نفى الجيش العراقي اليوم السبت وقوع ضربة جوية على قافلة طبية في التاجي شمال بغداد. وكانت فصائل الحشد الشعبي العراقية أوردت في وقت سابق اليوم إن ضربة جوية كانت تستهدف مقاتليها أصابت قافلة طبية.
لكن الفصائل أصدرت لاحقاً بيانا آخر نفت فيه استهداف أي قوافل طبية في التاجي.
في المقابل، ذكر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، أنه لم ينفذ أي ضربات جوية قرب معسكر التاجي. وكانت قوات الحشد الشعبي أوردت سابقاً أن ستة أشخاص قتلوا بينما أصيب ثلاثة بجروح بالغة في ضربات جوية قرب معسكر التاجي. وأعلن التلفزيون الرسمي العراقي إنها كانت ضربات جوية أميركية.
وقال متحدث باسم التحالف في تغريدة على تويتر "التحالف لم ينفذ ضربات جوية قرب معسكر التاجي شمالي بغداد خلال الأيام الماضية".
من جانبه أعلن التلفزيون العراقي عن مقتل شبل الزيدي الأمين العام لحركة العراق الاسلامية (كتائب الأمام علي) في الغارة الجوية.
يأتي ذلك بعد 24 ساعة على غارة مماثلة أدّت إلى مقتل كل من قائد فيلق قدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس أثناء خروج موكبهما من مطار بغداد.
الخلاص من "رجل شرير"
وفي هذه الأثناء علق نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في الغارة التي شنّتها بلاده ببغداد أمس قائلا:"العالم أصبح أكثر أماناً اليوم بعد مقتل سليماني".
وذكر بنس، في تغريدة على (تويتر)، "الرئيس الأميركي ترمب خلصنا من رجل شرير، كان مسؤولاً عن قتل آلاف الأميركيين"، مشيراً إلى أن "الجنرال الإيراني هو المسؤول المباشر عن وفاة 603 من أفراد الخدمة الأميركية".
Soleimani was plotting imminent attacks on American diplomats and military personnel. The world is a safer place today because Soleimani is gone.
— Mike Pence (@Mike_Pence) January 3, 2020
وأضاف نائب الرئيس الأميركي، "الجنرال الإيراني وجّه المتمردين العراقيين لشن هجمات على القوات الأميركية والتحالف، كما قدم صواريخ وعبوات متطورة مميتة وتدريبات لاستهداف الأميركيين".
وحسب بنس فإن سليماني "دعم النظام القاتل في سوريا، والمنظمات الإرهابية بالمنطقة، كما أشرف في أفغانستان على طالبان ورعاية الهجمات ضد التحالف".
واختتم بنس تغريدته، قائلاً "الجنرال سليماني شخصية إرهابية، وترمب وقف ضد الراعي الرسمي للإرهاب".
استمرار العمليات
وقالت المتحدث باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، "سنستمر في عملياتنا حتى يتحمّل الإرهابيون مسؤولية أعمالهم".
وأضافت، في حديثها إلى قناة (الحرة)، "الرئيس ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو حصلا على معلومات استخبارية تفيد بأن سليماني يخطط لتنفيذ هجمات، لذا كان التخلص منه هو القرار الأفضل".
وأكدت أورتاغوس، أن "واشنطن ستواصل حملة الضغط القصوى على إيران"، وحثت القيادة العراقية على "حماية مصالح الولايات المتحدة في البلاد".
وتابعت، "إيران عبر وكلائها هاجمت السفارة الأميركية في بغداد، والعالم يمكنه أن يرى ما فعلته كتائب حزب الله المتعاطفة مع إيران".
وكانت أورتاغوس، قد بعثت برسالة تحذير إلى النظام الإيراني في أثناء أحداث اقتحام السفارة الأميركية بالعراق من قِبل الميليشيات التابعة لإيران وقبل حدوث الغارة الأميركية، قائلة "على النظام الإيراني أن لا يفسّر التحركات الأميركية الهادئة على أنها ضعف من واشنطن"، مشيرة إلى أن "طهران تخلط بين استراتيجيتنا وصبرنا وتعتبره (الصبر) ضعفاً".
