أكد السفير جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، والشخصية المحورية في قضية العزل ضدّ رئيسه السابق، أنه سيدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ إذا صوّت لمصلحة استدعائه.
وقال بولتون في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للجنة العمل السياسي التابعة له: "بما أن شهادتي هي موضع نقاش مرّة أخرى، اضطررتُ إلى حلّ القضايا الخلافية الخطيرة قدر الإمكان، بناءً على اعتبار متأنٍ ودرس عميق. وقد خلصتُ إلى أنه إذا أصدر مجلس الشيوخ استدعاءً لي كي أدلي بإفادتي، فأنا مستعد".
وكان بولتون قد تعهّد التزام نتيجة دعوى قضائية رفعها نائبه السابق الدكتور تشارلز كوبيرمان، الذي سعى إلى الحصول على قرارٍ من قاضٍ اتّحادي في شأن ما إذا كان سيُطلب من بولتون الإدلاء بشهادته في التحقيق في قضية العزل أمام مجلس النوّاب. وتساعد إفادة المستشار السابق للأمن القومي في تحديد ما إذا كان ترمب قد انتهك أداءه لليمين الدستورية عبر وقف مساعداتٍ عسكرية بقيمة 391 مليون دولار لأوكرانيا، لإجبار رئيسها على الإعلان عن تحقيقات في أنشطة النائب السابق للرئيس أوباما جو بايدن، إضافةً إلى نظرية مؤامرةٍ مفضوحة تفترض أن أوكرانيا وليس روسيا، هي التي تدخّلت في الانتخابات الرئاسية العام 2016.
لكن المساعد السابق للبيت الأبيض أشار إلى أن القاضي ريتشارد ليون، كان قد وجد "في رأي قانوني مدروس بعناية"، أن قضية الدكتور كوبيرمان قد تكون عرضة للجدل، لأن مجلس النوّاب كان قد أكمل تحقيقه "وبالتالي لم يتوصّل إلى حلّ مشاكل تتعلّق بالفصل بين السلطات".
وكانت الدكتورة فيونا هيل وهي إحدى مساعدات المستشار السابق للأمن القومي، قد أفادت خلال التحقيقات التي أجراها مجلس النوّاب الأميركي، بأن بولتون أبدى انزعاجه من فكرة ربط المساعدات العسكرية أو اجتماع في البيت الأبيض بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإعلان عن فتح التحقيقات التي طلبها الرئيس الأميركي في كييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً لما قالته الدكتورة هيل، فإن جون بولتون أخبرها بأنه لم يشارك في هذا الترتيب الذي قال إنه "تمّ تحضيره على طريقة صفقة مخدّرات"، من جانب رئيس الأركان بالوكالة في البيت الأبيض ميك مالفيني والمحامي الشخصي للرئيس العمدة السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني.
وكان مجلس النوّاب الأميركي قد صوّت على إقرار مادّتين قانونيّتين تقضيان بعزل الرئيس الأميركي الشهر الماضي، لكن رئيسة المجلس "الديمقراطية" نانسي بيلوسي لم ترسل هاتين المادّتين بعد إلى مجلس الشيوخ، بسبب مخاوف من أن زعيم الأغلبية في المجلس ميتش ماكونيل لن يجري محاكمة عادلة.
وعلى الرغم من مطالبة زعيم الأقلية "الديمقراطية" في مجلس الشيوخ تشاك شومر بوجوب استدعاء عدد من الشهود بمن فيهم جون بولتون للإدلاء بإفادتهم في محاكمة الرئيس، إلا أن ماكونيل لم يكن مستعدّاً حتى الساعة، لضمان أي شيء من هذا القبيل.
ووصف السناتور شومر في تصريحٍ له رغبة جون بولتون في تقديم شهادته بأنها انعكاس لـ "الزخم المستمر من أجل الكشف عن الحقيقة" في المحاكمة التي سيجريها مجلس الشيوخ في نهاية المطاف للرئيس الأميركي. ورأى أن أي سيناتور "جمهوري" يعارض أمر استدعاء المساعد السابق لترمب أو الكشف عن أوراقه "إنما يشارك في عملية تستّر"، في ضوء التصريحات الصادرة عن محامي بولتون التي تؤكّد بأن لديه معلومات ذات صلة يتوجّب الكشف عنها.
وخلص زعيم الأقلية "الديمقراطية" في مجلس الشيوخ إلى القول إن "جون بولتون اعترف بشكل صحيح بأنه جاهز للامتثال لاستدعاءٍ من مجلس الشيوخ من أجل تقديم شهادته، في حال صدر مثل هذا الاستدعاء. وقد بات الأمر الآن منوطاً بما يصل إلى أربعة أعضاء "جمهوريّين" في مجلس الشيوخ، يمكنهم دعم استدعاء بولتون وثلاثة شهود آخرين، إضافةً إلى وثائق رئيسية كنّا قد طلبناها للتأكد من تقديم جميع الأدلّة قبل الشروع في محاكمة الرئيس أمام مجلس الشيوخ".
© The Independent