لم تكن الورشة التدريبية على الرقص في العاصمة السورية والتي ضمت ثلّةً من أصحاب الهمم اعتيادية، إذ اختتموا عام 2019 بكثير من المرح ممزوجاً بحب الحياة وإرادة منقطعة النظير.
دارت عجلتا الكرسي المتحرك على استعجالٍ تارة، وبتؤدة طوراً مع تناسق خطوات الراقصين والراقصات،
وكان عرّاب الورشة التدريبية، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سوريا، حيث أخذت هذه المنظمة على عاتقها دعم قدرات أناس لديهم الهمّة العالية.
المدرب الإيطالي جوي سي بيه أدار بتعليماته كلاً من الراقصين والراقصات حيث تقلبت الفقرات الراقصة بين السامبا وتشاتشا والرومبا، على وقع مزيج بين الخطوات والعجلات على امتداد مساحة صالة التدريب.
يدٌ تمسك الفتاة، وأخرى قابضة على عجلة الكرسي تديرها كما تشاء.
حالة من الفرادة والهمة والإرادة تملكت الراقصين على الكراسي المتحركة، جعلتهم أكثر رشاقة وثقة بإمكاناتهم.
في المقابل، يصف بدر الهجامي شعوره بكثيرٍ من الحماسة بعد انقضاء التدريب وبإعطائه دافعاً قوياً لكسر حاجز آخر من حواجز الإعاقة. والهجامي لاعب منتخب سوريا بكرة السلة للكراسي المتحركة وهو أحد المشاركين في الرقص.
ويرى اللاعب الشاب أن الرقص والتدريب أكسبه ميزات إضافية مفيدة من الناحية الطبية والرياضية والفنية. ويقول "أضافت التمارين لي تقنيات جديدة ومرونة أكثر بالحركة، ومنحتني حافزاً قوياً للتغلب على حاجز الإعاقة والاندماج أكثر بواقعي والتمكن من مواجهة مخاوفي".
لا للمستحيل
تقول الحكمة "لا توجد كلمة مستحيل، إلا في قلوب الضعفاء" هي القاعدة الذهبية التي يستند إليها أصحاب الهمم، وهي الصفة التي تعتمدها حتى الدوائر الرسمية في البلاد بوصف ذوي الإعاقة، ولعل مشاركتهم بنشاطات رياضية وفنية تحمل في طياتها تغلباً على إعاقتهم وتشحن طاقاتهم بمزيد من الإيجابية.
يرغب سامر رضوان (31 سنة)، وهو أيضاً لاعب كرة سلة في فريق الأمل الدمشقي أن يواصل تدريباته في هذا المجال بدورات مماثلة. ويوضح "هي أول مشاركة لي بنشاطات فنية كهذه، خلق هذا النشاط الروح الحلوة وطريقة التعامل مع الطرف الآخر السليم".
في غضون ذلك، أعلن مكتب سوريا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) عن اختتامه لورشة تدريبية هي الأولى من نوعها على المستوى السوري عبر تعليم أشخاص على كراسٍ متحركة حول كيفية الرقص مع أشخاص على أقدامهم.
تحسين الحالة الجسدية والنفسية للأشخاص من ذوي الإعاقة، هدف الورشة الاستثنائية التي استهدفت مستخدمي الكراسي المتحركة وغير مستخدميهم على حد سواء لجعلهم يتفاعلون مع بعضهم بعضاً، كما أنها نوع من أنواع الرياضات الخاصة.
من جانبه، يرى اللاعب الهجامي أنها أول تجربة حققت فائدة كبيرة للمستفيدين منها، بالتالي أعطت مجالاً للدفع بدورات وتجارب مماثلة من الممكن أن تكون تجربة ثابتة وبفترة زمنية أطول وبطرق أكاديمية أكثر.
أمل "ذو الهمم" لا يتوقف عند حدود مستحيلة وطموحات لا تعرف إلا الممكن. فالمشارك بدر الهجامي يذهب بحديثه إلى إمكانية تطوير هذه التجربة "بإطلاق دورات خاصة بالتمثيل السينمائي والمسرحي وخلق أفكار لدورات تناسب وضعهم الصحي في المجتمع".