تراجع سهم شركة الإلكترونيات الأميركية العملاقة "آبل" بحوالي 2.3 في المئة خلال تعاملات الثلاثاء بعد تحذيرها من عدم تحقيق الإيرادات المستهدفة للربع الثاني من العام الحالي بسبب تراجع الطلب على الهواتف الذكية والتباطؤ المؤقت للأنشطة على خلفية انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد (كوفيد 19) في الصين، ما أدى إلى انخفاض قيمتها السوقية بأكثر 40 مليار دولار.
وبحلول الساعة 7:00 مساء بتوقيت غرينتش، بلغ سعر السهم 318 دولاراً، مقارنة 324.95 دولار سعر إغلاق السهم بالجلسة السابقة.
وقال مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية في مذكرة بحثية، "كان هذا التراجع متوقعاً ولا ينبغي أن يكون مفاجأة لأسواق الأسهم، لا سيما أن انتشار هذا الفيروس (كورونا) سيكون له آثار عميقة على الاقتصاد العالمي".
وحذرت صانعة "آيفون" و"آيباد" خلال بيان نشرته على موقعها، الاثنين، من تأثر الإيرادات خلال الربع الأول من 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا وانخفاض الطلب هواتفها في الصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العودة إلى العمل بعد عطلة رأس السنة القمرية
وقالت الشركة التي مقرها ولاية كاليفورنيا الأميركية إن العودة إلى العمل بعد عطلة رأس السنة القمرية في الصين كانت بوتيرة أبطأ من المتوقع، ولم توضح الشركة أي توقعات جديدة لإيراداتها خلال الربع الأول من العام الحالي رغم التحذيرات من عدم تحقيقها لأرقام الإيرادات المتوقعة مسبقاً.
وأفادت الشركة بأنّ مصانع الإنتاج كافة التابعة لها في الصين أعادت فتح أبوابها لكنّها تستأنف العمل تدريجياً ولم تبلغ مرحلة الإنتاج الكامل بعد. ولا يقع أيّ مصنع لهواتف آيفون في مدينة ووهان الصينية عاصمة محافظة هوباي، مركز تفشّي الفيروس الفتّاك.
وكانت آبل أعلنت في يناير (كانون الثاني) توقّعها بتراوح أرباحها للفصل الثاني بين 63 و67 مليار دولار أميركي.
وأصدرت الشركة بياناً قالت فيه، "عكست توجيهات الأرباح الفصليّة التي نشرناها بتاريخ 28 يناير 2020 أفضل المعلومات التي توفّرت لدينا في ذلك الوقت بالإضافة إلى أحسن تقديراتنا لوتيرة العودة إلى العمل بعد نهاية عطلة رأس السنة الصينية الممدّدة بتاريخ 10 فبراير (شباط)".
وتابعت، "يُستأنف العمل في جميع أرجاء البلاد لكننا نختبر وتيرة أبطأ في العودة إلى الظروف العادية من تلك التي توقعناها. ونتيجة لذلك، لا نتوقع أن نلبي توجيهات الأرباح التي أعلناها لفصل مارس (آذار)".
التعرض الكبير للصين
وتتمتع شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة بالتعرض الكبير للصين التي تحقق نحو 15 في المئة من الإيرادات، كما أن معظم منتجاتها يتم تصنيعها هناك.
وأورد البيان أن "توريد هواتف أيفون عالمياً سوف يتقلص"، مضيفاً أن "هذا النقص في أعداد الأجهزة سيؤثر في الإيرادات العالمية لبعض الوقت".
واعتبرت الشركة أن تراجع الطلب على الأجهزة في الصين يفاقم من المشكلة. ومعلوم أن الفصل الثاني لآبل ينتهي بتاريخ 30 مارس (آذار).
وأسفر وباء فيروس كورونا عن وفاة 1869 شخصاً في الصين وخمسة في أماكن أخرى كما أفاد المسؤولون الصينيون يوم الثلاثاء ويرتفع عدد الإصابات لأكثر من 71 ألف إصابة.
وفي نفس السياق، خفض المحللون توقعاتهم للعائدات وحجم مبيعات للربع الثاني من العام مع فقدان السيطرة على احتواء كورونا، وتوقع بنك باركليز أن تصل شحنات أيفون بالربع الأول إلى 40.8 مليون مقابل توقعاتها السابقة البالغة 44 مليوناً، كما خفض توقعاته بالربع الثاني من العام من 36 مليون وحدة إلى 33.8 مليون وحدة. وخفضت السعر المستهدف لسهم أبل من 304 دولارات إلى 297 دولاراً.
كما خفضت جي بي مورغان، الثلاثاء، توقعات مبيعات أيفون إلى 39.5 مليون وحدة في الربع الأول، مقابل تقديرات سابقة نحو 47.5 مليون وحدة، وتوقعت أن تبلغ إيرادات "آبل" 60 مليار دولار في الربع الأول من 2020، مع انخفاض أرباح السهم الواحد إلى 2.70 دولار مقابل تقديرها السابق البالغ 3.02 دولار.
بينما توقع بنك "مورغان ستانلي" أن يتم تعويض الإيرادات المفقودة من أبل بالربع الأول بالأرباع اللاحقة.