رأى أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الفترة التي سبقت الانتخابات العامّة، أن المملكة المتحدة يجب أن تقيم "علاقة خاصّة" مع حكومة فيكتور أوربان الاستبدادية في هنغاريا، وذلك بعد خروجها في غضون أشهر من الاتّحاد الأوروبي.
وأشاد تيم مونتغومري الذي كان مستشاراً لشؤون العدل الاجتماعي في مقرّ رئاسة الوزراء في "10 داوننغ ستريت" حتى الشهر الماضي، بتفكير الحكومة الهنغارية فيما خصّ وضع "حدود لليبرالية" في بلادها.
وكان أوربان الذي يتزعم حزب "فيدس" اليميني المتطرّف، قد عمل على تركيز السلطة في هنغاريا في قبضته هو وحلفائه، وقمع في هذا السياق المجتمع المدني كما احتكر وسائل الإعلام.
وتعرضت حكومة أوربان إلى اتّهامات بتنظيم حملات كراهية ضد الإسلام وضدّ اليهود ولا سيما ضدّ الممول اليهودي جورج سوروس المعروف بدعمه للمشاريع الخيرية. وكان ارئيس الهنغاري قد أعلن عام 2018 أن حزبه "استبدل الديموقراطية الليبرالية المتهالكة في بلاده بديموقراطية القرن الحادي والعشرين المسيحية".
وجاء في تقرير يتعلّق بهنغاريا صدر عن "مجلس أوروبا" في مايو (أيار) الماضي، أن "لانتهاكات حقوق الإنسان في هنغاريا تأثيراً سلبياً على نظام الحماية بأكمله وعلى سيادة القانون. ويجب معالجة تلك الانتهاكات على وجه السرعة".
ورأى كريس براينت، وهو نائب في حزب العمّال البريطاني، أن التأييد الذي يبديه مونتغومري للنظام الهنغاري يعكس "وجهات نظر خطيرة للغاية قريبة من مركز القرار في الحكومة". وقال إن "أوربان هو المثال الأقرب لفاشي يجاهر بتطرفه ولم تشهد مثله أوروبا منذ عقود".
وكان مونتغومري قد أدلى بتعليقاته هذه في اجتماع عُقد في السابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استضافه "معهد دانوب" البحثي اليميني . يُشار إلى موقع "باز فييد نيوز" كان سبّاقاً إلى نشر هذه التعليقات للمرة الأولى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونُقل عن مونتغومري قوله "أعتقد أنه سيكون هناك استثمار كبير للغاية من جانب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في العلاقات، ولا سيما مع الدول الأوروبية الرئيسة. وأعتقد أن العلاقة الفرنسية ستكون مهمة، كما أرى أيضاً أن العلاقة مع بودابست ستكون مهمّة هي الأخرى".
وأضاف " كانت بودابست وهنغاريا موطناً لكثير من الأفكار المبكّرة المثيرة للاهتمام في شأن حدود الليبرالية، وأعتقد أننا نرى ذلك في المملكة المتّحدة أيضا. لذلك آمل أن تكون هناك علاقة خاصّة مع المجر، أكثر من غيرها من الدول الأخرى".
وبعد أيام من ذلك الاجتماع، تعرّض مونتغومري لانتقاداتٍ بعدما نشر تغريداتٍ عبر حسابه على "تويتر" معلناً فيها أن "سياسة الأسرة المجرية تستحق الدرس عن كثب". واعتبر نقّاد أن السياسات التي تشجع الهنغاريّين على تأسيس أسرٍ كبيرة، تتّصف بنبرةٍ محافظة شديدة للغاية.
ولا يمكن اعتبار آراء مونتغومري معزولةً داخل حزب المحافظين. فقد كان رئيس وزراء بودابست فيكتور أوربان أحد أوائل قادة العالم الذين تمّت دعوتهم إلى "داونينغ ستريت" بعد تولّي تيريزا ماي منصبها السابق. ووُجّهت كذلك انتقادات إلى النوّاب البريطانيّين "المحافظين" الأعضاء في البرلمان الأوروبي، بعدما وقفوا وحدهم تقريباً من بين الأحزاب المحافظة الغربية إلى جانب حكومة أوربان في اعتراضها على رقابة البرلمان الأوروبي عليها.
وفيما أوضح متحدّث حكومي بريطاني أن مونتغومري "لم يعد الآن في منصبه" بعد الانتخابات العامّة، لكنه لم يصل إلى حدّ التأكيد على أن المستشار السابق لن يعود إلى العمل لدى جونسون.
© The Independent