عند التجول في أي بلدة أو مدينة في شهر ديسمبر الجاري، سوف ترى الناس ينكمشون على أنفسهم من البرد وينامون أمام أبواب المتاجر وعلى مقاعد الحدائق لعدم امتلاكهم أماكن الإقامة. لكن الناس لا يعيشون فقط في شوارعنا بأعداد أكبر، بل يموتون هناك أيضا على نحو مخجل، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى وفاة 726 مشرد خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 50 في المئة في خمس سنوات فقط.
لم يحدث هذا عن طريق الصدفة، تماما كما ليس من قبيل الصدفة أن كل حكومة محافظة تركت بلدنا في حالة تشرد أفدح. وتعد الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين يعيشون ويموتون في شوارعنا نتيجةً مباشرة للقرارات التي اتخذها وزراء محافظون، ومعظمهم بدعم من حزب الديمقراطيين الأحرار.
منذ عام 2010، قلٌص المحافظون الدعم لخدمات مكافحة التشرد على الصعيد المحلي بمقدار مليار جنيه استرليني، ما أدى إلى انخفاض عدد الأسرّة في دور الإقامة اليوم بحوالي 9000 سرير. كما قام المحافظون بخفض تمويل الإسكان الاجتماعي، ما أدى إلى انخفاض عدد المنازل التي تمولها الحكومة للإيجار الاجتماعي بنسبة 90 في المئة إلى أقل من 1000 منزل في العام الماضي. وقد قلّصوا أيضا معونات الإسكان إلى أقصى حد، ما أدى بحسب هيئة مراقبة الإنفاق الحكومية نفسها إلى ارتفاع معدل التشرد.
لمواجهة هذه الظاهرة، يقدم حزب العمال خطة لوضع حد لهذا الخزي الوطني، الذي لا يمكن تصوره في بريطانيا في عام 2020.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا الصدد، سوف نتعلم من أفضل ما فعلته آخر حكومة عمالية لإجلاء الناس من الشوارع، بما في ذلك تخصيص التمويل لمساعدة الأشخاص الذين يبيتون في العراء، وتشكيل فرقة عمل بقيادة رئيس الوزراء لإنقاذ الأرواح وضمان عدم مبيت أي شخص في شوارع بلادنا في غضون خمس سنوات.
ولإنقاذ الأرواح خلال شتاء هذ العام، سنوفر الدعم وملاجئ طوارئ جديدة في جميع المناطق. من غير المعقول أنه في بريطانيا القرن الحادي والعشرين، لا يوجد هناك مأوى يضمن الحماية من البرد الشتوي لأولئك الذين يجدون أنفسهم بلا مأوى؛ كما أنه في بعض أنحاء البلاد يوجد قليل أو لا شيء على الإطلاق من إقامات الطوارئ الضرورية عندما تنخفض درجات الحرارة. لذلك سنقوم بتعديل هذا الوضع من خلال تمويل طارئ بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني.
ولإعادة بناء الخدمات الأولية التي دُمرت على مدى 10 سنوات من حكم المحافظين، سننشئ صندوقاً جديداً لدور الإقامة لتوفير سكن جيد ومدعوم لانتشال الناس من الشوارع ومساعدتهم على إعادة بناء حياتهم. كما سنقوم بإنشاء صندوق لتحويل دور الإقامة الحالية إلى أماكن حيث يمكن للمشردين تغيير مسار حياتهم. وسيتم دعم هذا المخطط بتخصيص مليار جنيه استرليني لتعويض التمويل الذي تم قطعه عن خدمات التشرد المحلية منذ عام 2010 وعن فرق تقديم الدعم في الشوارع والموظفين الحيويين والدعم.
لكن في نهاية المطاف، لا يمكنك مساعدة المشردين من دون توفير المزيد من المنازل، لذلك سنخصص 8000 منزل للذين يبيتون في العراء لفترة طويلة. وستكون نصف هذه المنازل عبارة عن منازل "السكن أولاً"، وهي خطة رائدة لإيواء بعض من ينامون في الشوارع ونقلهم مباشرة إلى مساكن دائمة. ويستم تخصيص بقية المنازل للذين يخرجون من دور الإقامة وينامون في العراء، وذلك لوضع حد لطول حجز الأسرّة في أمكان يمكن استغلالها من قبل مشردين مستعدين لإعادة بناء حياتهم ولا يجدون أماكن إقامة في متناولهم.
وبهذه الخطة، لا يمكن أن يكون التناقض مع المحافظين أكثر وضوحا. إن بيانهم الانتخابي هو مسودة لأسلوب العمل المعتاد - لا يقدم فلساً جديدا من التمويل لقطاع الإسكان أو لمكافحة التشرد. إنهم لا يقدمون خطة للتغيير، ولا أمل لأولئك الأشد تصررا من أزمة الإسكان.
إن زيادة التشرد ليس مُحتماً على بلد محترم ومريح مثل بلدنا، ولا ينبغي أن يقبل أي ناخب في الاقتراع المقبل تبريرات المحافظين التي تجعل من التشرد المرتفع والمتزايد يبدو كطقس شتوي سيء، أي أنه مؤسف لكن خارج قدرتنا على إصلاحه. إننا، وفي حال فوزنا بحكومة عمالية في 12 ديسمبر، سنبدأ العمل في أول يوم لإنقاذ الأرواح وإنهاء المبيت في العراء إلى الأبد.
(النائب جون هيلي هو مرشح حزب العمال في وينتورث وديرن، وقد شغل منصب وزير الإسكان في حكومة الظل في عام 2016)
© The Independent