في آخر محاولة تهدف لمنع فرض بريكست من دون اتفاق، بدأ منظمو حملة "استفتاء القول الفصل" بدعوة المرشحين في حزبي "الديمقراطيين الأحرار" و"العمال" المتنافسين على عشرين مقعدا أساسيا في الانتخابات العامة لإيقاف حملاتهم والإعلان عن أنهم سيصوتون لمنافسيهم المناصرين للبقاء في الاتحاد الأوروبي الذين لديهم حظوظ أفضل في منع بوريس جونسون من الحصول على الأغلبية في البرلمان القادم.
وجاء هذا النداء عشية صدور استطلاع جديد للرأي تشير نتائجه إلى أن هناك على الأقل منطقة انتخابية واحدة هي ستوكتون ساوث يمكن لبضعة آلاف صوت فيها مؤيدة لمرشح حزب الديمقراطيين الأحرار الذي يحتل الموقع الثالث، أن تُحدث الفرق بين فوز حزب العمال أو حزب المحافظين بالمقعد البرلماني لتلك المنطقة يوم الخميس.
ودعم هذا النداء النائب بيتر كايل أحد المنظمين البارزين لحملة استفتاء "القول الفصل" بشأن بريكست، الذي يحارب انتخابيا الآن للحفاظ على مقعده عن حزب العمال في منطقة "هوف"، لكنه حث أنصار حزبه أيضا في المناطق التي ليس فيها حظوظ لفوز حزب العمال أن يصوتوا لمرشحين معادين لبريكست من دون اتفاق إذا كانوا في وضع أفضل منهم لهزم المحافظين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاءت هذه البادرة بعد نداء نايجل فاراج لأنصار الخروج من الاتحاد الأوروبي التصويت تكتيكيا لصالح تنظيمه،"حزب بريكست"، لمنحه "رأس جسر" إلى البرلمان يتمكن من خلاله الضغط على المحافظين لتحقيق خروج "أكثر صرامة" من الاتحاد الأوروبي.
من جانبهم أصدر منظمو حملة "التصويت من أجل القول الفصل" قائمة تضم 15 مرشحا من حزب الديمقراطيين الأحرار وخمسة من حزب العمال، طلبوا فيها منهم "التنحي عن طريق" المنافسين الداعمين للاستفتاء، وحثوا أنصار هؤلاء المرشحين الضغط عليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإلغاء حملاتهم الانتخابية.
وإذا كان من المستحيل في هذه المرحلة المتأخرة من الحملة الانتخابية، إزالة أسماء المرشحين من بطاقة الاقتراع، أو إيقاف الناخبين عن وضع إشارة X بجانب أسمائهم، فإن منظمة "التصويت من أجل القول الفصل" تؤمن بأن الدعم العلني لهذا المرشح أو ذاك يمكن أن يكون كافيا للحصول على عدد كبير من مناصريه كي يتحولوا إلى مرشح آخر.
وأدرجت القائمة أسماء المناطق التي يستهدفها حزب الديمقراطيين الأحرار والمضمون فوزه بمقاعدها البرلمانية، إذا صوّت الناخبون المؤيدون لحزب العمال لصالحهم، وهذه هي تشيدل، وتشيلتمان ، وونشيستر، وساوث كامبردج شاير، وسانت ألبانز.
أما بالنسبة للمناطق الانتخابية التي أوصت المنظمة مرشحي حزب الديمقراطيين الأحرار أن يطلبوا من أنصارهم التصويت لصالح حزب العمال فقد شملت "تشينغفورد" و"ودفورد غرين" التي يمثلها في البرلمان إيان دنكان سميث، أحد الوجوه البارزة لبريكست، إذ يسود اعتقاد قوي بأن زعيم حزب المحافظين السابق في وضع ضعيف أمام مرشحة حزب العمال فائزة شاهين، ومنطقة باتني التي يأمل حزب العمال انتزاع مقعدها البرلماني من الوزيرة السابقة جستين غريننغ.
