لم يسبق أن أعار السوريون بالاً لانتخابات "نقابة الفنانين" في بلادهم كما يفعلون الآن. والسر في ذلك هو منافسة نجمين من نجوم المسلسل الشهير "ضيعة ضايعة"، هما فادي صبيح وزهير رمضان، على لقب النقيب.
فخوض صبيح ورمضان، أي سلنغو والبيسة في "ضيعة ضايعة"، الانتخابات أعاد إلى الذاكرة المناكفات المضحكة بينهما.
وما إن أعلن الفنان صبيح ترشيحه إلى الانتخابات في مواجهة الفنان رمضان، حتى اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي متناقلة الخبر بكثير من التندر ومقارنة الشخصيتين بين الواقع والتمثيل.
ترافق ذلك مع انتشار كثيف لمقاطع مصورة من المسلسل الذي صُوّر في ريف اللاذقية على الساحل السوري.
وما زاد المنافسة الانتخابية كوميدية وإثارة هو العلاقة المتوترة والغنية بالمشاحنات والقصص والمواقف بين سلنغو والبيسة. فسلنغو شاب مغرم بابنة البيسة الذي يرفض أن يزوجهما. وفي إحدى الحلقات تواجه سلنغو والبيسة في انتخابات على منصب المختار الذي يشغله البيسة، سليل الإقطاع كما يعتقد سلنغو الذي يمثل دور المثقف الريفي.
المنافسة والتشويش
الانتخابات اليوم تشهد متابعة واسعة ليس من الفنانين فحسب، بل من المواطنين وسط ازدياد حظوظ صبيح بالفوز.
يرى الفنان فادي صبيح أن الوقت مبكرٌ للحكم على ذلك كون الانتخابات النقابية تمر بمراحل عدة، تبدأ في 23 و24 فبراير (شباط). ويدعو صبيح إلى التريث والابتعاد عن الأخبار التي تشوش على العملية الانتخابية.
واكتفى سلنغو في برنامجه الانتخابي بإعلان انحيازه إلى العمل النقابي ودور النقابة والفنان في الحياة العامة. وجاء فيه "لا شعارات ولا وعود زاهية، بل الرغبة في الدفاع عن خصوصية الفن السوري".
تضامن النجوم
في الأثناء، اشتدت المنافسة بين صبيح ورمضان، مع دخول منافسين آخرين، هم عارف طويل وهو عضو في مجلس الشعب (البرلمان)، وأميمة ملص وتولاي هارون ومحمد قنوع.
لكن التضامن الأبرز يحظى به صبيح، وقد بادر عدد من كتاب السيناريو والمخرجين إلى إعلان تأييدهم ودعمهم له، ومن هؤلاء مصطفى الخاني ورشا شربتجي والليث حجو وكاريس بشار.
ونشر مصطفى الخاني على صفحته الخاصة "الفنانون بيعرفوا قديش فادي منيح مع الكل وزارع محبة، أنت نقيب الفنانين بانتخابات ومن دون انتخابات".
وكتبت المخرجة رشا شربتجي "أسعدني نبأ ترشحه إلى مجلس النقابة لأنه رجل حقيقي وإنسان شهم وجدع ولا يتوانى لحظة عن خدمة زملائه الفنانين".
مقاطعة وسخرية
ويقاطع بعض الفنانين السوريين الانتخابات لعدم ثقتهم بالنقابة.
وتوقف الفنان أيمن زيدان عند انتخابات نقابة الفنانين، وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي "من دريد لحام وصباح فخري وأسعد فضة وفواز الساجر إلى بعض المرشحين الجدد وأخجل أن أسمي، هذه رحلة نقابة الفنانين، إنها بلا شك رحلة وطن موجوع".
ديمقراطية فنية
وسط هذا الانقسام في البيت الفني، كتبت تولاي هارون "الوسط الفني خائف"، وهناك "توجيه من القيادة بالوقوف إلى جانب فنان معين".
ما اكتفت هارون بالإشارة غمزاً إليه، كشفه المرشح الفنان محمد قنوع، الذي تضامن مع هارون قائلاً إن النقيب الحالي زهير رمضان هو المدعوم. وأكد أنه في حال حصل ذلك، سأنسحب من نقابة الفنانين ريثما يأتي نقيب جديد".