لقي ما لا يقلّ عن ثلاثة أشخاص حتفهم وتمّ اعتقال نحو 1200 فردٍ وسط احتجاجات على قانون جديد للجنسية أثار جدلاً في الهند. وقد تحدّى المتظاهرون حظراً للتجمع فرضته السلطات، وخرجوا إلى الشوارع في عددٍ من أكبر مدن البلاد، مع اندلاع موجة غضبٍ على القانون الذي يستثني المسلمين.
وقُتل شخصان في الاشتباكات مع الشرطة في مدينة مانغالور ولاية كارناتاكا الجنوبية، حيث أطلقت الشرطة طلقات تحذير واستخدمت غازاً مسيّلاً للدموع وهراوات لتفريق مجموعة كبيرة من المحتجّين. واشتبك المعترضون مع الشرطة في أجزاء من مدينة لاكناو، عاصمة ولاية أوتار براديش الشمالية، حيث قالت الشرطة إن شخصاً تُوفّي متأثّراً بجروحه نتيجة تعرّضه لطلق ناري من أحد المتظاهرين.
وأفادت السلطات أن المحتجّين أشعلوا النار في حافلة وألقوا الحجارة على الشرطة وألحقوا أضراراً ببعض مراكزها ومركباتها. وقامت قوى الأمن بالتراجع من خلال إقامة حواجز على الطرق وتعطيل خدمات الإنترنت والهاتف، بما في ذلك في أجزاء من نيودلهي العاصمة.
وشدّدت السلطات إجراءاتها المفروضة على المتظاهرين في ولاية آسام الحدودية الشمالية الشرقية، حيث بدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي، فارضةً حظر تجوّل في بعض أماكن الولاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُطبّق قانون الجنسية الجديد على الموجودين بشكل غير قانوني على الأراضي الهندية من هندوس ومسيحيّين وأقليات دينية أخرى مؤمّناً لهم الحماية، لكنه قد ينطوي على قبول بالاضطهاد الديني في كلٍّ من بنغلاديش وباكستان وأفغانستان ذات الأغلبية المسلمة، من خلال استبعاد مسلمي تلك الدول الموجودين في الهند من المطالبة بالجنسية.
وأثار التشريع غضباً ممّا اعتبره كثيرون اتّجاهاً لدى الحكومة نحو دفع البلاد كي تكون أقرب إلى دولة هندوسية. ويقول منتقدوه إن هذه هي أحدث محاولة تقوم بها حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي التي يقودها الهندوس، لتهميش قرابة 200 مليون مسلم في الهند، وانتهاك الدستور العلماني في البلاد. لكن رئيس الوزراء مودي دافع عن القانون معتبراً أنه مبادرة إنسانية.
وبدلاً من احتواء الانتفاضات، بدا أن حظر الاحتجاجات قد ساهم في انتشارها من ولاية أسام وبعض الجامعات والجيوب الإسلامية في العاصمة إلى جامعاتٍ ومدنٍ تمتدّ من الساحل إلى الساحل في شبه الجزيرة الهندية.
وتقول زويا حسن، الخبيرة في السياسة في نيودلهي: "أعتقد أن ما هو رائع، الفهم الواضح الذي أبداه الشباب في العشرينات من العمر للعبة التي تقوم على تقسيم الناس. فما يقولونه هو إنكم تقسّمون، ونحن سنتضاعف".
وقد وجدت بعض أحزاب المعارضة المنقسمة في البلاد قاعدةً مشتركة لاستنكار ما تقول إنها ردّة فعل رسمية قاسية على الاحتجاجات. وفي نيودلهي، كان يوغندرا ياداف، وهو ناشط سياسي معروف ورئيس حزب "سواراج الهند"، من بين الألف ومئتي محتجّ الذين تمّ اعتقالهم في "الحصن الأحمر" للمدينة والمنطقة التاريخية المحيطة بها. وقال آنيل كومار المتحدّث باسم الشرطة إن جميع المحتجّين قد أطلق سراحهم في وقت لاحق من يوم الخميس.
تقارير إضافية من وكالة أسوشيتد برس
© The Independent