وفي منطقة ستكوتون ساوث، حثت المنظمة المناصرة لاستفتاء ثان على بريكست، برندان دفلين مرشح حزب الديمقراطيين الأحرار على دعم منافسه العمالي بول ويليامز أملا في مساعدته على الاحتفاط بمقعده الذي فاز به بهامش صغير لا يتجاوز 888 صوتا في انتخابات عام 2017 العامة.
وأشار استطلاع الرأي الذي نظمه مركز "سرفيشن" إلى أن المحافظ مات فيكرز الذي هو الآن في طريقه للفوز بمقعد عن شمال شرق إنجلترا، بهامش 46 في المائة إلى 43 في المائة للمرشح العمالي، حيث يحتل دفلين الموقع الرابع وراء مرشح حزب بريكست، بنسبة تأييد تصل إلى 3.4 في المائة فقط. ولكن استطلاع الرأي هذا يشير إلى أنه في حالة حث مرشح حزب الديمقراطيين الأحرار أنصاره لدعم الدكتور ويليامز فإن الأخير يمكن أن يفوز بالمقعد بنسبة 48 في المائة بينما سيحوز مرشح حزب المحافظين على 43 في المائة.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب الديمقراطيين الأحرار قد انسحب لصالح مرشحي حزبي الخضر و"بليد سيمرو" (الويلزي) كجزء من تحالف "الاتحاد للبقاء" (في الاتحاد الأوروبي)، وهو لم يطرح مرشحين ضد مؤيدَين للبقاء في الاتحاد الأوروبي من حزب المحافظين، وهما دومينيك غريف وآنا سوبري، لكن جو سوينسون زعيمة حزب الديمقراطيين الأحرار وقفت بشدة ضد أي اتفاق مع حزب العمال الذي يتزعمه جيريمي كوربِن.
وكان دفلين قد وافق عبر تغريدة له على موقع تويتر الشهر الماضي على أنه والدكتور ويليامز خياران للناخبين "المناصرين لأوروبا"، لكنه أصر لاحقا على العكس إذ قال: "أنا لم ولن أدعم أبدا حزب العمال... قيادة حزب العمال متطرفة، وغير كفؤة وتفقد الأصدقاء يوما بعد يوم".
أما الدكتور ويليامز فقال: "إذا طلب برندان دفلين من الناس أن يصوتوا لي بدلا من مرشح حزب الديمقراطيين هنا في ستوكتون ساوث فإن ذلك لن يكون لطيفا وفعلا مبدئيا فقط، بل هو أيضا سيمنعنا من العودة إلى نائب محافظ مرة أخرى. وإذا أعيد انتخابي فإني سأقاتل من أجل نظام انتخابي أكثر عدلا يجعل كل صوت محسوبا، بحيث لا يحدث هذا النوع من التسوية مرة أخرى".
وفي مكان آخر، حثت منظمة "التصويت من أجل القول الفصل" مرشحي حزب الديمقراطيين الأحرار على التنحي جانبا في مناطق انتخابية سبق لحزب العمال أن فاز فيها عام 2017 ، ويأمل تجنب خسارتها لصالح المحافظين.
وهذه المناطق تشمل كانتربري حيث انسحب مرشح الديمقراطيين الأحرار تيم ووكر لصالح مرشحة حزب العمال، روزي دفيلد، لكن جو سوينسون زعيمة حزب الديمقراطيين الأحرار فرضت مرشحا آخر.
وهذا ما دفع ووكر إلى القول مؤخرا: "أنا أتوسل لمرشحي الديمقراطيين الأحرار والعمال الذين مواقفهم مثل مواقفي أن ينظروا إلى ضمائرهم ويتخلوا عن حملتهم (ضد بعضهم البعض) سيئة السمعة... أنا أعرف العشرات الذين يعرفون أن ما يفعله هؤلاء المرشحون خاطئ. عليهم أن يعلنوا أنهم سيصوتون لمرشح عمالي أو ديمقراطي-حر يستطيع الفوز بالمقعد البرلماني – وأحث أنصارهم على القيام بنفس الشيء".
