أعلن مدراء مدارس رسمية أنّهم منفتحون على قبول هبةٍ تبلغ 1,2 مليون جنيهاً استرلينياً (1,5 مليون دولار) بعد أن رفضتها مدرستان خاصتان نخبويّتان. ومن شأن المنحة أن تمنح كمساعدة للطلاب البريطانيين المعوزين من ذوي البشرة البيضاء!
وبحسب صحيفة "تايمز"، رفضت مدرستا "دولويتش" و"وينشستر" منحاً مدرسية للطلاب المعوزين من ذوي البشرة البيضاء، تقدّم بها صانع الأعمال الخيرية السير براين ثوايتس وسط مخاوف من أنّها ستعزّز التمييز العنصري.
ومنذ رفض تلك الأموال، أعلن عدد من مدراء المدارس الرسمية استعدادهم لقبول تلك المساعدة المالية من السير براين التي تهدف إلى تعزيز الأداء الأكاديمي للطلاب ذوي البشرة البيضاء ممن ينتمون إلى الطبقة العاملة الفقيرة.
وأظهر عدد من الدراسات بأنّ الأولاد البريطانيين البيض الذين يحصلون على وجبات طعام مدرسية مجانية تُقدّم لهم بسبب عسر أحوالهم مادياً، يعانون أكاديمياً بالمقارنةً مع أقرانهم المنتمين إلى مجموعاتٍ عرقية اخرى، ما دفع السير براين إلى عرض تلك المساعدة.
وأعرب دسيموند ديهان، المدير التنفيذي في "صندوق أوديسي للتعليم" الذي يدير مدرسة رسمية في "بيكسلي" جنوب شرقي لندن، تضمّ مجموعة كبيرة من الطلاب البيض المتحدّرين من عائلاتٍ منخفضة الدخل، عن سعادته إذا حصل على المال لمساعدة هذه المجموعة. وفي تصريح إلى الاندبندنت، أفاد ديهان أنّ "الاستثمار في القطاع العام سيذهب أبعد من ذلك، وسيُحدث فارقاً ملحوظاً لأنّ لدينا حالياً عدداً قليلاً من الطلاب الذين يستفيدون من ذلك الاستثمار."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق حديثه عن "مدرسة الملك هنري" في "إريث" بمقاطعة "كينت" حيث يستفيد حوالى نصف الطلاب من الوجبات المدرسية المجانية، كشف ديهان "بأننا نفتقر فعلاً للموارد اللازمة لدعم هذه المجموعة لأنّ المشكلة كبيرة للغاية"، مضيفاً أنّ كل مساعدة مادية إضافية ستذهب نحو صفوف تربية الأولاد في المنهج الدراسي ودعم الفروض المدرسية والإرشاد الوظيفي. وأردف أنه "في الأسر التي لم يحصل فيها الأهل على تجربة تعليمية إيجابية، يصبح أبناؤهم من الطلاب مفتقرين إلى المساعدة في المنزل. يجب أن يتمحور الاستثمار الرئيسي حول مساعدة العائلات."
وسبق للسير براين أن تلقّى مجموعة من الرسائل الالكترونية من مدارس رسمية مهتمّة بالهبات. وفي إطار حديثه إلى الاندبندنت، أفاد السير براين، "تأثّرت بشكلٍ كبير باستعداد تلك المدارس للإقرار بحاجات الطلاب البريطانيين المعوزين من البيض، ولا مانع لديّ من تعديل اللائحة الطويلة لتلك المدارس إلى قائمةٍ أقصر ليكون في وسعي منحها المال الذي تحتاجه".
وعلَّق أيضاً على مسألة رفض مدرستي "دولويتش" و"وينشستر" لهذه الهبات، "لم أعد مهتماً بالمدارس الخاصة إذا كان ذلك [الرفض] يمثّل الموقف الذي ستعتمده. أشعر بخيبة كبيرة لأنهما رفضتا طلبي."
وفي سياق متصل، نقل ليون ويلسون المدير التنفيذي لمدرستي "هورلينغهام" و"لامبيث" الرسميتين في لندن، إلىصحيفة "تايمز"، "هنالك عدد كبير من فاعلي الخير الذين يمنحون الأموال لمختلف المجموعات العرقية على غرار [دعم] الصبيان ذوي البشرة السوداء المتحدّرين من الكاريبي. لا أرى لماذا قد يطرح هذا الأمر مشكلة بالنسبة إلى الطلاب البيض. من الواضح للجميع أنّ الفتيان ذوي البشرة البيضاء ممن ينتمون إلى الطبقة العاملة الفقيرة يعانون بكافة المقاييس بدءاً من التهميش إلى التحصيل العلمي، إضافة لكونهم يتخلّفون عن الآخرين".
ومن جهةٍ اخرى، أشار جيف بارتون الأمين العام لــ"رابطة قادة المدارس والكليات" أنّه من الأفضل التركيز على المنح التعليمية للطلاب المعوزين بغضّ النظر عن خلفيّتهم العرقية "لأننا نعرف بأنّ الفقر من العوامل الأكثر تأثيراً في التحصيل العلمي". وأضاف، "يتوجّب علينا الأخذ بعين الاعتبار أنّ مخطط المنح التعليمية بوسعه مساعدة قلّة محظوظة، وأنّنا بحاجة إلى تركيزٍ أكبر بشكلٍ عام على ردم هوّة التحصيل العلمي بين الطلاب المعوزين وأقرانهم الآخرين بهدف تعزيز آفاق الشبان المعوزين".
© The Independent