قال مصدر رفيع في وزارة الخارجية الفرنسية إن الاجتماع الذي يعقد الأربعاء 11-12-2019 في باريس لدعم لبنان يهدف إلى التعبير عن تضامن الأسرة الدولية مع لبنان في ظل الأزمة التي يجتازها وإلى القول للسلطات اللبنانية "ساعدونا لنتمكن من مساعدتكم".
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"اندبندنت عربية" أن الاجتماع يهدف إلى حض السلطات اللبنانية على خطوات تتيح استعادة ثقة اللبنانيين والأطراف الدولية، إذ إنه من غير الممكن المساعدة إلا إذا تم اتخاذ ما يلزم من إجراءات اقتصادية ومالية واجتماعية.
وأضاف أن فرنسا والأطراف الدولية تعلق أهمية قصوى على التزامات السلطات اللبنانية، وتريد أن تؤكد أنها في غير وارد المضي في تعويم لبنان اقتصادياً ومالياً بمعزل عن أي نتيجة أو جدوى.
وتابع أن الهدف هو تدارك انهيار البلاد والقول للبنانيين إن الأطراف الدولية ستكون إلى جانبهم لكن مساعداتها مشروطة بتشكيل حكومة فعالة وإقرار إصلاحات واضحة ومحددة.
ومضى يقول إنه من الملح ألا يراوح لبنان في الأزمة الحالية والحؤول دون أن تعمه الفوضى، ومن هذا المنطلق ينبغي التشديد على ضرورة تطبيق قرارات مؤتمر "سيدر" والمضي بكل ما من شأنه إصلاح الوضع الاقتصادي والمالي.
وأشار المصدر إلى أنه لا بد للبنان من أن يتخذ على المدى القصير قرارات لاستعادة الثقة من خلال استراتيجية شاملة لمكافحة الفساد وإصلاح القضاء واعتماد موازنة واقعية لعام 2020.
ولفت إلى أنه من غير المتوقع أن يسفر الاجتماع عن تعهدات بمساعدات مالية أو إنسانية وإنما سيسفر عن بيان يتضمن التعهدات الواضحة للطرف اللبناني والجهات الدولية، مؤكداً أن جدية التزام السلطات اللبنانية سيسمح لاحقاً بتعبئة المانحين المحتملين.
ومن المقرر أن يترأس الاجتماع الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا دولاتر على أن يختتمه وزير الخارجية جان إيف لودريان الذي كان صرح أن اجتماع باريس هو "لحض المسؤولين اللبنانيين على استيعاب خطورة الوضع "وأنه بمثابة دعوة قوية للسلطات اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة من أجل تنفيذ إصلاحات".
وينعقد الاجتماع على مستوى مدراء وزارات الخارجية وبمشاركة دول لم تؤكد جميعها حتى الساعة هذه المشاركة وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وإيطاليا وألمانيا، ومن الجانب العربي المملكة السعودية والإمارات العربية ومصر، إضافة إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات الدولية الكبرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويواكب الاجتماع تحرك دعت إليه مجموعات من الناشطين اللبنانيين الفرنسيين على مقربة من مقر وزارة الخارجية حيث يعقد الاجتماع للدعوة إلى الإحجام عن تقديم مساعدة "للنظام اللبناني الطائفي والفاسد"، ومطالبة المشاركين في الاجتماع بعدم مقابلة "ممثلين عن حكومة الفساد المستقيلة".
وعلق مصدر فرنسي على هذه الدعوة بالقول، إن مثل هذا الموقف يعني أن على العالم ترك لبنان في مواجهة خطر الانهيار، لافتاً إلى أن هؤلاء نفسهم قد يأخذون على فرنسا لاحقاً عدم اكتراثها لمصير لبنان.