دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا إلى إنهاء دعمها "الفظائع" التي يرتكبها النظام السوري، معرباً عن خشية الولايات المتحدة من العنف في منطقة إدلب، وفق ما أعلن البيت الأبيض الأحد.
وخلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب ترمب "عن خشيته من العنف في إدلب... وأبلغه رغبة الولايات المتحدة برؤية نهاية لدعم روسيا الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد"، وفق البيت الأبيض.
وتوسع قوات النظام انتشارها قرب مدينة حلب في شمال سوريا بسيطرتها على قرى عدة في محيطها في مسعى لإبعاد هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى وضمان أمنها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وبعدما أعلن النظام السوري سيطرته الكاملة على غرب مدينة حلب، قصفت قوات النظام المتقدمة في ريف حلب الشمالي الغربي، النقطة التركية المتمركزة في منطقة الشيخ عقيل، ما تسبب بوقوع جرحى من القوات التركية، وفق ما أفاد المرصد السوري.
هذا، وانفجرت سيارة ملغومة في مدينة تل أبيض السورية قرب الحدود مع تركيا ما أسفر عن سقوط قتيلين و5 جرحى مدنيين، وفق بيان أصدرته وزارة الدفاع التركية.
وجاء في البيان أن "مرتكب الهجوم اعتُقل حياً مع إرهابي آخر وصل إلى المنطقة بسيارة ملغومة لتنفيذ هجوم ثانٍ". وكانت قوات سورية مدعومة من تركيا طردت وحدات حماية الشعب الكردية السورية من تل أبيض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن قوات النظام سيطرت على معظم المناطق التي كانت بحوزة مسلحي المعارضة في محافظة حلب. وقال ناشطون إن الطيران الحربي الروسي شن ضربات جوية كثيفة على هذه المنطقة الأحد، وإن القصف شمل مدناً منها عندان التي سيطرت عليها قوات النظام مدعومةً من فصائل تدعمها إيران.
وعلى الرغم من سيطرة النظام على كامل حلب في عام 2016 إثر معارك وحصار استمر أشهراً عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) والفصائل المنتشرة عند أطرافها الغربية والشمالية وفي قرى وبلدات ريفها الغربي.
وبعدما استعادت قوات النظام بالكامل الأسبوع الماضي، الطريق الدولي حلب - دمشق، بدأت بالتقدم تدريجياً. وأفاد المرصد السوري الأحد عن "تقدم سريع لقوات النظام في ريفَي حلب الشمالي والشمالي الغربي، حيث تمكنت من قضم مزيد من البلدات والقرى هناك بعد انسحاب الفصائل منها" إثر معارك وغارات شنتها طائرات حربية سورية وروسية على المنطقة.
13 قرية
وسيطرت قوات النظام الأحد على 13 قرية وبلدة على الأقل، وفق المرصد، الذي أشار إلى أنها "تقترب من تأمين المدينة بشكل كامل".
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) سيطرة قوات النظام على عدد من القرى، مشيرةً إلى استمرار العمليات "ضد المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريف حلب الغربي والشمالي وعند الأطراف الغربية للمدينة".
ونقل التلفزيون الرسمي السوري مشاهد قال إنها "لمواطنين في حلب يحتفلون باستعادة الجيش السيطرة على قرى وبلدات تقع غرب المدينة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معرة النعمان
وفي منطقة معرة النعمان شرق إدلب، نقل مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية مشاهدته مسلحين من الفصائل يستخدمون دبابة تتنقل في حقل زيتون وتقصف مواقع لقوات النظام في منطقة ميزماز في ريف حلب الغربي المحاذي.
ويأتي تقدم قوات النظام في حلب في إطار هجوم واسع بدأته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في منطقة إدلب ومحيطها في شمال غربي البلاد. وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي ثم ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر طريق "أم 5" الدولي الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
وكانت قوات النظام استعادت أجزاءً من الطريق في هجمات شنتها خلال السنوات الماضية في جنوب ووسط البلاد وقرب العاصمة دمشق، قبل أن تركز معاركها على محافظة إدلب وجوارها وتستعيده بالكامل.
وتسبب التصعيد منذ ديسمبر 2019 بمقتل أكثر من 380 مدنياً، وفق المرصد السوري، وبنزوح أكثر من 800 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.
وفي دمشق، التقى الرئيس السوري بشار الأسد الأحد رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني. وكرر الأسد خلال اللقاء، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، التصميم على "تحرير كامل الأراضي السورية".
ومن المقرر أن يتوجه لاريجاني مساءً إلى لبنان في زيارة تستمر يومين، بحسب ما أعلنت السفارة الإيرانية في بيروت.