وأضاف ووكر: "أنا ألتمس منهم أن يكونوا هم أنفسهم رجالا ونساء، في وقت الحساب هذا، وأن يواجهوا الواقع قبل أن تفوتهم الفرصة".
أما المقاعد البرلمانية الأخرى التي حثت منظمة "التصويت من أجل القول الفصل" الديمقراطيين الأحرار للتنحي جانبا فهي وَيكفيلد، ووارنغتون ساوث، وويفر فايل، وسيجفيلد، وغاور، وإلثام، وبريستول نورث- ويست، وكرويدون سنترال، وأنفيلد ساوث غيت، وويرال ويست، ومنطقة ورْوِيك وليمنغتون- التي فاز حزب العمال بمقاعدها جميعا في انتخابات عام 2017 العامة، لكنها الآن مستهدفة من قبل المحافظين.
وقال كايل أحد الوجوه البرلمانية البارزة في المعركة الهادف إلى فرض استفتاء آخر، إن "هذه الانتخابات مختلفة عن غيرها تماما لذلك فنحن جميعا علينا التفكير بشكل مختلف لمنع الخروج القاسي من أوروبا والذي يتمناه بوريس جونسون... وإذا كنت مقتنعا بما يقوله قلبك من أن حزب العمال لا يستطيع الفوز في منطقتك ولكن يستطيع حزب آخر معادٍ لبريكست تحقيق ذلك، فعندئذٍ استخدم قيمك العمالية مرة واحدة فقط بطريقة مختلفة بمنح صوتك لمرشح "أوقفوا بوريس جونسون". فبلدنا لا يستطيع تحمل خمس سنوات أخرى من حكم المحافظين، لذلك علينا فعل الممكن لمنع بريكست (بلا اتفاق)".
من جانبه، قال روب كاستيل، مرشح الديمقراطيين الأحرار، الذي انسحب من منطقة بيكونسفيلد لمساعدة المدعي العام السابق المتمرد على حزب المحافظين، دومينيك غريف، كي يحافظ على مقعده إن "هذه الانتخابات هي أن تختار ما بين حصول بوريس جونسون على الأغلبية التي يحتاج إليها لفرض بريكست مدمر أو أن تختار تحالف يمثل الأكثرية يعمل لتحقيق استفتاء (القول الفصل)... فالمرشحون الذين يحتلون الموقع الثالث يغامرون بتعكير المياه على هذا الاختيار".
وفي مبادرة منفصلة أخرى، قام منظم الحملة المعادية لبريكست، فيمي أولول من منظمة "مستقبلنا اختيارنا"، بنشر قائمته التي تحدد أسماء المرشحين الذين يحتلون الموقع الثالث في استطلاعات الرأي والذين حسب رأيه يجب أن ينهوا حملاتهم الانتخابية للمساعدة على قطع الطريق على جونسون للفوز بأغلبية المقاعد البرلمانية.
وعلى الرغم من أن العديد من أسماء المرشحين في المرتبة الثالثة موجودون في قائمة ""التصويت من أجل القول الفصل" أيضا فإن منظمة "مستقبلنا اختيارنا" دعت مرشحي حزب العمال للتنحي جانبا في ليويس، ونورفولك نورث، وغيلفورد، ومنطقة كارشالتون ووالينغتون، وإيشر ووالتون، ووكينغهام، بينما دعت الديمقراطيين الأحرار إلى التنحي جانبا في هارو إيست، وبيشوب أوكلاند، وإيبسويتش، وبيدفورد، ومنطقة وركنغتون ولينكولن.
وفي هذا الصدد قال أولْوِل إن "أي شخص يحمل قيم حزب الديمقراطيين الأحرار سيكره نفسه إن هو سهَّل تحقق بريكست، وأي شخص يحمل قيم حزب العمال سيكره نفسه إن هو سمح للمحافظين بإيذاء أبناء الطبقة العاملة بتنفيذ بريكست من دون اتفاق... استمعوا فقط إلى ضمائركم".
© The Independent