أفاد معظم سماسرة العقارات بحصول ارتفاع في أسعار البيوت للمرة الأولى خلال 18 شهرا، وجاء ذلك في آخر تقرير لهم يُظهر أن الضغط على الأسعار يتزايد مع عودة المشترين والباعة إلى سوق العقارات.
وفي السياق نفسه، تجاوز عدد المسّاحين ممن أفادوا بوجود زيادة في الأسعار عدد أولئك الذين يرون أن هناك انخفاضاً في هذه الأسعار بنسبة 17%، وهي المرة الأولى التي يكون الرصيد الصافي فيها موجبا منذ يوليو(تموز) 2018، حسبما جاء في استطلاع أخير للرأي أجراه "المعهد الملكي للمسّاحين القانونيين".
وكان عدد كل من استفسارات المشترين، والتعليمات الجديدة للبيع المعطاة من قبل أصحاب البيوت، والمبيعات المتفق عليها، قد ارتفع خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وعلى المستوى الوطني، زاد عدد البيوت المسجلة للبيع في شهر يناير أيضا طبقاً لما أورده "المعهد الملكي للمسّاحين القانونيين" الذي يمثل المسّاحين وسماسرة العقارات في البلاد.
وتجاوز عدد من أبلغوا عن زيادة في الأسعار عدد أولئك الذين يرون العكس بنسبة 19%، ما يكاد يعادل ضعف النسبة التي تضمنها الاستطلاع السابق وكانت11%.
وشهد شهر يناير الماضي زيادة في عدد الراغبين بالشراء، إذ ارتفع الرصيد الصافي لاستفساراتهم بنسبة 23% عنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي حين كان 19%. وفوق ذلك، ارتفعت المبيعات للشهر الثاني على التوالي برصيد صافي مقداره 21%.
من جانبه، أشار سايمون روبنسوهن، كبير الاقتصاديين في "المعهد الملكي للمساحين القانونيين" إلى تحسن متواصل في حساسية السوق خلال الشهر الماضي، يقوم على أساس تحسن ملموس بعد الانتخابات العامة الأخيرة مباشرة.
وقال في هذا الصدد إن "الارتفاع في عدد التعليمات بالبيع الواردة إلى سوق العقارات، هو تطور جدير بالملاحظة وضروري للغاية، نظراً لقلة المساكن الجديدة المعروضة خلال السنوات القليلة الأخيرة، وهذا ما دفع بمستويات المساكن المتوفرة للبيع إلى الانخفاض بمعدلات قياسية ".
وأضاف روبنسوهن "يبقى أن نرى، كم سيستمر هذا الزخم الجديد الذي يشهده سوق العقارات، وقد تطفو حالة عدم اليقين مرة أخرى على السطح في نهاية السنة. لكن يبدو حاليا، أن المساهمين في الاستطلاع متفائلون بما يخص آفاق النشاط خلال الـ 12 شهرا المقبلة".
واستشرافا للمستقبل، يتوقع المشاركون في الاستطلاع استمرار هذا التفاؤل الجديد، وأن ترتفع مبيعات المنازل في شتى مناطق المملكة المتحدة، سواء على المدى القصير أو خلال السنة المقبلة.
هكذا فإن هذه الطفرة انعكست في مستوى تقديرات السوق التي جرت خلال الشهر الماضي، إذ كانت أعلى مما بلغته قبل سنة واحدة، وهي بذلك تكون أول مؤشر لقراءة إيجابية لهذه السلسلة منذ طرحها عام 2017: رصيد صافٍ بزيادة قدرها 20 % في ردود المشاركين في الاستطلاع على المستوى الوطني ممن أبلغوا عن ارتفاع في الأسعار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال غرايم لوسك، وهو من "مسّاحي وولكر فريزر ستيل" في مدينة غلاسكو، إنه وقت جيد لعرض العقارات في السوق. وأضاف "ما زال هناك نقص في العقارات المعروضة ذات النوعية الجيدة، ما يجعل السوق والمشترين في حالة انتظار".
في المقابل، يخشى المراقبون أن يؤدي النقص في المساكن على المدى الطويل مع وجود اهتمام قوى لدى المشترين، وانخفاض معدلات الفائدة على القروض العقارية إلى حدٍّ قياسي، إلى جعل أسعار البيوت أعلى مما يستطيع المشترون لأول مرة أن يدفعونه.
غير أن الأرقام الرسمية التي ظهرت يوم الأربعاء الماضي أظهرت أن عدد البيوت التي بدأت، أو انتهت، معاملات بيعها في شتى أنحاء المملكة المتحدة، ارتفع بين ابريل (نيسان) 2018 وابريل 2019 إلى أعلى مستوياته، في 11 سنة.
مع ذلك، فإن الـ 165,730 منزلا التي انتهت معاملات بيعها، والـ 202,000 منزل التي بدأت معاملات بيعها، خلال تلك الفترة، هي أقل بكثير مما حددته الحكومة هدفاً لها لجهة بيع المساكن وكان 300,000 مسكن في السنة.
© The Independent