بدأت الحكومة اللبنانية الجديدة في تلقي إشارات دولية، اذ إشترطت فرنسا وبريطانيا على الحكومة تنفيذ الإصلاحات لمساعدة لبنان .
وحضت فرنسا اليوم الخميس رئيس الوزراء حسان دياب على اتخاذ "اجراءات عاجلة لإعادة الثقة" في لبنان، حيث يواصل الشارع احتجاجاته ضد النخب السياسية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول في بيان اليوم الخميس، إن "الوضع الصعب الذي يشهده لبنان يتطلب أن تكون أولوية الحكومة الجديدة اتخاذ الاجراءات العاجلة لإعادة الثقة". وأضافت "لقد آن الأوان لكل المسؤولين أن يتحركوا بشكل جماعي بما فيه المصلحة المشتركة لكل اللبنانيين".
في المقابل، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تواجده في القدس أن بلاده ستفعل "كل شيء" لمساعدة لبنان على الخروج من "الأزمة العميقة" التي تعصف به.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان دعم الحكومة اللبنانية رهن التزامها بالإصلاح. كما اعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبتش، عبر "تويتر" أن "العنف والنهب في بيروت يبدو كمناورة سياسية لتقويض السلم الأهلي للبنان".
بومبيو
وفي سياق متصل، كان لافتاً تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لن تقدم مساعدات إلا لحكومة لبنانية غير فاسدة، وتلتزم إجراء إصلاحات وتستجيب لمطالب الشعب.
وقال بومبيو إن الاحتجاجات في لبنان "تقول كفى لحزب الله"، مؤكداً أنها تطالب باحترام السيادة.
ظريف
اقليميا، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ترحب بالحوار مع جيرانها، وسط احتدام التوتر في الشرق الأوسط. وكتب ظريف تغريدة باللغة العربية على "تويتر" أورد فيها "تبقى إيران منفتحة للحوار مع جاراتها ونعلن استعدادنا للمشارکة في أي عمل تکاملي يصب في مصلحة المنطقة، ونرحب بأي خطوة تعيد الأمل إلی شعوبها وتأتي لها بالاستقرار والازدهار".
دعم اوروبي مشروط
عشية اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري في السراي، سجلت حركة دبلوماسية لافتة. فقد استقبل الرئيس دياب سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه الذي اشترطت بلاده مجددا تنفيذ الاصلاحات لمساعدة لبنان. ومن ثم التقى رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طراف الذي قال لدى مغادرته "اتفقنا مع دولة الرئيس على أن الحكومة تحتاج الى التركيز على الملفات الاقتصادية لمعالجة الأزمة ووضع اصلاحات لتحسين اداء الحكومة"، مشيرا الى أن "الاتحاد الاوروبي مستعد للالتزام ايجاباً بالمساعدة اذا نفذت الحكومة الاصلاحات"، مشددا على مسألة النأي بالنفس والابتعاد عن مشاكل المنطقة.
وقال "سنراقب تموضع الحكومة سياسيا"، رافضا التعليق عما اذا كانت حكومة من لون واحد أو حكومة حزب الله.
كما استقبل دياب سفيرة الاتحاد السويسري مونيكا شموتز كيرغوز، التي اعتبرت "ان الوضع في لبنان والمنطقة يحتاج اجراءات عاجلة، ولم يعد في الامكان تجاهل مطالب اللبنانيين".
وعقد دياب اجتماعات مع وزراء المال والأشغال والعمل والبيئة تركزت حول وضع المسار الذي يجب أن تسلكه الحكومة لإستعادة ثقة المواطنين.
وعلى وقع موجة التصعيد اليومية المتجهة تصاعديا في وسط بيروت، والمنذرة بامكان الانزلاق الى مستوى بالغ الخطورة، بدأ الوزراء الجدد تسلم مهامهم الرسمية تباعاً، في حين باشر حسان دياب استقبالاته في السراي وعينه من جهة على المواقف الخارجية التي تشترط تنفيذ الاصلاحات واستعادة ثقة الشعب، ومن أخرى على كيفية سحب فتيل الاحتدام الذي أثاره تأليف الحكومة في الشارع، علّه يبدأ من البيان الوزاري عبر مضمون متكيف مع التحديات التي تواجهها البلاد.
مواجهات بيروت
وسط هذه الاجواء، سيطرت مواجهات مساء أمس العنيفة، بين القوى الامنية والمحتجين في محيط مجلس النواب وشوارع وسط العاصمة، على عدد من المواقف.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزيرة العدل ماري كلود نجم انها اجرت إتصالا بالمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وإطلعت منه على أحداث الليلة الفائتة ومسار التحقيقات في شأنها، طالبة المثابرة عليها لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المعتدين.
وأكدت على حرية التظاهر والتعبير عن الرأي اللذين يكفلهما الدستور والقوانين، مع التنديد الكامل بأعمال التخريب والشغب، والتعرض للمواطنين الآمنين والإعلاميين وعناصر قوى الأمن والممتلكات العامة والخاصة.
الحريري
من جانبه، أكد الرئيس سعد الحريري أن "استباحة بيروت وأسواقها ومؤسساتها عمل مرفوض ومدان ومشبوه كائنا من كان يقوم به أو يغطيه ويحرض عليه... وقال عبر "تويتر"، "عندما تتضافر الجهود لحماية بيروت من الفوضى واعمال العنف نقطع الطريق على أي مخطط يريد استخدام غضب الناس جسرا تعبر فوقه الفتنة.
المحروقات
معيشياً، أكد ممثل موزعي محطات المحروقات فادي أبو شقرا التمسك بالحوار بين وزارة الطاقة وموزعي المحروقات، نظرا الى الأوضاع والظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد والتي تنعكس سلبا على جميع المواطنين، مشيراً الى أن هناك نية لدى موزعي محطات الوقود تأجيل الجمعية العمومية لأصحاب المحروقات التي تعقد غدا، إفساحا في المجال لمزيد من الإتصالات والمفاوضات مع الحكومة الجديدة، بغية عدم اقفال باب الحوار بين الطرفين.