أفاد طلاب إحدى الجامعات [البريطانية] المرموقة أنّهم شهدوا ارتفاعاً في "العدائية" العنصرية في حرم الجامعة، بما في ذلك استخدام لغة هجومية في المحاضرات والندوات الدراسيّة، و"الإهانات" التي يطلقها أكاديميون وانتشار صور عنصرية في قاعات التدريس.
واعتبر ممثّلو الطلاب في جامعة "بريستول" أنّ هذه الحوادث التي حصلت خلال الأشهر القليلة الماضية تمثّل عوارض مشكلةٍ كبرى، داعين تلك المؤسسة إلى اتخاذ مزيد من التدابير في هذا الإطار.
ويأتي التحذير بعد صدور تقريرٍ عن هيئةٍ رقابية تُعنى بالمساواة انتقد الجامعات في المملكة المتحدة متهماً إياها "بتجاهل" التحرّش العنصري الذي يحصل بمعدّلاتٍ مرتفعة داخل كلياتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي رسالةٍ مفتوحة، عبّر مسؤولون في اتحاد الطلاب في جامعة بريستول عن قلقهم بشأن "عدم تحرّك" الجامعة بشأن ازدياد حالات الاعتداءات العنصرية في حرم الجامعة والصفوف وقاعات التدريس.
وحذّروا من أنّ الحوادث العنصرية "تحدث يومياً" في مجموعة راسل، ولا يعمل الطلاب في غالبية الأحيان على الإبلاغ عن تلك الحالات مخافة عدم حصولهم على دعم مناسب.
ويشير الاتحاد أنّه يتوجّب على الجامعة اتخاذ تدابير تأديبية بحقّ طاقم العمل والطلاب الذين "كرّسوا البيئة المعادية" ضدّ الطلاب ذوي البشرة السمراء والأقليات العرقية (تعرف تلك المجموعة باسم مختصر هو "بايم" Bame).
وجاء في بيانٍ صادر عن ممثّلي الطلاب أنّه "في جامعة بريستول تنتشر ثقافة عدم إبلاغ الطلاب عن حالاتٍ عنصرية لأنّهم غير واثقين بحصولهم على الدعم الذي يحتاجونه." وأضاف، "أخبرنا أحد الطلبة أنّه لم يودّ الإبلاغ عمّا تعرّض له لأنّ "شيئاً لن يحدث" لمعالجة المسألة".
يُذكر أنّه في أكتوبر (تشرين الأول)، نشرت "لجنة المساواة وحقوق الإنسان" نتائج تحقيقاتها المتعلّقة بالمضايقات العنصرية في الجامعات البريطانية. وصدر التقرير بعد سلسلةٍ من الحوادث العنصرية البارزة التي حصلت داخل حرم الجامعات البريطانية.
وتصدّرت تجارب الطلاب ذوي البشرة السوداء الواجهة كإطلاق الهتافات العنصرية في قاعات التدريس ورمي موزة على متخرّجٍ من ذوي البشرة السوداء.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة الاندبندنت إنّ عدد الحوادث العنصرية في الجامعات في أرجاء المملكة المتحدة ارتفع أكثر من 60% بين العامين 2015 و2017.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، صُبغت نافورة مياه قرب جامعة بريستول باللون الأحمر في إشارةٍ مباشرة إلى خطاب "أنهار الدم" الشهير الذي أطلقه عضو حزب المحافظين إينوك باول، انتقد فيه بشدّة الهجرة الجماعية.
وذكر متحدّث بإسم جامعة بريستول أنّه "لا مكانٍ للعنصرية في جامعتنا. نحن نعمل بشكلٍ فعّال مع اتحاد الطلاب لنعكس التزامنا بالاندماج التام والتنوّع والمساواة في كافة نواحي جامعتنا." وأضاف، "ندرك أنّه ما زال أمامنا كثير من العمل... نحن ملتزمون متابعة العمل بالمشاركة مع الطلاب وطاقم التدريس بشأن هذه المسائل المهمّة، وضمان أن يكون مجتمع جامعتنا مكاناً يشعر فيه الجميع بالأمان والترحاب والاحترام. إننا نحقق دوماً في قضايا تتعلّق بالعنصرية يجري إبلاغنا عنها، ونشجّع كل طالب أو فرد في طاقم العمل تعرّض لسلوك عنصري، أن يبلغنا عن ذلك وطلب الدعم، نحن نتعامل مع كافة الشكاوى بجديةٍ تامة ووعي كامل".
© The Independent