاء.
من جانبه، أوضح مثولي نكوبي وزير الماليّة في زيمبابوي في أكتوبر الماضي، أنّ معدل المياه في سدّ كاريبا منخفض جداً، و"نحن قريبون بشكل خطير من مستوى يتوجّب علينا عنده أن نوقف توليد الكهرباء". وأضاف أنّ نقص المياه والطاقة سيؤدِّيان إلى انكماش اقتصاد البلاد بنسبة 6.5 في المئة العام الحالي.
© The Independent