أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب "خطة السلام" في الشرق الأوسط سلسلة ردود عربية ودولية، منها مندد ومنها مرحب. فقد دعت مصر، فلسطين وإسرائيل إلى "دراسة متأنية" للرؤية الأميركية لتحقيق السلام، والوقوف على أبعادها كافة، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية، لطرح رؤية الطرفين إزاءها".
وأكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال اتّصال هاتفي أجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقف بلاده "الثابت" من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فجر الأربعاء أنّ العاهل السعودي أكّد "موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى اليوم، ووقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لخياراته وما يحقّق آماله وتطلعاته".
"سبيل وحيد للسلام"
وتعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً، السبت في القاهرة، على مستوى وزراء الخارجية بحضور الرئيس الفلسطيني لمناقشة خطة السلام.
وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في بيان إن "محاولة فرض حلول (للقضية الفلسطينية) بهذه الطريقة لن يُكتب لها النجاح".
في حين، اعتبر الأردن أن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين وعلى خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 "سبيل وحيد للسلام"، وأكدت وزارة الخارجية في بيان، أن "حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً حقه في الحرية والدولة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم".
ردود دولية
دولياً، أكد الاتحاد الأوروبي مجدداً التزامه "الثابت" بـ"حل الدولتين عن طريق التفاوض القابل للتطبيق"، وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان، إن الاتحاد "سيدرس ويجري تقييماً للمقترحات المقدمة"، داعياً إلى "إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل" بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد البيان على "ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع احترام قرارات الأمم المتحدة كافة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة".
"اقتراح جدي"
أما وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب فاعتبر أن الخطة هي "اقتراح جدي"، وأكد في بيان أن "اتفاقاً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل"، ورأى أن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي تطلّبت "الكثير من الوقت والجهد".
وأضاف "نشجعهم على دراسة الخطة بطريقة صادقة ومنصفة، وبحث ما إذا يمكن أن تشكل خطوة أولى للعودة إلى مسار التفاوض".
في حين دعت روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع في "مفاوضات مباشرة" لإيجاد "تسوية مقبولة للطرفين"، وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنه "يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية".
بدوره، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن "الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتعهد بمساعدة إسرائيل والفلسطينيين على التوصل إلى سلام قائم على قرارات المنظمة الدولية والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية ورؤية الدولتين بناء على حدود ما قبل 1967".
مصيرها الفشل
في المقابل، وبعد إعلان حركة "حماس" رسمياً رفضها الخطة الأميركية للسلام، اعتبر "حزب الله" اللبناني أن الخطة الهادفة لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، هي محاولة للقضاء على حقوق الفلسطينيين "التاريخية والشرعية".
أما إيران فاعتبرت أن مشروع الرئيس الأميركي "محكوم بالفشل"، وقالت الخارجية في بيان "خطة العار التي فرضها الأميركيون على الفلسطينيين هي خيانة العصر ومحكومة بالفشل".
وتابعت "بصرف النظر عن الخلافات مع بعض البلدان في المنطقة، نحن على استعداد للتعاون على المستويات كافة لمكافحة هذه المؤامرة ضد أمة الإسلام".