أعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، عن تمديد مهلة الأيام الثلاثة التي حُددت لمقاتلي مدينة مصراتة للانسحاب من طرابلس وسرت، لثلاثة أيام أخرى.
تمديد المهلة
وأوضح المسماري في بيان القيادة العامة الاثنين 23 ديسمبر (كانون الأول)، أن "المهلة مُددت بعد تدخل عقلاء مدينة مصراتة الذين تواصلوا مع القيادة العامة طلباً تمديدها أسبوعاً، لإقناع المقاتلين بإلقاء السلاح وعدم مواجهة قوات الجيش في طرابلس".
وأعلن موافقة الجيش على تمديد المهلة لثلاثة أيام فقط تنتهي الأربعاء 25 ديسمبر، مؤكداً التزام القيادة بعدم التعرض للعناصر والمسلحين المغادرين طرابلس وسرت باتجاه مصراتة إلى حين انتهاء المهلة.
وقد شدد كذلك على أن القوات لن تتردد في إسقاط الطائرات التي تدخل الأسلحة إلى مطارات ليبيا، كاشفاً عن معلومات وصلت إلى القيادة العامة بقيام طائرة مدنية تحمل معدات عسكرية برحلة من إسطنبول إلى مطار مصراتة.
تقدمات عسكرية
وكان المسماري أعلن الجمعة الماضي أن "استهداف مصراتة سيتواصل يومياً من دون انقطاع وبشكل مكثف لم يسبق له مثيل، إذا لم تسحب مصراتة مقاتليها من طرابلس وسرت خلال ثلاثة أيام كحد أقصى، تنتهي مدتها مساء الأحد".
وحذر شركات النقل الجوي "التي تنقل الأسلحة والمعدات بطائراتها المدنية معتقدة أنها تحت حماية القوانين الدولية"، قائلاً إن "القوات الجوية لن تتردد في استهداف الطائرات المدنية التي تدخل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى مطارات ليبيا".
وقد حقق الجيش الليبي تقدمات عسكرية على محاور طرابلس كافة، واستهدف سلاح الجو الليبي تمركزات المقاتلين في عدد من مدن المنطقة الغربية بحوالى 50 غارة جوية، ومواقع عسكرية في مدينة مسلاتة، وقد اندلعت اشتباكات بين الجيش ومقاتلي "الوفاق" وسط المدينة، بعد تقدم الجيش خلال مطاردته المسلحين الذي هاجموا مدينة ترهونة الخميس الماضي.
إطلاق السفينة
قرار تمديد المهلة ترافق مع خبر الإفراج عن السفينة المحتجزة قبالة ساحل درنة وطاقمها الذي يضم أتراكاً، بحسب وسائل إعلام تركية.
وقال المسماري إنه لم يجر العثور على أسلحة في السفينة التي تحمل علم غرينادا، وكانت تنقل شحنة دقيق من مالطا إلى مدينة الإسكندرية المصرية.
ونقلت وكالة "أسوشياتد برس" عن المسماري قوله إن البحرية الليبية احتجزت السفينة "لأنها دخلت المياه الإقليمية الليبية من دون إذن مسبق".
حفتر إلى اليونان
وفي خضم هذه التطورات الميدانية ورداً على التصعيد التركي، كشف مصدر عسكري ليبي عن جولة مرتقبة يقوم بها قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى اليونان خلال الأيام المقبلة، لبحث الاتفاقيتين الموقعتين بين تركيا وحكومة "الوفاق" حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون العسكري.
ومن المفترض أن يلتقي حفتر عدداً من المسؤولين اليونانيين لبحث خيارات الرد بعدما هدّد الرئيس رجب طيب أردوغان، بتقديم المزيد من الدعم العسكري لحكومة فايز السراج في ليبيا، على الرغم من تصاعد الرفض الدولي للاتفاق البحري الأمني المُبرم بينهما.
الاتحاد الأوروبي
دبلوماسياً، اعتبر الاتحاد الأوروبي الاثنين، أن الحوار هو الطريق الوحيد لإيجاد حل سياسي على أساس خطة الأمم المتحدة في ليبيا، مؤكداً ألاّ حلَّ عسكرياً للأزمة الليبية.
و دعا في بيان الجهات الليبية إلى وقف الأعمال العسكرية كافة واستئناف الحوار السياسي، لافتاً إلى أن أعضاء المجموعة الدولية ملزمون باحترام قرار حظر الأسلحة.
كما شدد على أنه يدعم خطة الأمم المتحدة ومسار برلين لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، مضيفاً أنه "يجب التزام المشاركين في مؤتمر برلين بالعمل من أجل حل سياسي شامل يضمن مصالح الليبيين وسيادة ليبيا".