قبل أربعين سنة، في يوم التاسع عشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 1979، شهدت المملكة المتحدة العرض الافتتاحي لتحفة المخرج فرانسيس فورد كوبولا الرائعة حول "حرب فيتنام" المتجسدة في الملحمة السينمائية ’القيامة الآن - أوبكاليبس ناو’.
لقد كان أحد أكثر الأفلام التي انتظرها الجمهور على أحر من الجمر خلال ذلك العقد من الزمن - فهي رؤية مخرج ثلاثية ’العراب’ لذلك الجحيم الذي كانت أميركا متورطة به في حرب فيتنام، بناءً على رواية "قلب الظلام" للكاتب جوزيف كونراد.
جزء كبير من الضجة التي دارت حول ’القيامة الآن’ يرجع إلى مشاركة الممثل الأسطوري مارلون براندو في دور صغير ولكن محوري لأداء شخصية الكولونيل كيرتز صاحب القبعة الخضراء المميزة. خلال السنوات السبع التي أعقبت تعاونه مع كوبولا في دور دون كورليوني في فيلم العراب عام 1972 ، كان براندو قد شارك في ثلاثة أفلام فقط، ولكن الحقيقة هي أن عودة براندو مع فيلم مهم (يجمعه بكوبولا أيضاً) كان حدثاً بحد ذاته. في نهاية المطاف، كان برانود الممثل العظيم في عصره الذي أعاد تعريف فن التمثيل السينمائي عن طريق كسر كل القواعد التي كانت قبله - وذلك بعدما حقق ظهوراً كاسحاً على الشاشة الكبيرة في أوائل خمسينيات القرن العشرين. لقد كان الشخص الثائر على أيقونات الفن الذي تحول إلى أيقونة بحد ذاته، أول متمرد على سينما ما بعد الحرب، ومع ذلك، فإن الطبيعة المتمردة لبراندو - التي شكّلت الكثير من أدواره - وخيبة أمله في الأعمال السينمائية، جعلتاه في نهاية المطاف مستاءً من التمثيل ومن هوليوود.
لقد قيل الكثير عن توكيد أنه بدد موهبته مقابل الحصول على دخل سهل، وصحيح أن أسطورته تتمثل في قائمة أفلام محدودة بشكل مدهش. مع ذلك، وكما قال مارتن سكورسيزي: "هناك [سينما] ما قبل براندو و ما بعد براندو"، وبالتالي، فقد ترك وراءه حفنة من أعظم الأعمال السينمائية على الإطلاق والتي أثرت على أجيال من الممثلين. فيما يلي نلقي نظرة على 10 من الأداءات المميزة لبراندو.
10- " أي ستريتكار كولد ديزاير" A Streetcar Called Desire للمخرج إليا قازان 1951
في عام 1947، عندما كان براندو في سن الثالثة والعشرين من العمر فقط، كان صغيراً للغاية عندما لعب دور ستانلي كوالسكي الحيواني في العرض الأصلي الذي قدم على مسارح برودواي لعمل تينيسي ويليامز، ومع ذلك، تسبب أداؤه الثاقب في ضجة كبيرة وسرعان ما بدأت هوليوود بالاتصال به. لقد ترك انطباعاً فورياً في دوره الأول كخبير حربي مشلول في فيلم ’الرجال - ذا مين’ الجدير بالاهتمام الذي أخرجه فريد زينيمان عام 1950 ، وعندما بدأت اختبارات الأداء لاختيار ممثلين للنسخة السينمائية لمسرحية ’عربة اسمها الرغبة’ - مع المخرج إيليا كازان، الذي وجّه براندو في المعالجة المسرحية للعمل كمخرج أيضاً - كان براندو هو الاختيار الواضح لأداء دور كان مرغوباً بشدة بالنسبة للعديد من الممثلين الشباب الذكور الذين ينتمون إلى فئة معينة في هوليوود.
