ظهر ليف بارناس، مساعد رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشكل غير متوقّع في "كابيتول هيل" حيث مقرّ الكونغرس الأميركي، ليطالب بلقاء أعضاء في مجلس الشيوخ من أجل إطلاعهم على ما يعرفه عن موضوع فضيحة العزل. وشاهد الصحافيّون بارناس لدى وصوله، وسألوه عمّا سيخبر به أعضاء مجلس الشيوخ إذا كان قادراً على الجلوس معهم. فأجابهم قائلاً " استدعوا الشهود، الرئيس كان على علمٍ بكلّ شيء".
وأضاف مدّعياً أنه "كان هناك الكثير من تبادل المنافع" بشكلٍ تجاوز ما سُلط الضوء عليه في ما يبدو خلال المكالمة الهاتفية التي أجريت في 25 من يوليو (تموز) بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وكان الجانب الأميركي قد طلب فتح تحقيق تجريه الحكومة الأوكرانية في أنشطة منافس سياسي محلّي. وأثارت تلك المكالمة الهاتفية شكوى عن مخالفات، وأدّت في وقتٍ لاحق إلى فتح تحقيق العزل الذي أدّى الآن إلى محاكمة ترمب أمام مجلس الشيوخ.
وحكم قاضٍ فيدرالي يوم الثلاثاء الفائت بأن ليف بارناس، الذي وُجّه إليه الاتّهام العام الماضي بانتهاكاتٍ مزعومة عن تمويل الحملات الانتخابية، يمكن أن يحضر إلى التحقيق في قضية العزل أمام مجلس الشيوخ، لكن لن يُسمح له بنزع جهاز المراقبة GPS المثبّت على كاحله عند قيامه بذلك. ولذا، يبدو أنه لن يُسمح له بدخول قاعة مجلس الشيوخ وفقاً لقواعد المجلس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهذه الزيارة المفاجئة لم تكن المناسبة الأولى التي يزعم فيها بارناس أن ترمب كان يدرك تماماً المخطًط الذي انخرط فيه هو ورودي جولياني والقاضي بالعمل على إجراء تحقيق أوكراني مع جو بايدن المرشّح "الديمقراطي" المحتمل إلى انتخابات الرئاسة في 2020. وإضافة إلى ترمب، ادّعى رجل الأعمال أن مسؤولين آخرين رفيعي المستوى، بمَن فيهم مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، ووليام بار وزير العدل، وجون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي، كانوا جميعاً على علمٍ بذلك الجهد.
وقال بارناس عندما سُئل خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "أم أس أن بي سي" أخيراً عن مزاعم الرئيس ترمب عندما قال عنه إنه لا يعرف رجل الأعمال أو زميله المعاون إيغور فرومان "إنه يكذب. ما أقصد قوله هو أننا لم نكن أصدقاء... لكنه يعرف بالضبط من نحن. إنه يعرف من أكون أنا تحديداً، خصوصاً أنني تفاعلت معه في ما يتعلّق بعددٍ من الأحداث."
تأتي أيضاً زيارة بارناس إلى مقرّ الكونغرس الأميركي، بعد أيام من نشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً يتضمّن تفاصيل ادّعاءاتٍ في كتاب ينوي إصداره جون بولتون الذي كان آنذاك مستشار الرئيس للأمن القومي. وفي الكتاب يقول بولتون أن الرئيس كان على علمٍ بالجهود المبذولة لزيارة الرئيس الأوكراني للبيت الأبيض والمساعدات العسكرية الأميركية لكييف كوسيلةِ ضغطٍ لفتح تحقيق في نشاط آل بايدن.
وأحيت هذه الادّعاءات، الدعوات إلى محاكمة مجلس الشيوخ شهوداً جددا، بمن فيهم جون بولتون نفسه الذي أبدى استعداده للإدلاء بمعلوماته أمام جلسات المحاكمة، وإلى استدعاء مستشار الأمن القومي السابق.
وتعليقاً على المزاعم المتعلّقة بالكتاب، تولّى رودي جولياني نفسه الردّ عندما أخبر شبكة "سي بي إس نيوز" في مقابلةٍ أجرتها معه، بأن بولتون "لم يقل لي أبداً إنني أواجه مشكلةً في ما أفعله في أوكرانيا. ولا مرّةً واحدة، ولم يبعث إليّ بأي إشارة أو بأي ملاحظة صغيرة. إنه صديقٌ شخصي كما اعتقدت. لذا فإن الاستنتاج الوحيد الذي يمكنني التوصّل إليه، هو أنه شخص قاس، وأشعر بضيقٍ شديد حيال ذلك. إنه فرد يطعن في الظهر".
© The Independent