أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن البنتاغون سيُبقي حوالي 200 جندي أميركي في سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية، الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن مجموعة صغيرة لحفظ السلام، قوامها حوالي 200 جندي، ستبقى في سوريا لفترة زمنية.
تحفيز الحلفاء الأوروبيين
يرى متابعون أن إبقاء مجموعة صغيرة من الجنود الأميركيين في سوريا قد يمهد الطريق أمام حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين للمساهمة بمئات الجنود للمساعدة في إقامة منطقة آمنة محتملة في شمال شرق سوريا ومراقبتها. كما قد يساعد هذا القرار ترمب في التغلب على الانتقادات التي وجهت إليه بأنه أمر بانسحاب مفاجئ من سوريا سيؤدي إلى استعادة تنظيم "داعش" قوته.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية "هذا توجيه واضح لحلفائنا وأعضاء التحالف إلى أننا سنظل موجودين بدرجة ما".
وكان ديدييه ريندرز، وزير الدفاع البلجيكي، قال قبل اجتماعه بباتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، الخميس، إن مسألة الإبقاء على قوات في سوريا مستقبلاً ستُطرح للنقاش مع المسؤولين الأميركيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن البيت الأبيض لم يحدد بعد أين ستتمركز هذه القوات. فبالإضافة إلى شمال شرق سوريا، تحدث مسؤولون عن أهمية الإبقاء على قوات في قاعدة التنف الاستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن. وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، لوكالة "رويترز"، إن الخطة الأولية تقوم على الاحتفاظ بقوات في شمال شرق سوريا والتنف. وأضاف أن التخطيط ما يزال مستمراً وقد تطرأ تغييرات.
وكانت قاعدة التنف أنشئت حين سيطر مقاتلو "داعش" على شرق سوريا المتاخم للعراق. لكن منذ إخراج "داعش" من هذه المنطقة، دخلت هذه القاعدة في الاستراتيجية الأميركية لاحتواء التوسع العسكري الإيراني.
وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أن الجيش الأميركي يستعد لسحب قواته من سوريا في نهاية أبريل (نيسان) 2019، وأن جزءاً كبيراً منها سينسحب بحلول منتصف مارس (آذار) المقبل.
ترمب وأردوغان
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي ترمب اتفقا، في اتصال هاتفي الخميس، على تنفيذ الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا بما يتماشى مع المصالح المشتركة للبلدين.
وأضافت الوكالة أن الرئيسين بحثا آخر التطورات في سوريا، واتفقا على دعم التوصل إلى حل سياسي للصراع. كما اتفقا على تحسين العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وواشنطن، ورفع حجم التجارة البينية إلى 75 مليار دولار سنوياً.
من جهته، قال البيت الأبيض إن ترمب وأردوغان بحثا الصراع في سوريا وقضايا التجارة، واتفقا على مواصلة تنسيق الجهود لإنشاء منطقة آمنة محتملة في سوريا.
وأضاف البيت الأبيض أن الاتصال بين الرئيسين يأتي قبل اجتماع شاناهان والجنرال جوزيف دنفورد، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، بنظيريهما التركيين.