تحدث المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي بصراحة بعد نشر تقرير المفتش العام الأسبوع الماضي الذي كشف أمورا ذات صلة بطرق الترصّد التي اتبعها المكتب خلال إجراء التحقيقات بشأن مساعدي ترمب في حملته الرئاسية السابقة.
وقال جيمس كومي إنه كان " مفرطاً بالثقة" بالإجراءات التي كان مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) يجريها، وذلك بعدما كشف التقرير عن وجود 17 "معلومة غير دقيقة وهفوات مهمة" في سلسلة من التطبيقات المستخدمة للتصريح بمراقبة كارتر بيج، مستشار ترمب للسياسات خلال انتخابات عام 2016.
ولم يجد التقرير "أدلة وثائقية أو شهادات تثبت وجود انحياز سياسي أو دافع غير مشروع أثّر في القرارات" التي اتُخذت في سياق التحقيق الذي أجراه الـ "أف بي آي".
ورداً على ما جاء في التقرير، قال كومي في برنامج "فوكس نيوز صَنداي" التلفزيوني " كنت مخطئا، كنت كمدير مفرطاً بالثقة بإجراءاتنا... إنه من المهم أن يكون رئيس (أي مؤسسة حكومية) خاضعا للمساءلة وشفافا".
وتجدر الإشارة إلى أن التقرير دحض الكثير من نظريات المؤامرة التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخصوص مكتب التحقيقات الفيدرالي وسلوكه خلال فترة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ابتداء من تجسس الحكومة على "برج ترمب" إلى تشغيل الـ "أف بي آي" أعضاء في حملته الانتخابية لكي يعملوا مخبرين ضده. لكنه في الوقت نفسه كشف عن ارتكاب مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل أخطاء خطيرة.
فقد كان لدى الطرفين معلومات مشوّهة عن كريستوفر ستيل، رجل الاستخبارات البريطاني السابق الذي كتب ملفا مثيرا للجدل زعم فيه وجود روابط بين الرئيس وروسيا.
وخلال برنامج "فوكس نيوز صنداي" ضغط مقدمه كريس والاس على كومي للتحدث عن عناصر الإدانة التي يشتمل عليها التقرير، فما كان من مدير الـ "أف بي آي" إلا أن قال إن المفتش العام الذي أعدّ التقرير "لم يستنتج أن هناك تجاوزا متعمدا من قبل العملاء الخاصين الاحترافيين هؤلاء". فردّ والاس موضحاً أن المفتش العام "يقول إنه لا يستطيع أن يقرر بشأن أمرين: إهمال جسيم أو تجاوز متعمد من قبل موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي".
غير أن مدير مكتب "أف بي آي" السابق استأنف دفاعه مؤكداً "أنا قرأت تقريره.. وهو يقول نحن لا نستنتج أن هناك تجاوزا متعمدا من قبل موظفي التحقيقات الفيدرالي".
وأضاف أن "المفتش لا يجد سلوكا متعمدا، لكن ذلك لا يجعله أقل أهمية، فأنت كمدير، يجب أن تكون مسؤولا عن هذا. أنا كنت مسؤولا عن هذا، ولو كنت لا أزال في منصبي... لاكتشفت كيف حدث هذا، وما إذا كان منهجيا".
© The Independent