وحسب المتحدثة الأميركية، في تصريحاتها وقتها، فإن ترمب لديه "تشكيلة واسعة من الخيارات" بشأن الإجراءات اللازم اتخاذها تجاه إيران بشأن الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، وضمان أمن العاملين فيها، مؤكدة أن الولايات المتحدة "ستقف مع مواطنيها الأميركيين، وستدافع عن حلفائها ومصالحها".
مشاورات دبلوماسية
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة "ملتزمة بخفض التصعيد" بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية، مؤكدا ان قائد فيلق القدس كان يخطط لـ"عمل كبير" يهدد مواطنين أميركيين.
وأمضى الوزير الأميركي نهار الجمعة في إجراء اتصالات بقادة العالم للتأكيد على "التزام" الولايات المتحدة "خفض حدّة التصعيد".
وتحادث بومبيو بالخصوص مع نظرائه الفرنسي والصين والروسي والبريطاني والألماني، وكذلك مع الرئيسين الأفغاني أشرف غني والعراقي برهم صالح.
كما شكر بومبيو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي على "الدعم والاعتراف الراسخين للتهديدات العدوانية المستمرّة التي يشكّلها فيلق القدس الإيراني".
وبالموازاة أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها أدرجت "عصائب أهل الحق" على قائمتها للمنظمات الإرهابية.
وبموجب القرار الأميركي فإنّ "عصائب أهل الحق" التي تعتبر من أبرز فصائل الحشد الشعبي ستخضع لعقوبات أميركية تشمل تجميد أصولها وكذلك أصول اثنين من قادتها وسيمنع أيضاً أي شخص أميركي من التعامل معها.
وأوضحت الخارجية الأميركية أنّ هذا الفصيل "مموّل ومدرّب إلى حدّ كبير" من قبل فيلق القدس الذي تعتبره واشنطن منذ أبريل (نيسان) 2016 منظمة إرهابية.
وجاءت الضربة الأميركية بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران وللحشد الشعبي على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية ما أعاد الى الأذهان أزمة السفارة الأميركية واحتجاز الرهائن في طهران في 1979.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن سليماني كان وراء هجمات على قواعد التحالف في العراق خلال الأشهر الماضية ومن بينها هجوم 27 ديسمبر (كانون الأول) أدى إلى مقتل متعاقد أميركي.
وقالت الوزارة ان سليماني "وافق كذلك على الهجمات" على السفارة الأميركية في بغداد.
وذكر بومبيو ان سليماني كان قبل مقتله يخطط لعمل وشيك يهدد المواطنين الأميركيين.
وقال ترمب في كلمة ألقاها أمام وسائل الإعلام إنه أمر بقتل سليماني لمنع حرب لا لإشعالها، مشيراً إلى أن الأخير كان يخطط لهجمات وشيكة ضد أميركيين.
وأبلغ الرئيس الأميركي الصحافيين في منتجعه مار-الاغو بولاية فلوريدا "سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة ضد دبلوماسيين وجنود أميركيين لكننا ضبطناه وقمنا بتصفيته". وأضاف "تحركنا الليلة الماضية لمنع حرب. لم نتحرك لإشعال حرب" مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران.
إلى ذلك فقد نقل عن مسؤولين أميركيين، أن البنتاغون وافق على إرسال نحو 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط كإجراء احترازي في ضوء تصاعد التهديد.
هوية مرافقي سليماني
وأعلن فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري أن الغارة الجوية التي استهدفت موكب قاسم سليماني أسفرت عن مقتل 10 أشخاص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "الضباط العشرة بينهم خمسة إيرانيين منهم الجنرال قاسم سليماني، وخمسة آخرين من (الحشد الشعبي) بالعراق، كان من ضمنهم أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي".
وحسب وكالة فارس الإيرانية، فإن الإيرانيين كان بينهم 4 من ضباط (الحرس الثوري) وكانوا برفقة قاسم سليماني، وهم النقيب وحيد زمانيان، والرائد هادي طارمي، والعقيد شهرود مظفري نيا، واللواء حسين جعفري نيا.
وأعلن الحشد الشعبي عن تشييع قتلى الغارة الأميركية بمن فيهم قاسم سليماني يوم السبت في بغداد قبل انتقال جثمانه إلى إيران.