يبدو أن نادي برشلونة حامل لقب الدوري الإسباني يعيش فترة هي الأسوأ منذ سنوات طويلة، حيث يعاني تراجعاً حاداً في المستوى والنتائج على أرض الملعب، بالإضافة إلى تخبط إداري وصراعات وأزمات قد تُدخله في نفق مظلم وتعصف بآماله في استعادة أمجاده محلياً وقارياً.
وشهدت بدايات العام الحالي صدمات متتالية للنادي الكتالوني، لعبت خلالها وسائل التواصل الاجتماعي دور البطولة في فضح نار برشلونة الكامنة تحت الرماد.
وكانت بداية الأزمة الأولى صباح يوم الثلاثاء 4 فبراير (شباط) الحالي، حين لجأ الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد فريق برشلونة، لحسابه الشخصي على موقع "إنستغرام" للرد بقوة على الفرنسي إريك أبيدال المدير الرياضي للنادي الذي انتقد في حوار مع صحيفة "سبورت" أداء لاعبي الفريق خلال فترة سلفه إرنستو فالفيردي، وألمح إلى وجود شُبهة مؤامرة أطاحت المدرب الإسباني وأتت بالمدرب الحالي كيكي سيتين.
دائرة حمراء
ونشر ميسي "قصة" عبر حسابه الذي يتابعه ما يزيد على 143 مليون حساب، احتوت صورة لجزء من حوار أبيدال مع الصحيفة المقربة من النادي، وقد أحاط العنوان الفرعي بدائرة حمراء، وهاجم أبيدال ومجلس الإدارة وطالبه بتحمل مسؤولياته وتبعات قراراته بدلاً عن لوم اللاعبين والتجني عليهم.
وأحدثت الواقعة أزمة ضخمة داخل جدران ملعب "كامب نو"، حيث دعا رئيس النادي جوزيب ماريا بارتوميو لاجتماع ثلاثي طارئ ضم ميسي وأبيدال لاحتواء الأزمة بينهما قبل تصاعدها، في ظل حصول ميسي على دعم مطلق من كل لاعبي الفريق، إضافة للدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به الهدّاف التاريخي للنادي وأفضل لاعب في العالم.
اختراق... واعتذار
ولم تمر أيامٌ قليلة حتى أشعلت حسابات النادي الكتالوني على موقع "تويتر" أزمة جديدة، حين جرى الاستيلاء عليها بواسطة مجموعة قرصنة تطلق على نفسها "Our Mine"، وبدأت يوم 15 فبراير في نشر تغريدات غريبة على الحساب الرسمي باللغة الإسبانية الذي يتابعه 15 مليوناً، والحساب العربي ويتابعه نحو 2.4 مليوناً، كان أبرزها إعلان المجموعة عن نفسها والتسويق لنشاطاتها غير القانونية الخاصة بالاختراق وأمن المعلومات، إضافة لنشر خبر غير صحيح عن عودة البرازيلي نيمار دا سيلفا، لاعب باريس سان جيرمان.
وتسببت هذه الأزمة في حرج شديد للنادي الإسباني الذي فقد لساعات حساباته التي يتابعها عشرات الملايين حول العالم.
وسريعاً استرد برشلونة حساباته بالتعاون مع شركة "تويتر"، ونشر بياناً جاء فيه "تعرضت حسابات نادي برشلونة عبر تويتر للقرصنة، ما تسبب في ظهور تغريدات غير صادرة عن النادي، حيث تم نشرها من خلال أداة خارجية لتحليل البيانات، وقد جرى الإبلاغ عن تلك التغريدات وحذفها من جميع حساباتنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "سيجري نادي برشلونة تدقيقاً على مستوى الأمن السيبراني حيث ستُراجَع جميع البروتوكولات والروابط مع الأدوات الخارجية، من أجل تجنب تكرار مثل هذه الحوادث وضمان أفضل مستوى من التواصل مع الجماهير، نعتذر عن أي إزعاج ترتب عن هذا الحادث".
ذباب إلكتروني
وبينما مرت الواقعتان السابقتان بما فيهما من اختلاف في وجهات النظر في الأولى والإهمال في الثانية، كان نادي إقليم كتالونيا على موعد مع أزمة أكبر وأكثر عُمقاً صباح الاثنين 17 فبراير، حيث كشفت إذاعة "كادينا سير" الإسبانية تفاصيل فضيحة استعانة مجلس إدارة برشلونة برئاسة جوزيب ماريا بارتوميو بشركة متخصصة في إدارة منصات وسائل التواصل الاجتماعي لتوظيف آلاف الحسابات الوهمية التي يُطلق عيها "الذباب الإلكتروني" بهدف دعم الإدارة في قراراتها المختلفة وتبييض صورتها مع الهجوم على المعارضين أو المرشحين المحتملين في الانتخابات المقبلة.
وامتد الأمر إلى الهجوم على عدد ضخم من نجوم ورموز النادي السابقين والحاليين وحتى زوجاتهم وعائلاتهم، وشملت القائمة جيرارد بيكيه وصديقته المغنية الكولومبية شاكيرا وليونيل ميسي وزوجته أنطونيلا وتشافي هيرنانديز وكارليس بويول وأندرياس إنيستا وبيب غوارديولا المدير الفني السابق للفريق وخوان لابورتا الرئيس الأسبق للنادي، وشخصيات كتالونية مهمة، مثل خوامي روريس وفيكتور فونت، وغيرهم من الشخصيات المدعومة جماهيرياً في البارسا.
وكشف تحقيق لإذاعة "سير" أن إدارة بارتوميو دفعت مبلغاً تخطى مليون يورو لشركة "I3Ventures" نظير تلك المهام غير القانونية، واعترفت إدارة برشلونة بالتعاقد معها بحثاً عن تلميع صورة النادي وبث رسائل إيجابية، مع نفيها التام أن تكون أمرت الشركة بالهجوم على رموز النادي.