في إطار الثورة التكنولوجية التي يشهدها قطاع الاتصالات والمعلومات على مستوى العالم، تزحف الدول العربية والخليجية نحو تطوير هذا القطاع الذي أصبح رافداً مهما للناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأمس، أقرّ مجلس وزراء الاتصالات العرب المقترح المقدم من السعودية المتعلق بالإعلان العربي الرقمي المشترك، لبناء مجتمع عربي رقمي مزدھر ومستدام، وذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات خلال أعمال دورته الـ23 بالعاصمة السعودية "الرياض".
وأشار بيان إلى أن الإعلان يهدف إلى تعزيز المجتمعات الرقمية، وتحفيز مهارات شباب الوطن العربي، وخلق فرص تمكن الشباب من بناء اقتصاد رقمي. وتتضمن مبادئ الإعلان 5 بنود، تتمثل في "غایتنا اقتصاد رقمي، ومحركنا شبابنا، ووقودنا بیاناتنا، وابتكاراتنا إلھامنا، واتحادنا قوتنا".
آليات جديدة لتعزيز الأمن السيبراني
مجلس وزراء الاتصالات العرب أقر أيضاً تشكيل لجنة تنسيقية من الأمانات الفنية لمجالس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات والداخلية والعدل، والدول والمنظمات الراغبة في المشاركة لوضع آليات عمل مشتركة تخدم منظمة العمل العربي المشترك في مجال الأمن السيبراني.
كما اعتمد المقترح المصري لتشكيل فريق عمل عربي للذكاء الاصطناعي، والذي سيتولى بدوره مهام وضع استراتيجية عربية موحدة، وفقاً لبيان لوزارة الاتصالات المصرية. ومن المقرر أن يقوم عمل عربي للذكاء الاصطناعي، بتبني أطر تنظيمية ملائمة ومحفزة للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والخروج بوثيقة استرشادية للدول الأعضاء في المجلس حول الطرق المثلى لتوظيفها بما يخدم أهداف الدول العربية.
وناقش مجلس الوزراء العرب أهمية الدور الذي تلعبه السعودية انطلاقًا من موقعها القيادي ومركزها المحوري، وأبرز أعمال الدورة الماضية إضافة إلى عدد من البنود والمبادرات التي ستعمل عليها البلدان العربية في القطاع. كما تناول المجلس التحديات التي تواجه الاقتصاد الرقمي وكيفيّة تجاوزها وتحقيق الاستدامة لأجل النمو التقني.
الرياض عاصمة رقمية لعام 2020
كما قرر مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات اختيار العاصمة السعودية لتكون أول عاصمة عربية رقمية للعام 2020.
وأكد المجلس أن الاختيار جاء نتيجة الجهود المبذولة من السعودسة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، والتقدم الذي يشهده القطاع بها، والذي أدى إلى إرساء بنية رقمية ممكّنة وداعمة. وأشار إلى أن التحول الرقمي في السعودية أسهم في ارتفاع مشاركة قطاع الاتصالات في الناتج المحلي إلى ما نسبته 4 في المئة، حتى حقق قطاع الاتصالات السعودي تقدماً ملحوظاً في مؤشرات الريادة العالمية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير البيانات والأرقام الرسمية، إلى أن قطاع الاتصالات السعودي يأتي في المرتبة الـ13 عالمياً، كما أنه يعدّ السوق الأضخم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى صعيد التنافسية قفز ترتيب الرياض، حسب التقرير الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي، 16 مركزاً كأكثر الدول نمواً في المؤشرات الفرعية للتنافسية العالمية.
وفيما يتعلق بمجال نشر شبكات الجيل الخامس، تعد السعودية الثالثة عالمياً في نشر هذه التقنية بعد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إضافةً إلى تضاعف سرعات الإنترنت وصولاً لبلوغها 51.8 ميغابايت خلال العام الحالي، بنسبة نمو مقدارها 24.7% بالمقارنة مع النسبة التي كان عليها في العام الماضي، لتحتل بذلك المرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين.
مجتمع عالمي أكثر شمولاً
فيما كانت تقديرات الاتحاد الدولي للاتصالات، تشير إلى أن نسبة سكان العالم الذين يستخدمون الإنترنت ستبلغ 51.2%، أي ما يقرب من 3.9 مليار نسمة بنهاية العام 2018. وأوضح الاتحاد في تقريره أن التقديرات العالمية والإقليمية للاتحاد لعام 2018 هي مؤشر للخطوات الكبيرة التي يخطو بها العالم نحو بناء مجتمع عالمي للمعلومات أكثر شمولاً، لافتاً إلى أنه سيتم تجاوز النسبة المستهدفة لاستخدام الإنترنت التي هي 50/50 بنهاية العام 2018. وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو بناء مجتمع عالمي للمعلومات أكثر شمولاً. لكن مع ذلك، لا يزال عدد كبير من الناس في جميع أنحاء العالم ينتظرون جني ثمار الاقتصاد الرقمي.
وأكد التقرير ضرورة العمل على تشجيع المزيد من الاستثمار من القطاعين العام والخاص وتهيئة بيئة جيدة لاجتذاب الاستثمارات، مع أهمية دعم الابتكار في مجال التكنولوجيا وقطاع الأعمال، بحيث لا تترك الثورة الرقمية أيّ أحد محروماً من الإنترنت.
وذكر الاتحاد أن التقديرات الخاصة بعام 2018 تكشف عن استمرار وجود اتجاه تصاعدي عام في النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها، مشيراً إلى "استمرار تزايد النفاذ إلى شبكات الاتصالات، بخاصة فيما يتعلق بالتوصيلات المتنقلة. ومع ذلك، ينبغي أن تظل ميسورية التكاليف من أولوياتنا الرئيسة لكي يصبح الاقتصاد الرقمي واقعاً ملموساً للجميع".
قفزة كبيرة بين مستخدمي الإنترنت
وتفيد تقديرات الاتحاد بأن النمو البطيء والمستقر في البلدان المتقدمة أدى إلى زيادة نسبة السكان الذين يستخدمون الإنترنت من 51.3% خلال العام 2005 إلى 80.9% خلال العام 2018. وأما في البلدان النامية، فقد كان النمو أكثر اطراداً بكثير، وأدى إلى زيادة من 7.7% خلال العام 2005 إلى 45.3% بنهاية العام 2018.
ومن بين جميع مناطق الاتحاد، سُجل أعلى نمو في أفريقيا، حيث زادت نسبة السكان الذين يستخدمون الإنترنت من 2.1% خلال العام 2005 إلى 24.4% خلال العام 2018. وحسب التقديرات، فإن المناطق التي سجلت فيها أدنى معدلات النمو من حيث نسبة السكان الذين يستخدمون الإنترنت هي أوروبا بنسبة 79.6%، والأميركتان بنسبة 69.6%.
ويقدَّر أن نسبة السكان الذين يستخدمون الإنترنت تبلغ نحو 71.3% في منطقة كومنولث الدول المستقلة، و 54.7% في منطقة الدول العربية، و47% في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.