منذ مطلع السنة الجديدة، دخل أجندة المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل، تقرير أمني جديد حول التقديرات الاستراتيجية والعسكرية، بمعظمها تنذر بخطر حرب على أكثر من جبهة.
في الجيش، لم يخرج أي تعليق أو تقرير، على الرغم من أن بعض البيانات تحدثت عن ضعف لديه في مواجهة السيناريوهات المتوقعة للحرب المقبلة، أمام إيران وحزب الله بشكل خاص.
وبعد أيام شهدت إسرائيل خلالها نقاشاً واسعاً حول الوضعية الأمنية على الحدود، خرج الجيش بحملة إعلامية واسعة يروج لاستعداداته "الفائقة" على الحدود الشمالية تجاه لبنان، ويطمئن المواطنين أن أولى خطواته تركز على مواجهة خطر الأنفاق، لكن ما لم يتوقعه الجيش تسريب مستندات داخلية تشير إلى أنه ما زال عاجزاً عن مواجهة حرب، ليس على مختلف الجبهات في آن واحد، بل على جبهة واحدة فقط، وأن الإخفاقات التي كُشف عنها بعد حرب لبنان الثانية، ما زالت قائمة ولم يتخذ الجيش أية خطوة لتحسينها.
درع الشمال
وقد وصلت آليات عسكرية أمس الأحد (19 يناير)، إلى الحدود اللبنانية تحضيراً لتنفيذ المشروع تحت الأرض، لأن المعدات التي ستُركّب قادرة على كشف الأنفاق في منطقة الحدود.
تأتي هذه الخطوات، بحسب الجيش، استمراراً للنشاط الذي قام به في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018، عندما بدأ بتنفيذ عملية "درع الشمال"، التي، كما يدعي الجيش، تم فيها اكتشاف أنفاق حفرها حزب الله تحت منطقة الحدود وجرى تدميرها، مع تجهيز ثغرات خروج في الأراضي الإسرائيلية. وبحسب تقديرات الجيش، لا توجد أنفاق اختراقية أخرى في منطقة الحدود.
في إطار هذه الأعمال، ستُقام حفريات في عمق الأرض وبعدها سوضع مجسات، هدفها اكتشاف تحركات للزلازل وتغيرات صوتية التي من شأنها أن تدل على وجود حفر للأنفاق. ويتوقع الجيش أن تُنشر في المستقبل أنظمة أخرى في مناطق مختلفة على طول الحدود.
إخفاقات خطيرة ونقص كبير
إعلان الجيش عن مشروع هندسي تحت الأرض لمنع الأنفاق، جاء بعد ساعات من الكشف عن تقارير بمعظمها مناقضة كلياً لما يروّج له الجيش، مدعوماً برئيس الأركان والقيادة العسكرية، حول قدراته الدفاعية والهجومية.
وتبين في وثيقة سرية حول الاستعدادات لحرب في الشمال أن الوحدة 319 التي ستتصدر الحرب تجاه حزب الله ولبنان، تواجه نواقص في مختلف المجالات تجعلها ضعيفة أمام أية مواجهة صعبة وكبيرة، حتى إن هذه الوحدة تواجه نقصاً في المركبات العسكرية، ونقصاً كبيراً في القوى البشرية والعاملين في مجال الطب في الجيش أو اللوجستيكا.
وفق هذا التقرير، يعاني سلاح البر من نواقص كثيرة، أبرزها عدم الاستعداد بما يكفي لمواجهة السيناريوهات المتوقعة للحرب المقبلة. التقرير الذي يتطرق إلى هذه الجوانب بقي قيد السرية وفق قرار الرقابة العسكرية حتى وافقت المحكمة الإسرائيلية على طلب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" للكشف عن تفاصيله.
باستعراض هذا التقرير، ثمة علامة سؤال كبيرة، حول مدى جهوزية سلاح البرية للحرب، خصوصاً وسط ما تعتبره إسرائيل الوضع الأمني غير المستقر في ظل تمركز إيران في سوريا ومشروع الصواريخ الدقيقة والمتقدمة التي حصل عليها حزب الله من طهران، وباتت تشكل أكبر خطر عليها.
الليزر لمواجهة الصواريخ
حتى في المنظومة الدفاعية، التي كلفت بعض معدتها ملايين الدولارات، هناك نقص بل عجز في مواجهة خطر الصواريخ. جهاز الليزر الذي أثار الجيش حملة واسعة عند الإعلان عنه لمواجهة الصواريخ، كشف أنه عاجز عن اعتراضها. وفي اعترافات لمسؤولين في الجيش، فإن هذا النظام ضعيف وغير قادر على القيام بمهمته.
ونُقل عن أحد المسؤولين العسكريين قوله "من أجل إسقاط جسم طائر، كالقذيفة أو الصاروخ، يجب علينا إصابته بقوة كبيرة جداً من الطاقة. ويمكن الوصول إلى قوة الليزر هذه بطريقتين: كهربائية وكيميائية. لإسقاط جسم طائر، نحتاج للوصول إلى المسافة الأكثر بعداً واعتراض الهدف في أقرب وقت ممكن من أجل الانتقال إلى هدف آخر".
ودعا المسؤول إلى تطوير القبة الحديدية لضمان نجاعة ومواجهة أكبر نسبة من الصواريخ المتوقع أن تسقط على إسرائيل. وكان الجيش قد خطط لأن يكون جهاز الليزر من أهم المعدات التي تواجه الصواريخ في الحرب المقبلة.