نبدأ هنا رحلة براندو نحو التحول إلى أيقونة ثقافية مع أداء تسبب في وضع معايير جديدة للواقعية في صناعة الأفلام، حيث كان ينقل أسلوبه في التمثيل المنهجي (المستقى من ستيلا أدلر الشهيرة) إلى الشاشة الكبيرة. فقد منح أداء براندو الحادّ والكئيب طابعاً إنسانياً لشخصية كوالسكي - من يستطيع نسيان ذلك المشهد في الشارع، عندما كان يتوسل إلى زوجته كي تأتي إليه، صارخاً "يا ستيلا!" إلى أن استسلمت بعدما فشلت في المقاومة. ومثلما جعل كلارك غيبل الرجال يتخلون عن القميص الداخلي في ثلاثينيات القرن العشرين، بعدما كشف أنه لم يرتد قميصاً في فيلم "حدث ذلك في ليلة واحدة - إت هابيند ون نايت"، أثّر براندو على الموضة الرجالية - عندما جعل القميص القطني ’تي شيرت’ عنصراً أساسياً في الأزياء - حتى لو كان ممزقاً أو مبللاً بالعرق. حصل جميع الممثلين الرئيسيين المشاركين في ’عربة اسمها الرغبة’ على أوسكار أفضل ممثل/ممثلة (فيفيان لي، كارل مالدن، و كيم هانتر)، ما عدا براندو الذي خسر أمام همفري بوغارت، الذي كان خياراً مؤثراً في فيلم ’الملكة الأفريقية - ذا أفريكان كوين".
9. "يوليوس قيصر" للمخرج جوزيف إل مانكويتز 1953
بعدما كان براندو مرة أخرى قاب قوسين أو أدنى من نيل أوسكار أفضل ممثل عن أدائه في فيلم ’فيفا زاباتا!’ في العام السابق، كان اختياره مفاجئاً لأداء دور مارك أنتوني في هذه النسخة السينمائية الفخمة من مسرحية شكسبير الشهيرة. كان هناك شعور بأن براندو قد يلعب دور ثائر مكسيكي أو ساكن البيت الوحشي، لكن هل كان بإمكانه أن يجذب المشاهدين في دور النبيل رومان في حكاية شكسبير؟ أثبت براندو بسرعة أنه قادر على ذلك - رغم وجوده ضمن مجموعة من المواهب من العيار الثقيل متمثلة بجون غيلغود في دور كاسيوس وجيمس ميسن في دور بروتوس - كان أسلوبه ووقاره أبعد ما يكون عن ذلك الغضب الكامن في شخصية كوالسكي. وحصل على ترشيحه لأوسكار أفضل ممثل للمرة الثالثة، لكنه خسر مجدداً، هذه المرة أمام ويليام هولدن عن فيلم ’المعسكر 17 - ستالاغ 17’.
8. البربري "ذا وايلد و" للمخرج لازلو بينيدك عام 1953
عزز براندو مكانته كأيقونة في عالم الموضة، وجعل سراويل الجينز والسترات الجلدية وسوالف الشعر الطويلة شائعة - في دور جوني سترابلر، زعيم عصابة من سائقي الدراجات النارية تقوم بترويع مدينة صغيرة في كاليفورنيا - في فيلم راكبي الدراجات الأصلي. ولّد فيلم ’البربري’ الكثير من الدعاية السلبية، وتم حظره في المملكة المتحدة لمدة 14 عاماً، وعندما تمكن أخيراً من الظهور في دور السينما البريطانية عام 1968 ، حصل الفيلم على تقيم رقابي يحظر عرضه في الأماكن العامة. عندما تشاهدون العمل الآن، قد تتساءلون عن سبب كل تلك الضجة، لكن في عام 1953 ، وبسبب تصويره العنيف لجيل ما بعد الحرب الساخط، كان العمل مثيراً وسابقاً لزمانه بكثير. وظّف براندو شخصيته المتمردة في هذا الدور، وكانت الدراجة النارية التي استخدمها في الفيلم هي في الواقع دراجته من نوع ’تريامف ثندربيرد 6 تي’. ساعد أداؤه على تأكيد مكانته كتجسيد للرجل الظريف، بما في ذلك جملته الشهيرة ’ماذا لديك؟’، في رده عندما سئل عن الشيء الذي كان يتمرد عليه.
