مرحلة جديدة في العلاقات بين القاهرة والقارة السمراء، بدأت مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي التي استمرت لمدة عام ينتهي يوم الأحد، ويسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد إلى نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا خلال الجلسة الختامية للدورة العادية الـ33 لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المقرر انعقادها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
الأولويات الست
وعملت القاهرة خلال العام الماضي على تحقيق ست أولويات في خطة عملها خلال رئاسة الاتحاد، وهي تحقيق التكامل الاقتصادي وربط أقاليم القارة وتطوير البنية التحتية، وتقديم مزيد من الدعم لبناء قدرات الدول بمختلف المجالات، إلى جانب السعي إلى تحقيق السلم والأمن، والانخراط في جهود الوساطة لمنع النزاعات، والاهتمام بجهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والإصلاح المؤسسي والمالي لمفوضية الاتحاد، ومد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الأفريقية، والتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين لجذب فرص الاستثمار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
منطقة التجارة الحرة
أما الإنجاز الأبرز الذي تحقق خلال رئاسة مصر للاتحاد فكان إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية التي تلزم الدول الموقعة عليها بإزالة الرسوم عن 90 في المئة من البضائع، حيث ستُلغى التعريفة الجمركية تدريجياً على التجارة بين الدول الأعضاء بالاتحاد، بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي بينها، بما يخلق أكبر سوق تجارية بالعالم، تضم نحو 1.2 مليار شخص، وناتجاً محلياً إجمالياً يبلغ 2.5 تريليون دولار في 55 دولة، وسط تضاؤل حجم التجارة البينية الأفريقية الذى لا يزيد على 17 في المئة من حجم التجارة الخارجية، مقارنة بحجم تجارة القارة مع العالم الخارجي الذي يبلغ 69 في المئة.
كما شاركت مصر خلال العام الماضي في العديد من القمم كرئيس للاتحاد الأفريقي، لعرض هموم وتحديات القارة وتطلعت شعوبها، أهمها قمة مجموعة العشرين باليابان، وقمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى في فرنسا، ومؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بأفريقيا (التيكاد)، والدورة الأولى لقمة روسيا-أفريقيا، وكذا قمة الاستثمار أفريقيا-بريطانيا التي عُقدت الشهر الماضي.
وبحسب مصدر دبلوماسي مصري، فإن القمة الأفريقية في أديس أبابا ستشهد تقديم مصر مشروعات مقررات وإعلانات تعكس جهود القاهرة خلال فترة رئاستها الاتحاد، منها مقررات تبرز دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، وإطلاق مسار التكامل الإقليمي بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية والاتحاد، إلى جانب مقررات تعكس الجهود التي تمت في مجال السلم والأمن، وعلى رأسها تفعيل مركز إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات، والإعلان الصادر عن لجنة وزراء الدفاع بشأن التعامل مع شواغل القارة في هذا الصدد.
الكوميسا
ومع ختام عام الرئاسة، تعمل مصر على استمرار الوجود على الساحة الأفريقية، من خلال دول الترويكا الرئاسية للاتحاد، كما من المقرر أن تتسلم القاهرة رئاسة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا" في نهاية عام 2022، كما فازت بأغلبية بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي لمدة عامين، خلال الانتخابات التي عقدت الجمعة الماضي في إثيوبيا على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد.