تبادلت القوات الأوكرانية عددا من الأسرى مع الانفصاليين الموالين لروسيا في محاولة لإنهاء النزاع المستمر منذ خمس سنوات. وجرى التبادل في نقطة تفتيش قريبة من بلدة هورليفكا الصناعية في إقليم دونَتْسك.
وانطلقت العملية حين هبط عدد من الرجال والنساء الأوكرانيين ممن ارتدوا ملابس مدنية من حافلة جلبتهم بها القوات الانفصالية إلى مكان اللقاء، ثم اقتيدوا إلى خيمة قريبة.
وحسب الأرقام التي أعلن عنها مسؤولون من جمهوريتي دونتسك ولوهانسك الشعبيتين، وهما الحكومتان الانفصاليتان في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون، فإن أوكرانيا سلمت أكثر من 124 معتقلا لديها بينما أطلق الانفصاليون سراح 76 شخصا.
وأكد مكتب رئيس الجمهورية الأوكراني أن 76 محتجزا مواليا للحكومة الأوكرانية قد عادوا إلى ديارهم، وجاء في بيان له أن أولئك الذين أطلق سراحهم "في أمان ويقيمون في منطقة تقع تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية".
وعلى الرغم من أن العملية ستساعد على بناء الثقة بين الجانبين المتنازعين اللذين يخوضان مفاوضات حول كيفية تطبيق اتفاق السلام لعام 2014 ، فإن الخلافات الرئيسة تبقى قائمة، والتوصل إلى تطبيع كامل هو مجرد احتمال ضعيف.
وفي هذا السياق كتب دميتري ترينن، رئيس مركز كارنيغي بموسكو والعقيد السابق في الجيش الروسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً إن " تبادل السجناء اليوم في # دونباس سيريح الأشخاص المعنيين وعائلاتهم، لكنه لن يجعل الحل السلمي أقرب مما مضى.. تبقى الشروط بمثابة اللعنة في كييف، وهذا لن يتغير، ومن المرجح بقوة أن النزاع سيُجمد بدلاً من أن يجد طريقه إلى الحل ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتجدر الإشارة إلى أن قوات كييف تقاتل الانفصاليين في إقليم دونباس منذ عام 2014، في نزاع أسفر عن سقوط ما يزيد على 13 ألف ضحية. وما زال هناك قتال متقطع على الرغم من اتفاق الهدنة الموقع بين الطرفين.
وكانت العلاقات بين أوكرانيا وروسيا قد انهارت بعد سيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم عام 2014، ودعمها لاحقاً للانفصاليين في شرقي أوكرانيا.
وكان آخر تبادل للسجناء بين المتمردين الانفصاليين والقوات الأوكرانية قد جرى في ديسمبر (كانون الأول)2017، حين تمت مقايضة 233 متمردا بـ 73 أوكرانيا.
وانتعشت الآمال بقرب التوصل إلى حل يضع حداً للقتال منذ انتخاب فلوديمير زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا، لأنه أكثر استعدادا للتفاوض مع روسيا لإنهاء الحرب.
مع ذلك فإن آفاق تحقيق السلام تظل غير مؤكدة بسبب وجود علامات استفهام حول السماح بإجراء انتخابات محلية تسمح للمناطق المتمردة بحكم ذاتي أوسع، وحول قدرة أوكرانيا على استعادة السيطرة على حدودها مع روسيا في المناطق التي يبسط المتمردون سيطرتهم عليها.
(تضمن هذا التقرير مادة إضافية من وكالات الأنباء)
© The Independent