7- "على الواجهة البحرية" للمخرج إيليا كازان عام 1954
كان المخرج كازان "شاهداً ودياً" في عام 1952، حيث قام بتسمية أسماء إلى لجنة الأنشطة غير الأميركية التابعة لمجلس النواب أثناء عمليات التصيد الشيوعية، وكان يُنظر إلى فيلم "الواجهة البحرية" على أنه تبريره لفعلته تلك. فاز العمل بثمانية جوائز أوسكار وحصّن براندو مكانته كممثل عظيم في وقته من خلال أداء لا يزال حتى الآن واحداً من أعظم الأداءات على الشاشة - في دور تيري مالوي الملاكم المهزوم وحمّال بضائع بحري في نيويورك، الذي يبحث عن الخلاص من خلال شهادته ضد زعماء الاتحاد الفاسدين . ذلك المشهد الذي يجمع براندو ورود شتيغر في المقعد الخلفي لسيارة أجرة، الذي ارتجله الممثلان إلى حد كبير، مشهور في تاريخ السينما وقد تم تكراره و السخرية منه عدداً لا نهاية له من المرات.
تماشياً مع أسلوبه، قام براندو ببحث دوره من خلال اللقاء بعمال المراسي في نيويورك والملاكمين المحترفين رافعاً معيار أدائه التمثيلي إلى حد أعلى مما كان عليه من قبل، وفي النهاية فاز بأوسكار أفضل ممثل. لا يزال فيلم ’على الواجهة البحرية’ أحد كلاسيكيات السينما الأميركية ويمثل نهاية واحد من أعظم التعاونات السينمائية بين ممثل ومخرج ، والذي أفرز ثلاثة أفلام فقط. ابتكر براندو أسطورة - وشكلاً جديداً من أشكال التمثيل - وعلى الرغم من أن نجاحه سيستمر طوال خمسينيات القرن الماضي، إلى حين أدائه دور ضابط ألماني في فيلم ’الأسود الشابة - ذا يونغ لاينز’ عام 1958 ، إلا أن بعض النقاد علقوا أن براندو لم يكن الممثل نفسه تماماً بعد فيلم ’على الواجهة البحرية’.
6. "جاك ذو العين الواحدة - ون آيد جاك" من إخراج مارلون براندو عام 1961
تخاصم براندو مع ستانلي كوبريك الذي كان من المقرر أن يخرج العمل، لذلك تولى النجم الفيلم الوحيد الذي سيخرجه على الإطلاق، والمبني على أسطورة المتمرد ’بيلي ذا كيد’. تقول الرواية إن كوبريك، الذي كان يجد صعوبة في فهم قصة العمل جيداً، سأل براندو ، "عن ماذا تدور الحكاية؟"، فأجابه براندو: "إنها تدور حول 350 ألف دولار التي أنفقتها لغاية الآن"، مما يوحي بخبث براندو وموقفه الرافض لصناعة الأفلام. أصبح ’جاك ذو العين الواحدة’ مشهوراً بفضل التجاوزات التي قام بها براندو، حيث صور على شريط بطول مليون قدم لم يسمع به من قبل، كما تجاوز التصوير الموعد المحدد بعدة أشهر.
كانت مدة النسخة الأصلية التي صورها براندو خمس ساعات تقريباً، على كل حال، سرعان ما سئم من عملية المونتاج وتولت شركة باراماونت استوديوز المهمة. لكن براندو كممثل، قدم واحداً من أكثر أداءاته الجذابة، مليئاً بلحظات صمت طويلة وغضب عارم. لا يزال ’جاك ذو العين الواحدة’ تحفة رائعة وناقصة، بفضل مواقع تصويره الرائعة في مدينة مونتيري وشاطئ بيغ سور في كاليفورنيا، وهي أحد أجمل المواقع على الإطلاق التي صُورت فيها أفلام الويسترن. ويظل المشاهد يتساءل عن مدى نجاح براندو كمخرج إذا ما كان أكثر انضباطاً وأقل ميلاً إلى الملل.
5. العراب "ذا غد فاذر" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا عام 1972
أتبع براندو فيلم ’جاك ذو العين الواحدة’ بأداء متكلف وباذخ لشخصية القبطان فليتشر كريستيان في فيلم ’تمرد على السفينة باونتي - ميوتني أون ذا باونتي’ عام 1962. في هذه المرحلة من حياته المهنية بدأ كرهه لصناعة الأفلام وراحت مطالبه وسلوكه الفظيع في مواقع التصوير تتصاعد، مما أدى إلى تأخيرات مكلفة مادياً. كان ’التمرد على السفينة باونتي’ كارثة بالنسبة لشباك التذاكر يتحمل براندو معظم اللوم فيها. لكن الإرث الحقيقي الوحيد للفيلم هو أنه أشعل علاقة حبه مع تاهيتي - حيث تم تصوير معظم الفيلم - والذي استمر لبقية حياته. بعد هذا الإخفاق، على كل حال، ومع التغيرات الجذرية في حياته المهنية في ستينيات القرن الماضي، كانت مسيرة براندو المهنية على المحك، ومع بزوغ فجر عقد السبعينيات، كان يعتبر شبه عاطل عن العمل.
في الواقع، انخفضت أسهم براندو في هوليوود إلى درجة أنه اضطر إلى إجراء اختبار أداء من أجل دور رجل المافيا المتقدم في السن دون فيتو كورليوني في النسخة السينمائية من رواية ماريو بوزو، العراب. ما تبقى، هو جزء من التاريخ، حيث برز براندو من خلوته مع أداء مذهل في ملحمة العصابات المثالية، التي نال عنها أوسكار أفضل ممثل للمرة الثانية. بكل الأحوال، ما تلا ذلك كان لفتة بدت عظيمة لكنها كانت مدمرة للذات من براندو عندما أرسل الممثل والناشط ساشين ليتلفيذر من سكان أميركا الأصليين ليرفض الجائزة نيابة عنه احتجاجاً على الطريقة التي تعامل بها صناعة السينما السكان الأصليين. لم تغفر هوليوود لبراندو ذلك أبداً، لكن في هذه المرحلة من حياته لم يكن يهتم كثيراً بالطريقة التي يُنظر إليه بها أو كيف كانت تراه تلك الصناعة التي كبر كرهه لها.
4. "التانغو الأخير في باريس - ذا لاست تانغو إن باريس" للمخرج برناردو بيرتولوتشي عام 1972
أكمل براندو عودة فنية رائعة مع فيلمه التالي، وهو مشروع سينما مستقلة مثير للجدل للغاية يقدم تصويراً جنسياً فاضحاً لعب فيه دور بول، وهو أرمل تائه في منتصف العمر يعيش في باريس - بعد انتحار زوجته المأساوي، وينطلق في علاقة مدمرة مع امرأة شابة. كان هذا بالفعل هو براندو الذي يعود بالزمن إلى أدواره السينمائية الأولى المكثفة، باحثاً في أعماق نفسه كي يقدم أداء مليئاً بالألم والغضب وبُغض الذات. المشهد المؤثر والعاطفي بشكل كبير الذي يواجه فيه بول جسد زوجته، ضمن موجة من الحزن والتجريم، ربما يكون أعظم مثال على عبقرية براندو كممثل. لكن براندو تعهد أنه لن يدمر نفسه عاطفياً مرة أخرى من أجل صناعة فيلم. والتزم بتعهده.
3- "القيامة الآن - أبوكاليبس ناو" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا عام 1979
مع مرور عقد السبعينيات، نما استياء براندو من هوليوود والأعمال السينمائية في الوقت الذي بدأت نظرته إلى التمثيل كطريقة كسب عيش غير هادفة ومهينة تتعاظم. لكن لم يمنعه هذا من طلب مبالغ هائلة وحصوله عليها في معظم الحالات.
حصل براندو على مبلغ 4 ملايين دولارعن دوره في سوبرمان عام 1978 الذي استغرق تصويره أسبوعين فقط ويظهر فيه لمدة عشر دقائق لا غير على الشاشة، وعندما وافق على المشاركة مرة أخرى مع كوبولا مخرج العراب - للعب دور الكولونيل كيرتز في القيامة الآن، وهو جندي نموذجي سابق تحول إلى إعلان نفسه كإله في غابات كمبوديا - كان دخل براندو مليون دولار في الأسبوع. بدأت تصوير تحفة كوبولا التي تدور حول حرب فيتنام ضمن التقاليد السينمائية، ولاسيما مشاركة براندو فيه.
عندما حضر التصوير كان أصلع ووزنه زائد بشكل كبير، وغير قادر - أو غير راغب - الآن في حفظ حواراته أو حتى قراءتها من البطاقات المعتادة المصممة خصيصاً له. لذلك، قام بشكل أو بآخر باختراع حواراته، أثناء قراءته نصوص تي إس إليوت وكونارد، وهذا مجرد مثال واحد على التصوير الفوضوي للمشاهد. بالنسبة لجزء كبير من الفيلم، يعد حضور كيرتز غير مرئي تقريباً - لكن يتم الحديث عنه كثيراً - ومع ذلك فإن مجرد وجود الممثل يقدم للفيلم إضافة لا تقدر بثمن. حتى مع تصوير معظم مشاهد براندو في الظل، كان ما يزال هناك شيء سحري لا ينسى في أدائه. من المستحيل تخيل ’القيامة الآن’ بدونه.
2- ’المبتدئ - ذا فريشمان’ للمخرج أندرو بيرغمان عام 1990
كان براندو قد أعلن اعتزاله التمثيل في عام 1980 لكنه واصل تقديم الأفلام، وكان معظمها أعمالاً محبطة لم تحظ بشهرة إلا بسبب المبالغ الهائلة التي تقاضاها عن ظهوره فيها. وكان حينها قد توقف منذ فترة طويلة عن محاولة حفظ حواراته وراح يقرؤها من بطاقات ملصقة في كل مكان في موقع التصوير. ومع ذلك، كانت هناك لمحات متقطعة من سحره القديم، كما في أدائه عام 1983 في فيلم ’موسم جفاف أبيض’ الذي يدور حول مناهضة الفصل العنصري، الذي منحه ترشيحه الثامن والأخير لجائزة الأوسكار، بالإضافة إلى تلك الكوميديا البراقة التي أدى بها دور دون كورليوني في العراب. لم يكن براندو مرتاحاً دائماً في أداء الكوميديا ، لكنه مضحك للغاية هنا وتوجد كيمياء رائعة على الشاشة بينه وبين النجم الشاب الذي يشاركه البطولة ماثيو بروديريك. ويمكنكم إضافة المشهد الذي أداه براندو بشكل رائع على الزلاجات الجليدية إلى قائمة مشاهده السينمائية التي لا تنسى.
1. ’النتيجة - ذا سكور’ للمخرج فرانك أوز عام 2001
كان من الملاحظ أن آخر دور سينمائي لبراندو، هو المرة الوحيدة التي ظهر فيها في الوقت نفسه إلى جانب روبرت دينيرو، الذي كان يتنافس في فترة ما على لقب ’براندو الجديد’.
إن المشهدين اللذين تظهر فيهما شخصية’دون كورليوني’ كافيان لجعلكم تشاهدون الفيلم، ومما يزيد في رصيد العمل أن جيلاً ثالثاً من المواهب التمثيلية العظيمة متجسداً في إدوارد نورتون قد انضم إلى براندو و دي نيرو، مما يجعل ’النتيجة’ فيلم سرقة تشويقياً قوياً. كان بالتأكيد أفضل بكثير من الأعمال الأخرى التي قدمها بعد ’ المبتدِئ - ذا فريشمان’، واستحق براندو الثناء الذي تلقاه لأدائه المتميز في دور ماكس، الذي كان المحرك والفاعل وراء الأداء النهائي الكبير الاحترافي لروبرت دينيرو في دور المجرم. بكل المقاييس، كان سلوك براندو أثناء التصوير صعباً كما كان في أي وقت مضى ، لكن هذا هو براندو، المتمرد حتى النهاية.
© The Independent